Thursday, July 19, 2007

مظاهرة في منظقة أبو شاهين بالمحلة

شهدت مساكن أبو شاهين في المحلة الكبرى تظاهرة مساء الخميس احتجاجا على قرار مجلس مدينة المحلة ببناء عمارة إضافية بين العمارات رقم 1، 2، 33، 19
الأهالي الذين يقيمون في ظروف لا تمت بعلاقة للإنسانية كانوا قد تكفلوا بتنظيف المربع الكائن بين العمارات و قاموا بزارعته بالأشجار على نفقتهم الخاصة، إلا أنهم فوجئوا بعد ذلك بقرار المجلس باقتلاع تلك الأشجار و بناء عمارة فوقها الأمر الذي أثار استياء الأهالي بسبب ضيق المساحة بين العمارات
و يهدد الأهالي بقطع الطريق الرئيسي في أبو شاهين إذا ما حاول العمال مرة أخرى العمل في المنطقة

Tuesday, July 17, 2007

ممرضة تمتنع عن إعطاء العلاج لطفلة "و اللي مش عاجبه يقعد في بيتهم"!!

في مستشفى حميات المحلة:
ممرضة تمتنع عن إعطاء العلاج لطفلة
"و اللي مش عاجبه يقعد في بيتهم"!!
كتب: أحمد بلال

امتنعت إحدى الممرضات في مستشفى حميات المحلة الكبرى تدعى "نجلاء" عن تعليق المحلول للطفلة "رهف محمد توفيق" و التي تعاني من الجفاف و لا يتعدى عمرها عام واحد، و النزيلة بقسم "حريمي 3" في المستشفى.
والدة الطفلة أكدت لـنا أن الممرضة تحدثت معها بطريقة غير لائقة و هي تستدعيها لإعطاء العلاج للطفلة، و عندما طلبت منها والدة الطفلة التحدث معها بطريقة أفضل، قالت لها الممرضة "لو مش عاجبك روحي أقعدي في بيتكم"، و رفضت تعليق المحلول قائلة "لما تبقى أم البنت تحترم نفسها هبقى أديها العلاج"!!، و بعد تدخل أحد الأطباء قامت الممرضة بتعليق المحلول بشكل خاطئ، الأمر الذي أدى إلى حدوث نزيف في يد الطفلة، أوقفته إحدى الممرضات و علقت لها المحلول في اليد الأخرى.
الغريب في الأمر أن الممرضة أصرت على نقل النزيلة إلى قسم آخر، و نجحت بالفعل في استصدار قرار من المستشفى بذلك، و تم نقل الطفلة إلى "حريمي 2"، دون إبداء أي سبب للنقل، و في حديثه لـنا أبدى "محمد توفيق" والد الطفلة استغرابه لهذا النفوذ الذي تتمتع به الممرضة في مستشفى حميات المحلة، و قال "بيتعاملوا معنا و كأن الفقراء لابد و أن تكون لهم معاملة خاصة قائمة على الإهانة، الممرضة تتعامل و كأنها صاحبة المستشفى، ترفض إعطاء العلاج لطفلة دون أن يحاسبها أحد، و تعطيها العلاج بطريقة خاطئة دون أن يحاسبها أحد، و تنقلها إلى قسم آخر دون إبداء أي سبب و دون أن يعترض أحد!!"، و تسائل "محمد توفيق" "إذا كان هذا هو حال الفقراء في مستشفيات الدولة، فماذا سيكون حالهم بعد خصخصة تلك المستشفيات"!!.

Thursday, July 12, 2007

87% من الصهاينة يطالبون بعملية عسكرية واسعة في غزة

87% من الصهاينة يطالبون بعملية عسكرية واسعة في غزة
و قطعان المستوطنين يصرخون: لماذا لا يدافع الجيش عن سديروت ؟
ترجمة: أحمد بلال
"لقد وقع لإسرائيل في هذه البلدة، ما لم يقع للدولة العبرية منذ حرب 1948، حيث تمكن العدو من استنزاف مدينة كاملة و شل الحياة فيها الأمر الذي دفع رئيس بلديتها لليأٍس، إن منظر العجائز وهم ينزلون من الحافلات يعودون بيأس الى سديروت إنما يدفعنا للاعتراف بأن ما يحدث هو محنة قومية شديدة"، هكذا أكد "زئيف شيف"، المحلل العسكري الصهيوني في صحيفة هاآرتس.
و البلدة التي يتحدث عنها "زئيف" هي مستوطنة سديروت الصهيونية، و التي تحولت الحياة فيها إلى جحيم بفعل حوالي 2000 صاروخ قسام سقطوا عليها منذ عام 2005، وسط فشل حكومي صهيوني كبير في إيقاف تلك الصواريخ، الأمر الذي أدى بمستوطنيها لتأسيس حركة أطلقوا عليها "لجنة أمن سديروت" و التي تعمل من أجل "اجتياز حالة الإهمال الأمنية المستمرة و الشديدة و التي تعاني منها مدينة سديروت، و رفع حالة الوعي القومي لمعاناة المواطنين في سديروت من أجل تغيير الموقف" على حد قول رئيس اللجنة "آلون ديفيد".
و قال ديفيد في الكلمة التي وجهها للمجتمع الصهيوني من خلال موقع اللجنة على شبكة الإنترنت أن اللجنة "تهدف إلى الاستمرار في النضال حتى يتم تنفيذ العمليات المطلوبة لإعادة الأمن في سديروت بصورة حازمة، سديروت و مواطنيها يجب أن يحصلوا على كافة حقوقهم المستحقة، و بالأخص حقوقهم الأساسية، مثل الحق في الأمن و الدفاع عن أبنائنا، يجب دحر الإرهاب، و إيقاف إطلاق صواريخ القسام التي تنفجر في شوارعنا"، و أضاف "على طول الطريق نحس بدعم الرأي العام و رغبتنا أن تكون هناك مشاركة في النضال من أجل أمن سديروت".
"لجنة أمن سديروت" و التي قامت على يد مواطني سديروت و محيطها و رجال غير منتمين سياسيا، تقيم محادثات و نشاطات مشتركة مع شخصيات إسرائيلية رسمية و غير رسمية على حد سواء، كما ذكرت في بيانها التأسيسي الذي جاء فيه أن "الهجوم بصواريخ القسام على مدينة سديروت هو محاولة لإدارة حرب استنزاف ضد دولة إسرائيل، الهدف منها هو تحطيم نفسية مواطني المدينة لإفساد حياتهم الطبيعية، حتى تنقلب الحياة في النهاية إلى حياة لا تطاق و تهجر المدينة".
و أكد البيان أن "لجنة أمن سديروت أسست "تصديا لهذا الهدف الذي تهدف إليه المنظمات الإرهابية و لتقوية روح التصدي لدى سكان سديروت، و للمساعدة و مد الأيدي للأماكن التي تحتاج للمساعدة، فالإرهاب لن يكسر الروح الجنوبية العظيمة الموجودة لدى سكان سديروت".
و أضاف البيان أن "المشكلة الأمنية في مدينة سديروت ليست مشكلة تخص سكان المدينة و محيطها فقط، و لكنها و في المقام الأول مشكلة رئيسية تخص كل المجتمع في إسرائيل، فقوة المجتمع الإسرائيلي تقاس في الطريق الذي تصارع فيه التهديدات الأمنية و في الطريق الذي به دعم و مساعدة لسكان منطقة الخطر، فالهجمات على مدينة سديروت و غرب النقب هي تهديد مستمر على أمن دولة إسرائيل، و على سيادتها، و على طابعها كدولة يهودية ديمقراطية".
و في نهاية البيان أكد نشطاء اللجنة إيمانهم "بالروح الإسرائيلية التي عرفت بالتغلب على المشاكل الصعبة و المعقدة في الماضي، و التي تستطيع التغلب على الأزمة الحالية في سديروت و المستوطنات المحيطة بها، و من وسط الأزمة هذه ستعلن القيام من جديد لتحقيق الحلم الصهيوني في ازدهار و بناء النقب".
موقع "لجنة أمن سديروت" على شبكة الإنترنت يصور جزء من حالة الرعب و التطرف التي يعيشها سكان المستوطنة، حيث كتب في أعلى الموقع نتيجة البحث الميداني الذي أجراه البروفسير الصهيوني "اسحاق كاتس" و التي تتلخص في الجملة المنشورة "87% من الإسرائيليين يطالبون بعملية موسعة لجيش الدفاع في غزة"، و ذلك بالإضافة إلى عدد من الجمل و التساؤلات الأخرى مثل "لماذا لا يأمر أولمرت الجيش بالدفاع عن سديروت ؟!"، "لماذا لا يدافع الجيش عن سديروت ؟" و "أمي .. لا أريد أن أموت".
كما نشر نشطاء اللجنة في صدر الموقع عددا من تصريحات كبار الساسة الصهاينة و التي تؤيد عملية عسكرية واسعة في غزة، من بينها تصريح لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي "جبي أشكنازي" يقول فيه "النيران المقابلة لن توقف إطلاق الصواريخ، الطريق الوحيد هو عملية برية"، و تصريح آخر لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق موشي يعلون يؤكد فيه أنه "لا مناص من عملية برية واسعة في غزة، يجب على الشخص أن يكون أعمى حتى لا يرى ضرورة لاجتياح غزة، و من أجل هذا يجب على الجيش أن يدافع عن المواطنين، إذا لم ندخل غزة الآن، سيدخلونها عندما تصل الكاتيوشا إلى أشدود"، أما أكثر التصريحات تطرفا فكانت من نصيب رئيس بلدية تل أبيب السابق شلومو لهط حيث يقول "يجب على إسرائيل أن تتوسع في ضرب سكان غزة، و تمطرهم بالقنابل ليل نهار، و تقتل منهم بدون رحمة".
كما أطلق موقع "لجنة أمن سديروت" حملة لجمع توقيعات جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بعنوان "أنا مستعد للقتال من أجل سديروت"، يبدون فيها رغبتهم في المشاركة في عملية عسكرية واسعة للجيش الإسرائيلي في غزة، و جاء في العريضة "نحن جنود الاحتياط المستدعون في أوقات السلم و الحرب للخدمة في جيش الدفاع الإسرائيلي بهدف الدفاع عن أمن دولة إسرائيل نعلن أننا سنكون مستعدون للتجند لخدمة الاحتياط في إطار عملية واسعة لجيش الدفاع الإسرائيلي في غزة بهدف ضرب الإرهاب و وقف إطلاق صواريخ القسام على سديروت".
تقع مستوطنة سديروت في النقب، و كانت قد أقيمت في عام 1953 كمعبر للمهاجرين القادمون من كردستان و إيران، و على مدار سنوات الخمسينات استوطن فيها عدد من المهاجرين القادمون من المغرب و رومانيا، و في سنوات التسعينات استوعبت المستوطنة مهاجرين من أثيوبيا و الاتحاد السوفيتي.

عائلات الأسرى الإسرائيليين اتهموا الحكومة بالتقصير و عدم الاهتمام بتحرير أبنائهم

في ذكرى أسر شاليط
مسيرة إسرائيلية بالدراجات الهوائية حتى الحدود اللبنانية
عائلات الأسرى الإسرائيليين اتهموا الحكومة بالتقصير و عدم الاهتمام بتحرير أبنائهم
شاليط الأب: لم نتسلم أي معلومات مؤخرا من مصر عن جلعاد
كتب: أحمد بلال
في الذكرى الأولى لأسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" نظم عدد من الإسرائيليين مسيرة للدراجات الهوائية بدأت من تخوم كيبوتس "رغبا" القريب من مدينة نهاريا، وانتهت في رأس الناقورة على الحدود مع لبنان، وشارك فيها حوالي 5000 إسرائيلي، و ذلك للتضامن مع الأسرى الإسرائيليين الثلاثة، في لبنان و غزة.
و في نهاية المسيرة اتهمت عائلات الأسرى الإسرائيليين، الحكومة الإسرائيلية بالتقصير وعدم إيلاء الوقت والإهتمام الكافيين من أجل تحرير أبنائها، و قالت "كرنيت جولدوسر" عقيلة الأسير "أودي جولدوسر"، أن "العائلات، و بعد سنة كاملة على أسرهم، لا تملك أية معلومة جدية أو أي أثر لحياة من الأسرى، بل أن ما نملكه من معلومات لم يتغير منذ أسر الشباب الثلاثة"، و طالبت "كرنيت جولدوسر" الرئيس الإسرائيلي المنتخب شمعون بيريز، و وزير الدفاع المعين إيهود باراك تحرير الجنود المختطفين، "و عدم إظهار اللامبالاة لقتلهم"، و قالت "كرنيت" "الثمن الذي ستدفعه دولة إسرائيل إذا لم تحرر المخطوفين، سيكون مرتفعا كثيرا على مستوى استعداد الشباب للتجند"، أما والد "جولدوسر"، فقال أن "باراك و أولمرت، يلعبان على إيقاع حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله" و أضاف "إن الجماهير الكثيرة التي اجتمعت لتحية الأسرى إنما تفرض عليهما أن يفعلا شيئا".
أما "نوعم شاليط" والد الأسير الإسرائيلي "جلعاد شاليط" فقال "نتمنى ألا تمر علينا سنة أخرى كاملة من الكوابيس"، و أعرب "نوعم" عن تخوفه على حياة ابنه في أعقاب المعارك التي دارت بين فتح و حماس في الفترة الأخيرة، و قال "أبناء الأسرة لا يملكون معلومات مؤكده عن مصيره، لم نتلقى أي أخبار من المنظمة التي هو في يدها"، و أضاف شاليط الأب أنه لم يتسلم أي معلومة من مصادر على اتصال بالخاطفين أو تدير المفاوضات مثل مصر.
و تحت عنوان "عام بدون جلعاد شاليط" نشرت القناة الثانية الإسرائيلية ما وصفته بأنها تفاصيل جديدة عن وقوع شاليط في الأسر على يد الذراع العسكري لحركة حماس، و قالت القناة الثانية الإسرائيلية في تقريرها أنه "بعد الأسر أخذ ناشطين من الذراع العسكري لحركة حماس شاليط لملجأ بعمق 15 متر تحت الأرض، و بعد يوم من اختطاف شاليط دارت محادثة تليفونية بين أخد حراس شاليط و بين قيادي في الذراع العسكري لحركة حماس، حيث قال الحارس "يجب أن نقدم الطعام للضيف"، فسأله القيادي في حماس "أي ضيف ؟!" و أجابه الحارس "الضيف شاليط""، و أضاف تقرير القناة الثانية الإسرائيلية أن "القيادي في حماس ذهل على ما يبدو من المحادثة و أغلق الهاتف".
و عن المكان المأسور فيه شاليط قال التقرير "المكان الذي يوجد به شاليط يتكون من غرفتين، يعيش في واجدة و في الأخرى يوجد الغذاء الذي يعيش عليه لمدة أسابيع"، و عن موقع المكان يقول التقرير "آسري شاليط أخذوا في الحسبان أن جيش الدفاع سيحاول تحديد المكان الذي يوجد به شاليط، حظر على الحراس إقامة أي اتصال خارجي مع العالم بواسطة التليفون"، أما حراس شاليط فقد قال التقرير أنهم "يلبون له كل طلباته يأكلون معه و يشربون سويا بل و يلعبون أيضا سويا، أما بخصوص حاجز اللغة فإن شاليط يتصل مع آسريه بإشارة اليد أو بواسطة لغة ثانية وسيطة يعرفها كلا الجانبين، شاليط أيضا طلب منهم تعلم اللغة العربية و طلب منه آسريه أن يعلمهم العبرية".
و عن الحالة الصحية لشاليط قال التقرير أن "شاليط يشتكي من آلام في العينين بسبب قرائة الصحف التي تنقل له و ذلك لعدم وجود نظارة الرؤية الخاصة به معه"، و أضاف التقرير أن "أسرة شاليط طلبت أن تنقل له نظارته إلا أنهم في جماس رفضوا ذلك".
هذا و قد ظهرت في الساحة الغنائية الإسرائيلية أغنية جديدة تحتج على موقف الحكومة و الدولة و المجتمع الإسرائيلي من قضية أسر شاليط و الجنديين الإسرائيليين المأسورين في لبنان، و تقول كلمات الأغنية "في كل أسبوع نشارك الذين يقرأون في النوادر الصغيرة من حياتنا .. هذه المرة لا .. هذا الأسبوع لن يكون هنا رسوم فكاهية، و لكن سيكون هناك احتجاج صامت .. احتجاج ضد الحكومة .. التي اخترقت العقد الذي بينها و بين مواطنيها .. احتجاج ضد الدولة .. التي تلغي كل يوم قانون يتحدث عن حقوق الإنسان .. احتجاج ضد المجتمع .. الذي يتحدث كثيرا عن الذكرى .. و لكن كل واحد منه في نسيان و لا مبالاة .. في كل أسبوع نتذكر هنا الجنود الثلاثة المأسورين، التي فشلت حكومة إسرائيل في مسئوليتها في إعادتهم لبيتهم".

في أقل من أسبوع احتجاج عمالي آخر في غزل المحلة!!

نشر في جريدة الاهالي
كتب: أحمد بلال
أضرب أكثر من 300 عامل في قسم الحراير في شركة مصر للغزل و النسيج بالمحلة الكبرى عن العمل يوم الخميس الماضي 5 يوليو، احتجاجا على تخفيض نسبة الحوافز و متحرك الأجور، و التي فوجئ بها العمال صباح يوم الإضراب، الأمر الذي دعاهم للامتناع عن الصرف و الإضراب عن العمل، رغم محاولات أمن الشركة تهدئتهم.
و قد اجتمع وفد من عمال القسم بأعضاء من مجلس إدارة و أمن الشركة، و انتهت المفاوضات بقبول الإدارة لطلب العمال، على أن يتم العمل به ابتداء من موعد صرف المدة التالية في 19 يوليو الجاري، و وافق العمال على صرف هذه المدة بالنسبة المحددة بعد أن أقنعهم أعضاء مجلس الإدارة بأن ما حدث ما هو إلا خطأ من جهاز الحاسب الآلي!!، إلا أن العمال هددوا بعمل إضراب مفتوح إذا لم تنفذ الإدارة وعدها.
يذكر أن عمال غزل المحلة كانوا قد قاموا بإضراب إنذاري الأسبوع الماضي أمام مكاتب الإدارة، احتجاجا على عدم تنفيذ مطالب العمال و وعود وزير الاستثمار محمود محي الدين، و وزيرة القوى العاملة و الهجرة عائشة عبد الهادي، للعمال أثناء إضراب ديسمبر الماضي، و المتمثلة في باقي الأرباح بحسب قرار رئيس الوزراء 467 لسنة 2006، زيادة الحوافز بنسبة 100%، حافز التميز و الانتظام، رفع البدلات و تسعيرة الإنتاج، إنشاء مرفق خدمي لمواصلات العاملين، إنشاء مشروع الإسكان الرأسي بدلا من الإسكان الأفقي، و هدد العمال في بيان تم توزيعه داخل الشركة بعمل إضراب مفتوح عن العمل يوم 21 يوليو، إذا لم تتم الاستجابة لهذه المطالب.

فوزي المطري .. قاوم الصهاينة في سيناء و عمل مع المخابرات المصرية

فوزي المطري .. قاوم الصهاينة في سيناء و عمل مع المخابرات المصرية
و لم تكرمه الدولة حتى بشهادة تقدير
حوار: أحمد بلال
سقطت سيناء و صمد أهلها، نظموا أنفسهم في مجموعات للمقاومة، و رفضوا تدويل سيناء في مؤتمر الحسنة، و نجحوا في نقل جنود و ضباط مصريين إلى الضفة الغربية للقناة حتى لا يقعوا في الأسر الإسرائيلي، و حولوا أنفسهم إلى أجهزة مراقبة تنقل للقيادة المصرية كافة المعلومات عن القوات الإسرائيلية، و رغم ذلك و رغم مرور أربعون عاما على النكسة لم تكرم تلك القيادة معظم هؤلاء المقاومين بحجة أن نشاطهم لم يكلفهم به أحد!!.
التقينا أحد هؤلاء المقاومين، الحاج فوزي المطري، الذي حكى لنا بكل فخر بعضا مما قام به أثناء فترة الاحتلال، و حكى أيضا بكل حسرة كيف أنه تقدم أكثر من مرة لينال مجرد شهادة تقدير يتركها لأولاده تقديرا لما قام به أثناء فترة الاحتلال، تحدث إلينا المطري في البداية عن تنظيم المقاومة في سيناء قائلا "قسمنا أنفسنا إلى عدة مجموعات، مجموعة لمساعدة المصابين و إخفائهم في البيوت المهجورة، مجموعة تساعد على خروج الجنود من العريش، و مجموعة لتصوير العساكر حيث أخذنا من الإدارة المدنية جميع الأختام و البطاقات الشخصية فكنا نقوم بالتقاط الصور للجنود و عمل بطاقات شخصية لهم بمهن مختلفة، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب الصغير قرروا إحراق مخازن الأسلحة المصرية حتى لا يستفيد منها الإسرائيليين".
و عن دوره في المقاومة المصرية في سيناء أثناء الاحتلال الصهيوني يقول الحاج فوزي المطري "كنت أجمع معلومات عن المواقع العسكرية الإسرائيلية في سيناء و منطقة السبع و ما بها من أسلحة و أنواعها و مواقع الرادارات و المطارات و الصواريخ و الدبابات و الطرق العسكرية و محطات البنزين التي تمون الدبابات و المجنزرات و حاملات الجند الإسرائيلية بالإضافة إلى ما يتم في كل مناورة عسكرية".
و بالإضافة إلى جمع المعلومات كان فوزي المطري يتلقى معلومات أخرى تأتيني من صالح مطر سالم، حمدان محمد راضي، أحمد جوده، و الحاج سعد عمر غيث الذي كان يقدم له معلومات هامة حيث كان سائقا لسيارة تجوب سيناء و يقول المطري "كنت أرسل المعلومات للعقيد محمد اليماني و العميد عادل فؤاد في المجموعة 75 في القاهرة، و كنت أهربها عن طريق الصليب الأحمر حيث أضعها في أكياس الشاي أو داخل بطائن الصداري أو بجيب سري بحقيبة كما أرسلت بكرة كاسيت داخل كعب حذاء مع السيد أسعد خيري مسجل عليها معلومات عن 40 موقع عسكري إسرائيلي داخل سيناء و منطقة السبع و طريق العوجة قبل حرب أكتوبر بـ 14 يوما و قد دمرت الضربة الأولى للقوات المصرية 60% من هذه المواقع".
و عن قصة الطيارين المصريين الذان نجحا الحاج فوزي المطري و إسماعيل خطابي في تهريبهم إلى الضفة الغربية للقناة يقول المطري "في يوم 6 يونيو 1967 سقطت طائرتين مصريتين في العريش بعد معركة جوية مع الطيران الإسرائيلي، و قبل سقوطهما قفزا منهما الطيارين المصريين بالباراشوت و هما النقيب محمد خميس و المقدم حسن شحاته، فأخذوهم الأهالي و حملوهم على الأعناق و نقلوهم إلى المستشفى، و سقطت العريش بعدها بثلاثة أيام".
و أضاف المطري "حاولنا تهريب الطيارين حتى لا يقعا في الأسر الإسرائيلي، كان النقيب حسن شحاته مكسور الساق وضعناه بين الأموات أما المقدم محمد خميس فألبسناه زي ممرض، و استطاع طلعت عروج إخراجهم بالإسعاف على أساس أنهم ذاهبون لدفن الموتى، و نقلناهم إلى منزل إسماعيل خطابي رغم أنه كان بالقرب من القيادة الإسرائيلية".
"طاف الإسرائيليون شوارع العريش بالميكرفونات يعلنون أن من يتستر على ضابط أو جندي مصري في بيته سيتم نسف البيت و تشريد أسرته بالإضافة إلى اعتقال رب الأسرة، و حاول عدد من الجنود و الضباط الذين كانوا عندنا تسليم أنفسهم بعد سماع النداء، إلا أن الحاج إسماعيل خطابي قال لهم لسنا أفضل منكم، جئتم للدفاع عن الوطن و الآن يجب أن يكون مصيرنا و مصيركم واحد، و أعطينا لهم بطاقات شخصية على اعتبار انهم مدرسين، و استطعنا بعد شهر توصيلهم للقاهرة".
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فوزي المطري 7 مرات، 3 منها في سجن غزة المركزي و أشكلون، و 4 في سجن العريش، و كانت التهم العمل مع المخابرات المصرية، رفض العمل و تحريض الناس على عدم العمل مع المحتل، توزيع المنشورات ضد الاحتلال، معرفة "المخربين" و التستر عليهم، قيادة تنظيم يعمل ضد الاحتلال الإسرائيلي".
و يحكي لنا فوزي المطري عن أحد أسباب اعتقاله في 1969 حيث دعا مع رفاقه إلى إضراب عام في العريش لمحاولة القوات الإسرائيلية جمع أعيان العريش لتقديم العزاء في رئيس الوزراء الصهيوني "ليفي أشكول"، و هو ما توافق مع استشهاد الشهيد عبد المنعم رياض على الجبهة، و يقول المطري "و فعلا نجح الإضراب و فشلت خطة اسرائيل، فجن جنونهم و نزلت الدبابات الإسرائيلية ضربت 3 مواقع، موقع في سوق السمك و موقع تاني في ميدان البلدية و موقع ثالث في ميدان الشبخ جبارة"، و عن سبب جنون القائد الصهيوني في هذا اليوم كما يقول الحاج فوزي المطري أن "الحاكم العسكري الإسرائيلي الذي كان في العريش كان قد دعا صحفيين للعريش في هذا اليوم .. يوم الإضراب، و عندما دخل الصحفيون العريش وجدوها مغلقة و لا يوجد حتى أحد في الشارع".
و عن هذا اليوم قال الحاج فوزي المطري "عملنا أشكول كلب و ربطنا العلم الاسرائيلي في ذيله، كتبنا على الكلب ليفي أشكول، و أشعلنا النار في علم اسرائيل و عندما رأى الكلب العلم يشتعل جرى في شوارع البلد كلها، ليفي أشكول جرى في البلد كلها"!.
و عن التحقيق قال فوزي المطري "في التحقيق جاء القائد و معاه اثنين من العساكر كل واحد فيهم يحمل كورباج سوداني، قالي وشك للحيط و سألني، و كل سؤال على ما أجاوب كان ينزل علي 20 او 30 كورباج، الدم صار ينزل من وجهي و من أذني و من كل جسمي، الدم تبلد على جسمي لدرجة أني لم أعد أحس بالضرب".
و من العمليات الأخرى التي قامت بها المقاومة في سيناء يقول المطري "الإسرائيليين فوجئوا باحتراق مخازن الأسلحة بشكل شبه يومي، فقرروا الانتقام من منفذي تلك العمليات، و وقفت كتيبة اسرائيلية كاملة انتظرتهم عند الوادي و عندما خرج الشباب من المزارع أطلقوا عليهم النار، و قاومهم الشباب حتى نفذت ذخيرتهم و استشهد منهم واحد فقط، فرفعوا الراية البيضاء فقبضوا عليهم، و كان منهم واحد عمره 16 سنة، القاضي الاسرائيلي قاله انت تتأسف و تقول خلاص عمري ما هعملها فرفض و قاله هنطلع نقاوم، فحكموا عليه بالمؤبد و أفرجوا عنه بعد عدة سنوات".
نبرة الفخر التي اتسمت بها كلمات فوزي المطري في حديثه عن المقاومة، تحولت في لحظات إلى نبرة من الحزن و الحسرة و هو يقول "أنا أب لتسع شباب شاهدوا جميعا ما نلت من اضطهاد و تعذيب و سجن من قبل العدو، منذ السلام تم تكريم عدد ممن قاموا بأعمال وطنية أثناء فترة الاحتلال، و لم يتم تكريم الكثرين ممن قاموا بمثل هذه الأعمال بحجة أنهم لم يكونوا مكلفين، منذ السلام و أنا أتقدم لأنال ورقة مطبوعة، مجرد شهادة تقدير أقدمها لأولادي ليحملوا من بعدي حب الوطن و الاستعداد للتضحية من أجله، نحن لا نريد مال و لا جاه بل ما يثبت مواقفنا الوطنية تجاه العدو لتتفاخر أجيالنا بوطنية الآباء و تضحياتهم من أجل الوطن".
و في النهاية حملني الحاج فوزي المطري رسالة "قل لهم الوطنية شعور ينمو في النفس و يرسخ في الفؤاد كلما كبرت هموم الوطن و ليست الوطنية أمر تكليف و تنفيذ أوامر".

45% من التلاميذ المهاجرين لا يرون لهم مستقبلا في إسرائيل

دراسة إسرائيلية جديدة تؤكد:
45% من التلاميذ المهاجرين لا يرون لهم مستقبلا في إسرائيل
35% لا يعرفون أنفسهم كإسرائيليين
كتب: أحمد بلال
كشفت النتائج الأولية لدراسة جديدة تعدها منظمة مهاجرون الإسرائيلية عن حالة شديدة من الانفصام يعيشها تلاميذ المرحلة الثانوية الإسرائيليين المهاجرين من دول الاتحاد السوفيتي السابق، حيث قال 45% من هؤلاء التلاميذ أنهم لا يرون مستقبلهم في إسرائيل، بالإضافة إلى 35% لا يعرفون أنفسهم كإسرائيليين.
و يقول معد الدراسة د. "لياونيد فريدمان" أنه "يوجد إمكانية لهؤلاء الشباب من المهاجرين الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، و لكنهم يحاولون الإنعزال و الحفاظ على الثقافة التي أتوا بها من مواطن ولادتهم"، و رغم أن كل المشاركين في الدراسة أشاروا أنه يوجد ضرورة لدراسة اللغة و الثقافة الإسرائيلية، إلا أن30% منهم لا يعتقدون أنه بالإمكان تعلم أي شئ من "الإسرائيليين القدامى"، و قال 40% منهم أنه لا يجب دراسة الشريعة اليهودية و التوراة، و أشار 82% من التلاميذ أنه لا يوجد داعي لدراسة "الثقافة الإسرائيلية"، و حوالي 90% منهم قالوا أنه لا يجب التعلم من "السلوكيات الموجودة في إسرائيل".
كما أوضحت الدراسة أن 88% من التلاميذ يعرفون أنفسهم على أنهم "إسرائيليين-روس" أو يلحقون بالجنسية الإسرائيلية أي جنسية أخرى من دول الاتحاد السوفيتي السابق، و قال 28% من التلاميذ أنهم لا يعرفون أنفسهم كيهود، و قال 70% منهم أن المهاجرين من غير اليهود لا يجب عليهم التهود.
الدراسة التي أجريت في الشهور الأخيرة على 300 تلميذ في المرحلة الثانوية كانوا قد قدموا إلى إسرائيل من دول الاتحاد السوفيتي السابق، و يعيشون في المستوطنات صاحبة أكبر تركز للمهاجرين مثل أشدود و الرملة و بتاح تكفا، ستسلم نتائجها هذا الأسبوع إلى الكنيست الإسرائيلي، لمناقشة تلك النتائج و دراسة وضع تلاميذ المهاجرين.
و عن حالة الانفصام التي لا يزال يعيشها المهاجرين إلى الكيان الصهيوني بعد 59 عاما على قيامه، قال عضو الكنيست "زئيف ألكين" من حزب "كاديما" أن "تدريس الشخصية اليهودية لأبناء المهاجرين هو أحد أهم الأسلحة في مسيرة الاستيعاب"، حيث أنه لا يزال هناك من المهاجرين من لا يعرفون أنفسهم كإسرائيليين أو حتى يهودا.

إسرائيل عرضت الانسحاب من كامل سيناء و الجولان في مقابل اتفاقية سلام!

نشر في جريدة الاهالي
بعد أسبوع من النكسة:
إسرائيل عرضت الانسحاب من كامل سيناء و الجولان في مقابل اتفاقية سلام!
مؤرخون إسرائيليون: حرب 67 كانت كارثة و لو لم ينسحب الجيش المصري لكان قد انتصر علينا!
ترجمة: أحمد بلال

لا يختلف اثنان على حقيقة الانتصار الإسرائيلي على العرب في حرب عام 1967، و التي عرفت إسرائيليا باسم حرب الأيام الستة، و لكن و بعد مرور أربعون عاما على الحرب، خرج عدد من المؤرخون الإسرائيليون بآراء من شأنها التشكيك في أن انتصارا سياسيا قد حدث، بل و التأكيد على أن اسرائيل كان من الممكن أن تنهزم حتى عسكريا لولا انسحاب الجيش المصري!!.
د. "موتي جولاني" المحاضر في قسم دراسات أرض إسرائيل في جامعة حيفا قال "كمعظم حروبنا، باستثناء حرب 1948، يمكن القول أن هذه الحرب كانت بمثابة انتصار في معركة و خسارة سياسية، فعلى المستوى السياسي، لا يمكن تسمية حرب الأيام الستة إلا بالكارثة، فحتى عام 1967 كانت إسرائيل دولة في وضع شرعي، و كما يقال دولة تطلب تقوية وجودها، على المستوى الداخلي و الخارجي، و لهذا كانت تنتفع بدعم عالمي كبير و مستمر و لم يطلب منها على طول الطريق أي تنازلات أو انسحابات، فعلى المستوى الخارجي كان الجهد الأساسي لإسرائيل هو التأكيد على حق إسرائيل في الوجود، و على المستوى الداخلي كان التأكيد الأساسي على بناء مجتمع".
و أضاف جولاني "كارثة حرب 67 أنها حولت إسرائيل في إسرائيل نفسها و في العالم كله إلى الدولة التي تطلب تغيير الأوضاع و التوسع، و دولة محتلة، على المستوى الداخلي نقلتنا هذه الحرب إلى مناطق ثقافية و سياسية كانت و مازالت مناهضة تماما لهدف بناء مجتمع و ثقافة إسرائيلية".
و رأى جولاني أن "حرب 67 كانت خسارة للإسرائيليين و العرب على حد سواء، فحرب الأيام الستة ولدت من جديد النزاع الذي كان قائما هنا قبل إقامة دولة إسرائيل بين القوميتين، الحرب كانت من الممكن أن تنقلب إلى حافز لعمل حدود و اتفاقيات، و بهذا لإصلاح خسارة الشعبين في 48".
أما المؤرخ الإسرائيلي أوري ميليشتاين فقال "هذا لم يكن انتصار، لا يوجد أحد تقريبا يعرف أنه في الساعة التي حلقت فيها طائرات سلاح الجو بهدف الهجوم على قواعد سلاح الجو المصري، حلقت في مصر طائرة تحمل كل رجال الجيش و الدولة المصريين، و لكن لم يكن موكلا إليها التعامل مع الطائرات الإسرائيلية، في الطائرة المصرية استقبل قائد الجيش المصري صدمة المعركة و أصدر أوامر بالانسحاب لكل الجيش المصري" و أكد أن "الانتصار على جيش موجود في حالة انسحاب كهذه لم يكن شيئا كبيرا، و لولا أنهم ينسحبون لكانوا قد انتصروا علينا".
و أضاف ميليشتاين "بعد الحرب لم يقم أحد ليقول أن الملك عاري، أخذنا الحرب بأخطائنا و حولناها لإشارة على قدرتنا العسكرية، لم يحددوا الشوائب و العيوب، و لم يستخلصوا الدروس، فكانت النتيجة حرب يوم الغفران، و بعدها تعاملنا الخاطئ مع الانتفاضة الأولى و الثانية، و حرب لبنان الأولى و الثانية".
و رأى ميليشتاين أن الجيش و المجتمع الإسرائيلي هزموا في حرب 67 "في حرب الأيام الستة الهزيمة لم تكن فقط على المستوى السياسي و إنما كانت أيضا على المستوى المجتمعي، التقديرات العسكرية سيطرت على الدولة، و لذلك ليس فقط الجيش الإسرائيلي و لكن أيضا المجتمع الإسرائيلي و دولة إسرائيل هزموا".
أما " د. رؤبن فدهتسور" فقد قال "إسرائيل انتصرت عسكريا انتصارا باهرا، لكنها خسرت استراتيجيا، بسبب العمل الذي لم تنجح فيه الحكومات الإسرائيلية المختلفة حيث لم تنجح في استثمار المناطق المحتلة كورقة مساومة لإحلال السلام".
و أكد "فدهتسور أن إسرائيل قدمت عرضا للدول العربية بعد أسبوع من نهاية الحرب يقضي بإعادة كامل سيناء و الجولان في مقابل اتفاقية سلام، إلا أن العرض الإسرائيلي قوبل بلاءات الخرطوم الثلاث لا صلح .. لا تفاوض .. لا اعتراف، حيث قال "الكثيرين لا يعرفون أنه بعد حوالي أسبوع واحد من بعد نهاية الحرب، في 19 يونيو، قدمت إسرائيل عرضا للعرب يقضي بإعادة كل سيناء و هضبة الجولان في مقابل السلام، و كان الموقف الذي تم اتخاذه من الطرف الآخر في مقابل ذلك هو لاءات قمة الخرطوم الثلاث".
و أضاف د. رؤبن " لم يتم تضمين الضفة الغربية في العرض الذي تم تقديمه للدول العربية، و هو ما أوضح أن إسرائيل لم تتفق على السياسات هناك، الاتفاق الذي تم تقديمه في نهاية الأمر، في موضوع الضفة تم نقله إلى الفلسطينيين و ليس إلى الأردن، و كان يتضمن حكما ذاتيا للفلسطينيين، و هو الأمر الذي لم يقبلوه، فتنازلت إسرائيل عن الخيار الفلسطيني و تبنت الخيار الأردني".

جريمة اغتصاب في إسرائيل كل 7 ساعات

نشر في بص و طل
طائرات هليكوبتر للقبض على "بني سيلع" أخطر مغتصب إسرائيلي!
تقرير: أحمد بلال
أثارت الصفقة التي تمت بين الادعاء العام الإسرائيلي وبين محامي رئيس إسرائيل السابق "موشي كتساف"، المتهم بممارسة أعمال مشينة واغتصاب لعاملات عملن تحت إمرته أثناء وجوده وزيرا للتجارة والصناعة ورئيسا للدولة، غضبا في الشارع الإسرائيلي وفي المؤسسات و الجمعيات النسائية، و بموجب هذه الصفقة، فإنه سيتم إلغاء تهمة الإغتصاب عن "كتساف" والإكتفاء بتهمة القيام بأعمال مشينة، و ذلك لتجنب عقوبة السجن الفعلي على من كان رئيسا لإسرائيل منذ فترة ليست بالبعيدة، و الاكتفاء بعقوبة السجن مع وقف التنفيذ.
حالة الغضب التي سادت الشارع الإسرائيلي بعد "الصفقة" التي تمت أدت بإحدى ضحايا الرئيس الإسرائيلي السابق إلى عقد مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي و اتهام "كاتساف" على الهواء مباشرة باغتصابها، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ السياسة الإسرائيلية، بعد ذلك أذاعت القناة العاشرة الإسرائيلية اتهامات لسيدة أخرى ضد "كتساف"، أكدت فيها أنها تعرضت لما تعرضت له الضحية الأخرى من "الإعتداءات الجنسية والإغتصاب والأعمال المشينة".
كلا السيديتين أعربتا عن غضبهما وخيبة أملهما في الجهاز القضائي الإسرائيلي و المستشار القضائي للحكومة الذي قالتا عنه أن "رئيس دولة إسرائيل نجح في اغتصاب المستشار القضائي للحكومة "ميني مزوز" كما اغتصبهما"، و أضاف أنهما فقدا الثقة في الجهاز القضائي الإسرائيلي.
فضيحة الاغتصاب و التحرش الجنسي التي تلاحق حاليا "موشي كاتساف"، و من قبله وزير العدل الإسرائيلي السابق "حاييم رامون" الذي اتهمته إحدى المجندات الإسرائيليات بالتحرش بها في اليوم الأول لحرب لبنان الثانية، و أدانته محكمة الصلح الإسرائيلية، جعلتنا نفتح ملف إحدى أهم و أكبر المشاكل الاجتماعية التي تواجه المجتمع الإسرائيلي من الداخل، و هي قضية الاغتصاب و التحرش الجنسي، فلا تكاد تخلو صحيفة إسرائيلية يوميا من مثل هذا النوع من القضايا.
حيث ذكر اتحاد مراكز الدعم الاجتماعي والنفسي لمن تعرضوا للاعتداء الجنسي في إسرائيل في تقريره عن عام 2006، بأن عام 2006 شهد ارتفاعا بنسبة 20% في معدل جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي في إسرائيل!.
كما أكدت دراسة إسرائيلية أعدتها د. "أفيجيل مور" و نشرتها جريدة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن واحدة من كل ثلاث نساء في إسرائيل تعرضت للإعتداء الجنسي، كما أوضحت الدراسة أن 75% من ضحايا الاعتداءات الجنسية كن ضحايا لأقارب أو معارف أو زملاء في العمل، و أن النساء اللائي وقعن ضحية اعتداء جنسي من أشخاص غرباء تبلغ نسبتهم 25% فقط.
و تؤكد نتائج البحث الذي أجري على 200 سيدة إسرائيلية من عمر 15 و حتى 50 سنة أن 33.3% من النساء الإسرائيليات تعرضن للاعتداء الجنسي أي بواقع واحدة من كل ثلاث نساء، و أن 20.7% من الإسرائيليات تعرضن للاغتصاب الفعلي، أي بمعدل واحدة لكل خمس إسرائيليات، و رغم هذه الإحصائيات المفزعة إلا أن د. "أفيجيل مور" أكدت أن "الحالات التي يجري الإبلاغ عنها قليلة جدا قياسا إلى حجم الظاهرة على أرض الواقع".
و تتفق مع د. "مور" السيدة "هيلا كرنر" مدير عام رابطة مراكز تقديم المساعدة لضحايا الاعتداء الجنسي في إسرائيل حيث قالت أن "الارتفاع في عدد البلاغات يعكس تزايدا في وعي الجمهور بشكل عام ووعي من تعرضوا للاعتداء الجنسي بشكل خاص، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه البيانات لا تعد شيئا يذكر مقارنة بحجم هذه الظاهرة".
الغريب في تزايد جرائم الاغتصاب بهذا الحد في إسرائيل، أن القانون الإسرائيلي يضع عقوبات صارمة على مرتكبي هذه الجريمة، حيث يعاقب مرتكبها بالسجن 20 عاما، و كانت آخر قضايا الاغتصاب التي تم الحكم فيها في إسرائيل، هي ما نشرتها إذاعة الجيش الإسرائيلي في موقعها على شبكة الإنترنت يوم 24 من الشهر الماضي، حيث أعلنت الإذاعة أن محكمة إسرائيلية قد أصدرت أحكاما في حق اثنين من بين 6 شباب من كفر "بئر المكسور" كانوا قد اتهموا باغتصاب مجندة في الجيش الإسرائيلي، و فتاة عمرها 16 عاما، و سيدة تبلغ من العمر 27 عاما، في منطقة الشمال في عام 2005، حيث حكم عليهم بالسجن 15 و 20 عاما مع الشغل، بتهمة الاغتصاب و الخطف.
العديد من جرائم الاغتصاب في إسرائيل تقع أيضا نتيجة إغراء المرأة بترقيتها في العمل و هو ما أكدته الشرطة الإسرائيلية في تعقيبها على حادثة الاغتصاب التي نشرتها جريدة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في 22 يونيو الماضي، حيث اشتكت فتاة تبلغ من العمر 21 عاما تعرضها للاغتصاب من قبل زميلها العمل، بعد أن دعاها لقضاء وقت معه في فندق، في مقابل ترقيتها في العمل.
و قالت الصحيفة أن الفتاة "توجهت إلى مركز شرطة "نتانيا"، و أبلغت عن تعرضها لحادثة اغتصاب على يد زميل لها في العمل، حيث قالت لمحققي الشرطة أنها تعمل في شركة لتسويق المواد الغذائية، و أن اثنين من زملائها في العمل وجهوا إليها دعوة لقضاء الوقت معهم في أحد الفنادق في المدينة".
و تضيف الصحيفة على لسان الفتاة "أنها جلست مع الاثنين في إحدى الغرف في الفندق حيث شربوا سويا مشروبات كحولية، بعد ذلك غادروا الغرفة، و لكنها عادت إليها مرة أخرى مع واحد من زملائها الاثنين، الذي اغتصبها بالقوة على الرغم من معارضتها"، و في تعليقها على الحادث أعلنت شرطة "نتانيا" أن هناك إمكانية أن يكون المتهم أغرى الفتاة الخروج لقضاء وقت معه في مقابل ترقيتها في العمل.
و قد نقلت جريدة معاريف الإسرائيلية يوم 22 يونيو الماضي تصريحا لقيادة الشرطة الإسرائيلية على خلفية هذه الحادثة، حذرت فيه الفتيات الصغيرات، و خاصة مع بداية أجازة نهاية العام الدراسي، من "قضاء الوقت و شرب الكحوليات مع رجال أغراب"، و أضاف تحذير الشرطة أن "رغبة الطالبات الصغيرات في الانطلاق بجنون و التحرر و خاصة في الأجازة قد تتسبب في أشياء غير جيدة"، كما كشفت الشرطة الإسرائيلية مؤخرا أنه من خلال تحقيقاتها فإن إسرائيل تشهد جريمة اغتصاب و تحرش جنسي كل سبع ساعات.
الجيش الإسرائيلي أيضا ليس بعيدا عن مثل هذه الجرائم، بل تقع الكثير من المجندات فيه فريسة للاغتصاب نتيجة الابتزاز، فقد حكمت محكمة عسكرية في تل أبيب في أكتوبر الماضي على كولونيل في الجيش الإسرائيلي بالسجن لمدة 6 سنوات، وغرامة مالية 35 الف شيكل، و تخفيض رتبته العسكرية إلى رتبة عريف بعد إدانته باغتصاب مجندة إسرائيلية بعد ابتزازها.
كما ذكرت جريدة "معاريف" يوم الأربعاء الماضي أنه "تم استدعاء الشرطة العسكرية الإسرائيلية لإحدى القواعد العسكرية القريبة من إيلات، و عندما وصلوا وجدوا مجندة يظهر عليها آثار ضربات قوية كانت قد تلقتها، و بسؤالها تبين أنها تعرضت لهجوم من عدد من الجنود أثناء سيرها ليلا في القاعدة العسكرية، و ضربوها حتى فقدت وعيها، و عندما أفاقت وجدت نفسها في مكان آخر ليس بعيدا عن المكان الذي هاجموها فيه"، و قال الجنود الآخرون الذين وصلوا إلى المكان للشرطة العسكرية أنهم وجدوا المجندة الإسرائيلية فاقدة الوعي و شبه عارية فور حضورهم.
و قالت "معاريف" أن قائد القاعدة أصدر أوامره بنقل المجندة إلى المستشفى و منع أي شخص من الخروج من القاعدة، و أصدر أوامره بالتحقيق مع كل الجنود الذين يتواجدون في محيط المكان الذي وقعت فيه جريمة الاغتصاب من قبل الشرطة العسكرية الإسرائيلية و من قبل قياداتهم، و إلا أن الشرطة العسكرية لم تنجح حتى الآن في تحديد المغتصبين.
أطرف حوادث الاغتصاب في إسرائيل هي الجريمة التي نشرت وقائعها جريدة "معاريف" الإسرائيلية يوم 23 يونيو الماضي، حيث هاجم شابا ملثما يبلغ من العمر 18 عاما سيدة تسكن في شقة بمفردها في "العفولة" و لف حبلا حول رقبتها، و اغتصبها و هي "ملقاة على الأرض غير قادرة على الحركة أو حتى رؤية وجهه"، على حد قول معاريف.
و تقول معاريف أن السيدة لم تحتار و "بمكر و ذكاء بدأت الحديث إلى الشاب بغرض التعرف على شخصيته، و سألته "ما الذي أتى بك لفعل هذا؟"، "أنا لا أريد إبلاغ الشرطة"، الأمر الذي بعث الاطمئنان في قلب الشاب المغتصب، فحررها من الحبل و أزال قناع وجهه، و جلسا سويا و احتسيا القهوة و دخنا سيجارتين و استمرا في الحديث، لم يشك الشاب في تصرفاتها تلك، إلا أنها نجحت في استخدام عقب السيجارة التي دخنها، و كأس القهوة الذي احتساه و أبلغت الشرطة مستدلة بتلك الأشياء التي تعرفت الشرطة من خلالها على هويته، و وجهت له تهمة الاغتصاب و سرقة 600 شيكل!!.
و يعد الإسرائيلي "بني سيلع" أخطر مغتصب في إسرائيل، حيث اتهم باغتصاب 14 إسرائيلية، و ارتكاب أفعال مشينة مع 13، و قد أكدت الصحف الإسرائيلية أن "بني سيلع" ارتكب جرائم اغتصاب أكثر من تلك التي اتهم بها و لكن لم يتم الكشف عنها، و حكمت عليه محكمة إسرائيلية عام 1999 بالسجن لمدة 35 عاما، و رغم سجنه إلا أنه نجح في إرسال رسائل تحمل تهديدا بالاغتصاب لكل من شهد ضده، بل حاول أكثر من مرة اغتصاب شرطيات يعملن داخل السجن!!.
و بعد 6 سنوات فقط من سجن "بني سيلع" تمكن من الفرار و هو مكبل اليدين أثناء نقله إلى محكمة الصلح الإسرائيلية، ليتصدر مرة أخرى وسائل الإعلام الإسرائيلية، بل و تعلق صوره في كافة شوارع إسرائيل تطلب من الإسرائيلين الإدلاء بأي معلومات "حتى لو كانت غير مهمة" حول مكان تواجده، و قد أثار هروب "بني سيلع" الرعب داخل نفوس الإسرائيليين، خاصة أن التقارير التي أعدها الطبيب الذي كان يعالجه قد حذرت الشرطة الإسرائيلية أنه سيعاود فعل الاغتصاب مرة أخرى في حالة هروبه.
و بعد أسبوعين من هروبه، تم القبض عليه بمدينة نهاريا شمال الكيان الصهيوني في نوفمبر الماضي بعد أن استخدمت الشرطة حتى طائرات الهليكوبتر في البحث عنه.

تحية لمن كان يوما إسرائيليا!!

نشر في بص و طل
أحمد بلال
أن تتحدث عن دولة فلسطينية من البحر إلى النهر، قد يكون حلما بعيد المنال في نظر الكثير من الساسة في وقتنا الحالي، فكلهم يتحدثون عن ضرورة القبول بالأمر الواقع، و الاعتراف بما يسمى "دولة إسرائيل"، و الاعتماد على "الخيار" الذي وصفوه بأنه استراتيجيا، و هو ما يسمونه بالسلام، و لما كنا في زمن انقلبت فيه كل المفاهيم، فقد كان من الطبيعي أيضا أن تأتي العروبة من غير موطنها، حتى و لو كان المكان الذي تأتي منه هو الكيان الصهيوني نفسه.
حيث قرر المؤرخ الإسرائيلي "إيلان بابه" مغادرة "إسرائيل" و الإقامة في بريطانيا احتجاجا على الأجواء العنصرية داخل "إسرائيل" متهما "المجتمع الإسرائيلي" بأنه "عنصري و انعزالي و عاجز عن فهم تاريخه و عن الاعتراف بجرائمه و أنه يصعب التأثير عليه من الداخل، و قال "بابه" "على المؤرخ والمثقف أن يكون قادرا على إدارة حوار مع مجتمعه، ويبدو لي أنه بعد الحرب الثانية على لبنان بل قبل ذلك فقد أشخاص أمثالي ما هو مشترك مع السواد الأعظم من المجتمع اليهودي الإسرائيلي".
"إيلان بابه" الذي كتب كتابا بعنوان "التطهير العرقي في فلسطين"، كان قد فجر مؤخرا في محاضرة له في الولايات المتحدة عن الصهيونية, قنبلة من العيار الثقيل حين تحدث عن "التطهير العرقي" الذي قامت به العصابات الصهيونية في فلسطين منذ عام 1948، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة ضده في إسرائيل و خاصة بعد أن نشرت القناة السابعة الإسرائيلية مقتطفات من المحاضرة.
و قد تحدث د. إيلان الذي يعمل أستاذا للتاريخ و العلوم السياسية بجامعة حيفا عن عملية التطهير العرقي التي إنتهجتها العصابات الصهيونية لإقامة دولتهم المنشودة على أرض فلسطين قائلا "القيادة الصهيونية طردت المواطنين العرب بشكل منظم, بن جوريون هو الذي فكر و خطط لعملية التطهير العرقي ضد للعرب في 1948, و يتضح ذلك من الملاحظة التي كتبها في الخمسينات و تقول "يوجد عرب أكثر من اللازم في الجليل"".
و عن عنصرية الصهيونية أكد د. إيلان في محاضرته أنه "في اللحظة التي أعلنت فيها فلسطين أرضا مخصصة لليهود بدأت الصهيونية كمشروع إستعماري مستمر حتى اليوم, و لو أنكم سألتم أي يهودي في إسرائيل سيقول أن العائق أمام حياة أفضل هو وجود الفلسطينيين, 80 % من أعضاء الكنيست يشاركونهم أفكارهم, على حد قولهم فإنه طالما أن هناك فلسطينيين في فلسطين, فلا يوجد هناك مكانا آمنا للصهيونية كحركة قومية".
و تحدث د. إيلان عن الفكر الصهيوني القائم على طرد شعب بأكمله من أرضه قائلا "الصهيونية بغيضة فكريا و أخلاقيا, مع بداية الهجرة إلى فلسطين القيادة الصهيونية لم تكن تعلم كيف سيتم طرد الفلسطينيين, و لكن بعد ذلك تبلورت الكلمات بواسطة بن جوريون إلى خطة عملية لتطهير فلسطين عرقيا, و طرد المواطنيين الأصليين من الأرض" و أضاف د. إيلان "سياسات إسرائيل منظمة لعمل فلسطين بلا فلسطينيين, و هي مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية, و تستمر إسرائيل في سياسات التطهير العرقي و طرد الفلسطينيين بدون أن تقابل بأي إدانة على أفعالها".
كما أكد أن "11 زعيما صهيونيا إلتقوا في 10 مارس 1948 بعد الإعلان عن إنتهاء الحماية البريطانية و قرروا بدم بارد تنفيذ تطهير عرقي في فلسطين لإقامة دولة لليهود, كان هناك في فلسطين مليون عربي طرد 800 ألف منهم بشكل مماثل لعملية التطهير العرقي التي مورست في يوغوسلافيا".
كما أكد "بابه" أن "القيادة الصهيونية قامت بجرائم ضد الإنسانية, هؤلاء القيادات مجرمون, حيث كانوا يعلمون جيدا ماذا كانوا يفعلون, و كانوا يعلمون أنهم سيقومون بأعمال قتل لآلاف الفلسطينيين, و العالم كله يتجاهل هذه الجرائم ضد الإنسانية حتى اليوم".
"القيادة الصهيونية عززت المهاجرين الذين أتوا إلى فلسطين بكل متطلبات الحياة, في حين تصور الفلسطينيين على أنهم قنابل بشرية و تهديد بشري, يقولون لكل من سيكون على مقربة من الفلسطينيين أن يفعلوا معهم كل شئ, حتى تلك الأشياء التي التي فعلها الألمان ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية .. الأيديولوجية الصهيونية بغيضة, يجب أن نقول ذلك طالما أن رد الفعل العربي سيكون ناقما على التطهير العرقي, و مهم جدا أن نرسل رسالة إلى إسرائيل مفادها : طالما ستستمرون في دولتكم, فلن يكون لكم مكانا بين الدول المتحضرة".
و قال بابه -المعروف بموقفه الداعي إلى إقامة دولة ثنائية القومية في فلسطين كحل للصراع- أن المجتمع الإسرائيلي مجتمع عنصري وانعزالي وعاجز عن فهم تاريخه وعن الاعتراف بجرائمه، لافتا إلى أن هذا يصعب جدا التأثير على الإسرائيليين من الداخل، و أضاف "كما أنه من الصعب بحث التاريخ وسط ضغوط السلطات، وأرجو أن أواصل كتابة تاريخ البلاد في مؤسسة أكاديمية أكثر انفتاحا ونزاهة".
و عن رأيه في ما يدور على الساحة الفلسطينية قال د. إيلان "فقط عندما يشترك اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات والمنافي وداخل إسرائيل في القيادة ويساهمون في صياغة إستراتيجية مستقبلية يكون بمقدورنا نحن أصدقاء الشعب الفلسطيني التحرك بنجاح وممارسة الضغط الكبير على إسرائيل من الخارج بغية إنهاء الاحتلال والعمل من الداخل لبناء مستقبل مشترك".

الناصرة .. عاصمة عرب الداخل ترفض استقبال قاتل أبنائها

نشر في جريدة الأهالي
رئيس لجنة أسر الشهداء : إذا فشلنا في محاكمة المجرمين في إسرائيل سنحاكمهم في الخارج
شقيقة الشهيد "أسيل عاصلة" :
لن نهدأ حتى تتم محاكمة المجرمين .. و سنلاحقهم حتى النهاية
أحمد بلال

نظم السبت الماضي أهالي شهداء عرب الداخل الثلاثة عشر، الذين استشهدوا برصاص الشرطة الإسرائيلية، خلال المظاهرات التي نظمها عرب 48 و التي عرفت باسم "هبة الأقصى"، للتضامن مع أبناء شعبهم في الضفة و غزة عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مظاهرة حاشدة احتجاجا على زيارة وزير الدفاع الصهيوني و المسؤول عن المجزرة "إيهود باراك" للناصرة، بدعوة من "عرب" حزب العمل الإسرائيلي للاحتفال بفوزه في انتخابات رئاسة حزب العمل و من ثم وزارة الدفاع الإسرائيلية.
منذ الصباح تجمع العشرات من عرب الداخل حاملين الأعلام الفلسطينية أمام فندق "جولدن كراون" في الناصرة حيث لقاء باراك بـ"عرب" حزب العمل الإسرائيلي، و الذي كان مقررا عقده في حدائق "شبرينساك" في الناصرة، لولا تدخل الشرطة الإسرائيلية التي علمت بالمظاهرة المنوي القيام بها احتجاجا على زيارة باراك للمدينة فقررت نقله، كما أوصت "عرب" حزب العمل بالتوجه إلى الفندق مبكرا لتفادي حدوث أي صدام مع المتظاهرين، الذين تسببوا في تأخير "باراك" ساعة كاملة عن موعد اللقاء.
المتظاهرون الذين حملوا لافتات كتب عليها بالعربية و العبرية "باراك و أعوانه سفاحون"، "باراك مجرم حرب" و "جزاؤك حبل المشنقة أيها المجرم"، هتفوا ضد باراك و "أزلامه" من "عرب" حزب العمل و خاصة بعد وصول عضو الكنيست "داني ياتوم" رئيس الموساد السابق، الأمر الذي واجهته الشرطة الإسرائيلية بعنف بالغ، حيث اعتدت على المتظاهرين بالضرب و خاصة على عائلات الشهداء و أمهاتم.
المظاهرة التي استمرت لمدة 3 ساعات و شارك فيها عضو الكنيست "محمد بركة" رئيس الكتلة البرلمانية للجبهة الديمقراطية، و "عباس زكور" من القائمة العربية الموحدة، بالإضافة إلى أعضاء في اللجنة المركزية في التجمع الوطني الديمقراطي، تم فضها بالقوة من جانب الشرطة الإسرائيلية، و أفراد الوحدة الخاصة "يسام"، و أسفرت عن اعتقال سكرتير الجبهة الديمقراطية "أيمن عوده"، و سكرتير فرع شبيبة التجمع الوطني الديمقراطي في حيفا "مجد كيال"، بالإضافة إلى بهجت خمايسي شقيق الشهيد محمد خمايسي، أحد شهداء "هبة الأقصى".
وأعلن النائب محمد بركة أنه سيتوجه بشكوى للمستشار القضائي للحكومة بشكوى ضد قائد و أفراد الشرطة الذين تعاملوا "بفظاظة" مع المتظاهرين، و قال بركة أن "زيارة باراك للناصرة هي زيارة استفزازية من الدرجة الأولى"، و أضاف أن "الشرطة الإسرائيلية أكملت المشهد باستفزاز لا يقل عن الزيارة، من خلال الاعتداء على المتظاهرين، لا لشيء، إلا لأنهم جاؤوا ليعبروا عن موقفهم".
"حسن عاصلة" رئيس لجنة أسر الشهداء في اتصال معه أن "زيارة باراك للناصرة هي استهزاء بمشاعر و آلام الوسط العربي في أعقاب مذبحة أكتوبر 2000، و التي نعتبرها هجوما مبرمجا و مخططا ضد الأقلية العربية في إسرائيل .. الشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه، و استهزاء بدماء الشهداء الذين قتلتهم المؤسسة الصهيونية".
و أكد "عاصلة" أن "المؤسسة الصهيونية كانت تهدف من خلال هذا الهجوم إلى دفعنا للخروج من الأرض، لتحويلها أرضا لليهود فقط، كما يتفوهون هم أنهم يريدون دولة يهودية نقية، و أيضا ما جاء في تصريحات الشاباك الأخيرة أنه لن يسمح لأحد مقاومة يهودية الدولة و لو حتى بالطرق الديمقراطية، و المعروف أن الشاباك هو الذي يحكم إسرائيل فعليا".
و عن لجنة أسر الشهداء قال "حسن عاصلة" "رأينا أننا يجب ألا نصمت و نأخذ زاوية و نبكي على أبنائنا، سنناهض هذه العقلية المجرمة التي تعمل منذ 48 حتى اليوم، نحن هنا لا نستطيع أن نناضل سوى بالطرق السلمية، و الذهاب إلى لجنة التحقيق الرسمية لرفع دعوى قضائية تطالب بمحاكمة المجرمين، هو أحد الأساليب التي نتبعها، و إذا فشلنا في محاكمة هؤلاء المجرمين في إسرائيل، سنحاكمهم في الخارج".
أما "مجد كيال" سكرتير فرع شبيبة التجمع الوطني الديمقراطي في حيفا فقد قال "تظاهرنا عمليا ضد زيارة باراك للناصرة بغرض توجيه الشكر لعرب حزب العمل الذين ساندوه في الانتخابات الداخلية للحزب"، و الذين وصفهم "مجد" بأنهم "منتفعين و انتهازيين من الدرجة الأولى"، و وصف "مجد كيال" أحداث المظاهرة بصفته شاهد عيان قائلا "في البداية حدث صدام بين المتظاهرين و الشرطة أسفر عن اعتقال أيمن عودة و بهجت خمايسي، و عندما وصل باراك حدث صدام آخر تم اعتقالي فيه، حيث أغلقنا الشارع لمنع موكب باراك من الوصول للفندق، فتم الاعتداء على النساء و والدات الشهداء و الصبايا، و عندما حاولنا منع ذلك انهالت الشرطة علينا بالضرب و تم اعتقالي".
و أضاف "مجد كيال" الذي أكد أنهم اعتادوا على الضرب في المظاهرات من قبل الشرطة الإسرائيلية، أن التهم التي وجهتها لهم الشرطة هي رفع العلم الفلسطيني، ضرب شرطي إسرائيلي و توجيه السباب له، مقاومة الاعتقال بالإضافة إلى إغلاق أحد الشوارع، و أكد "مجد" أن تلك التهم "بسيطة و توجه لهم عقب كل مظاهرة"، و تم إطلاق سراح مجد بعد ثلاث ساعات و نصف، بعدما أنكر التهم الموجهة له جملة و تفصيلا.
أما "سوار عاصلة"، شقيقة الشهيد "أسيل عاصلة" أحد شهداء عرب الداخل في "هبة الأقصى" فقد أكدت أن "لجنة أسر الشهداء" التي تم تأسيسها عقب الانتفاضة الثانية "رفعت دعوى قضائية ضد المجرمين، و القضية سارية حتى الآن في المحكمة العليا الإسرائيلية، حيث أصدرت المحكمة قرارا لامت فيه الطرفين الأقلية العربية و قادتها من جهة، و الشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى، إلا أنها لم تعاقب المجرمين، فتقدمنا بطلب استئناف منذ عامين و مازالت القضية في المحكمة حتى الآن"، و أضافت "سوار عاصلة" أن لجنة أسر الشهداء تطالب أيضا ببناء نصب تذكارية في كل القرى التي استشهد أحد أبنهائها في "هبة الأقصى".
و أكدت "سوار" أن "دخول شارون للمسجد الأقصى في سبتمبر 2000 كان مخططا له من قبل، حيث كانت الشرطة الإسرائيلية تتلقى تدريبات قبل الانتفاضة، للتصدي للمظاهرات المتوقع اندلاعها، و بعد وقوعها تم الاعتداء على جماهير شعبنا في الداخل، و الذي راح ضحيته 13 شهيدا"، و تضيف سوار معلقة على ما حدث "كان إعدام، استعملوا الرصاص الحي الممنوع استعماله، بالإضافة إلى القناصة، و هذا أيضا ممنوع إلا إذا كان هناك خطرا شديدا على الشرطي، في الوقت الذي كان فيه شبابنا غير مسلحون".
و أكدت "سوار" أن تعامل الشرطة الإسرائيلية مع عرب 48 بهذا الشكل إنما هو "جزء من سياسات الدولة العنصرية الهمجية، و كان عقابا لنا لأننا قررنا الاحتجاج و رفع صوتنا، طريقة تعامل الشرطة معنا تدل على مدى الكره لنا، و عن مدى رخص دمنا بالنسبة لهم، لو كان المتظاهرون يهودا لكانت الشرطة داعبتهم، فلم نسمع أبدا عن متظاهر يهودي قتل في أي مظاهرة"، و أضافت "سوار" "قد يكون أخي شهيد و لكن القضية ليست شخصية، أنا فخورة به، و لكن لابد من الاهتمام بملف الشهداء، و حمل قضيتهم، و قد قررنا مع باقي عائلات الشهداء حمل القضية للنهاية، و لن نهدأ حتى تتم محاكمة المجرمين .. سوف نلاحقهم حتى النهاية".
و في نهاية حديثها قالت "سوار" "شئ أخير أحب أن أقوله، الشهادة هي هوية و انتماء، نحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، و مهما فعلت المؤسسة الصهيونية سنظل محافظين على هذه الهوية، و الاشتراك في الانتفاضة كان تأكيدا على هذا الشئ، في سنة 2000 دماء شهداء الداخل امتزجت بدماء محمد الدرة، و كل الشهداء في الضفة و غزة، و هذه هي وحدة الشعب الفلسطيني".

القبض على مستوطن إسرائيلي يبيع السلاح للفلسطينيين

كتب: أحمد بلال
ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على مستوطن من "كريات أربع" بعد أن شكت فيه بأنه يبيع السلاح للفلسطينيين، و صادرت الشرطة من منزله 15 رشاش من نوع "عوزي"، و وجهت له يوم الاثنين الماضي تهمة الإتجار في السلاح و الارتباط بتنفيذ جريمة.
المتهم قال للشرطة أنه اشترى السلاح لأنه يهوى جمع الأسلحة، إلا أنه و من خلال تحقيقات الشرطة اتضحت صورة أخرى على حد قول إذاعة الجيش الإسرائيلي، حيث قالت الشرطة الإسرائيلية أن الرجل اشترى عدد كبير من الأسلحة من مستوطن من وسط البلاد، و حولهم بعد ذلك إلى أسلحة قابلة للاستخدام بواسطة كتب وجدها منشورة على شبكة الإنترنت خاصة بهذا الشأن، بعد ذلك باع بعضا منها للفلسطينيين.
و ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي في موقعها على شبكة الإنترنت أن المستوطن الذي يقطن في وسط إسرائيل و باع الأسلحة للمتهم كان قد اشترى تلك الأسلحة من مستوطن إسرائيلي آخر في شمال البلاد، و يحمل رخصة لتجارة السلاح،و الذي نقل له في خلال سنتين 320 قطعة سلاح بمبلغ 142 ألف شيكل، من بينها 93 قطعة سلاح من نوع "عوزي"، 93 من نوع "كلاشينكوف"، و 6 من نوع "جليل".

العلاوة راحت في علبة السمنة!!

نشر في جريدة الاهالي
مواطن يدعو الوزراء لزيارة بيته لمعرفة حياة المواطنين
و أخرى: "حسبي الله و نعم الوكيل في الحكومة"!
تحقيق: أحمد بلال

بعد موجة غلاء الأسعار التي اجتاحت مصر في الفترة الماضية، و قبل موجة جديدة بدأت بالفعل بزيادة أسعار بعض السلع الرئيسية مثل الزيت و السمن و الدقيق، أعلنت الحكومة عن قيمة العلاوة الاجتماعية لعام 2007، بنسبة 15% للموظفين و 10% لأصحاب المعاشات، بدون حد أدنى أو أقصى، الأمر الذي أثار استهجان العديد من المواطنين، من العلاوة التي لن تخدم سوى كبار الموظفين.
حمزة محمد النجار، موظف على المعاش، أكد لنا أن العلاوة الاجتماعية ليست وحدها فقط التي لا تكفي لأي شيء و لكن المعاش نفسه غير كاف للمعيشة بسبب غلاء الأسعار،! و أبدى حمزه استغرابه من أن تكون العلاوة لأصحاب المعاشات 10% رغم أن هناك من أصحاب المعاشات من يعول أسرا، و هو واحدا من هؤلاء، حيث يعول "ابنين معاقين و زوجته و ابنه الذي يعمل في شركة النصر للصباغة بمرتب 80 جنيه في الشهر يصرف منهم يوميا 1.25 قرشا في المواصلات بالإضافة إلى زوجة هذا الابن"!.
و عن نسبة العلاوة الهزيلة قال حمزة النجار "الدولة في وادي و الشعب في واد آخر، الحكومة لا تعرف شيئا عن الشعب، أنا بدعو أي وزير لبيتي عشان يشوف أكلنا و معيشتنا و يعرف العلاوة دي بتعمل حاجة و لا لا"، و أضاف "عايزين حاكم يمشي في الشوارع و النجوع و العزب و يشوف رعيته عايشة ازاي".
أما صفاء محمود إبراهيم الموظفة في الشباب و الرياضة فأكدت لنا أن "العلاوة الاجتماعية راحت في صفيحة السمنة" و قالت أن العلاوة كانت بالكاد كافية لسد الزيادة الأخيرة في سعر السمن!، و أضافت صفاء محمود أن "نسبة 15% من الأساسي لا تكفي لأي شيء في ظل ارتفاع الأسعار بشكل متزايد سواء في المصروفات الدراسية أو في السلع الرئيسية" و تمضي صفاء في حديثها قائلة "العلاوة الاجتماعية التي يعتبرونها رشوة اجتماعية لم تعد تمتص غضب الناس، بل ستزيده أكثر مع الارتفاع الجنوني في الأسعار" و أكدت أنه "من الممكن أن تكون نسبة العلاوة ثابتة طالما بقيت الأسعار ثابتة".
نصر الزير الموظف بمجلس المدينة يرى أنه "حتى لو زادت العلاوة 100% فلن تكن كافية لأي شئ"، و قال "أعمل موظفا منذ 25 سنة و مرتبي 350 جنية بالمتغيرات، و متزوج و عندي أربع أبناء منهم طالب جامعي مغترب و طالبين في المرحلة الثانوية".
و تسائل نصر الزير عن الجديد الذي أتى به البرنامج الانتخابي للرئيس حسني مبارك إذا كانت العلاوة بنفس النسبة قائلا "الرئيس قال في برنامجه الانتخابي أن الأجور ستزاداد بنسبة 100%، و لم يحدث أي تغيير، و العلاوة جائت كما كانت من قبل فما الجديد إذا"!!.
و أضاف نصر الزير "نسمع عن مذيعة مرتبها 15 ألف دولار، و مرتبات أخرى فلكية مثل مرتبات سمير رجب و إبراهيم نافع، و مرتباتنا مجموعة من الملاليم، أما العلاوة الاجتماعية فمن الواضح تماما أنهم يأكلون اللحم و نحن تحولنا إلى الكلب الذي يرمون له بقطعة العظم"!!.
نظرية اللحم و العظمة اتفق فيها أيضا محمد توفيق، مدرس فني، حيث رأى أن "العلاوة مجرد عظمة من اللحم الذي يأكلوه، يرموها لنا كي نسكت"، و قال محمد توفيق "أعمل مدرسا منذ سبع سنوات، و أركب في اليوم مواصلات بأكثر من أربعة جنيهات، و زادت في الفترة الأخيرة فقط 1.25 قرش، حيث توجد المدرسة في مدينة أخرى و أضطر للذهاب إليها يوميا، و كل مرتبي 214 جنيها، أي أن معظم المرتب أنفقه على المواصلات رغم أني متزوج و عندي طفلة".
و يرى محمد توفيق أن نظام العلاوة غير مجدي و أنه لابد من تغيير منظومة الأجور بأكملها، و قال "حتى لو كانت العلاوة بنسبة 100% لن تكون كافية في ظل غلاء الأسعار و المعيشة، فلابد من إعادة النظر مرة أخرى في الأجور كلها و ربطها بالأسعار و خاصة أنه من المستحيل أن تقر الحكومة علاوة بنسبة 100%" و تسائل محمد توفيق "أسعار الموارد الأساسية زادت في خلال 3 سنوات أكثر من 100% فهل تزيد العلاوة بنفس نسبة زيادة الأسعار؟!".
أما فتحي محمد حسن، من أصحاب المعاشات فقال "العلاوة لا تكفي لأي شيء مع الزيادة الرهيبة في الأسعار، أنا خرجت معاش و مرتبي الأساسي 190 جنية يعني العلاوة 19 جنية، يجيبوا ايه ؟!"، و أضاف "أهم شئ أن تضاف العلاوة للراتب الأساسي و ألا تكون تابعة للمتغيرات".
و يرى فتحي حسن أنه "من المفترض أن تكون العلاوة للمعاشات 15% مثل الموظفين، مع العلم أن العلاوة في كلتا الحالتين لا تكفي، من المفترض أن الرجل الذي تعب و أنتج في الماضي أن يكرم، و خاصة أن أصحاب المعاشات تركوا مؤسساتهم بينما كانت تربح بعكس الوضع الحالي، أنا تركت مرفق النقل و كان دخله 50 ألف جنيه في اليوم و حاليا و برغم ازدياد سعر التذكرة إلا إن دخله لا يتعدى 15 ألف جنيه يوميا، فهل هذا هو التكريم".
آمال علي سلامة، ممرضة، تسائلت عن قيمة العلاوة الاجتماعية في ظل هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار، و قالت أن "الحكومة تحاول أن تفعل أي شئ لإسكات الناس على غلاء الأسعار حتى و لو بتلك العلاوة الهزيلة"، و أضافت "من غير المعقول أن ننتظر كل عام للحصول على علاوة في الوقت الذي تزداد الأسعار فيه بشكل يومي، و يجب ربط العلاوة بغلاء الأسعار و إضافتها للراتب الأساسي للموظف"، و في النهاية كررت آمال سلامة أكثر من مرة و معها لسان حال الكثيرين "حسبي الله و نعم الوكيل في الحكومة"!.

الخطة الإسرائيلية للهجوم على غزة

نشر في جريدة الاهالي
إسرائيل تنتظر الضوء الأخضر من الولايات المتحدة
جريدة دبكا الإسرائيلية: الحرب ستكون أكثر صعوبة و تعقيدا من حرب لبنان
خوف في الجيش الإسرائيلي من نقل مقاتلين لحماس من سوريا و لبنان و لا تمنع مصر ذلك!!
ترجمة و إعداد: أحمد بلال
إذا كان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق "عامير بيرتس" قد فقد شرعية وجوده كوزير للدفاع بعد الحرب الفاشلة التي شنها على لبنان، فإن "إيهود باراك" وزير الدفاع الحالي قد استوعب الدرس جيدا، و آثر أن يكتسب شعبيته كوزير للدفاع من خلال عملية عسكرية واسعة يجري الإعداد لها حاليا داخل أروقة وزارة الدفاع الصهيونية.
و رغم تأكيد أحد المقربين من باراك لصحيفة الـ "صنداي تايمز" البريطانية أن إسرائيل لن تسمح بوجود دولة لحماس على حدودها الجنوبية، و أن "السؤال الآن ليس هل سيتم هذا الاجتياح أم لا، و لكن متى ؟ و كيف ؟"، و أن العملية العسكرية التي يجري التخطيط لها ستتم بوحدتين من سلاح المدرعات و وحدة من سلاح المشاة الإسرائيلي، إلا أن جريدة "دبكا" الصهيونية أكدت أن هناك الجيش و الحكومة الإسرائيلية انقسما إلى معسكرين بشأن الحرب التي "ستكون أكثر صعوبة و تعقيدا من حرب لبنان".
و رغم أن له تصريحا سابقا قال فيه أن "النيران المقابلة لن توقف إطلاق الصواريخ، الطريق الوحيد هو عملية برية في غزة"، إلا أن "جابي أشكنازي" رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية يتزعم المعسكر الموجود داخل الجيش الإسرائيلي و الذي يقلل من أهمية الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في غزة، و في تعليقها على موقف "أشكنازي" قالت صحيفة "دبكا" أن موقف رئيس أركان الإسرائيلي هو "بالضبط موقف رئيس الأركان السابق دان حالوتس الذي قلل من التهديد العسكري لحزب الله"، يدعم خط رئيس هيئة الأركان أشكنازي.
المصادر العسكرية لـ"دبكا"، أكدت أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت و رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" العميد عاموس يدلين، يدعما موقف رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، بالإضافة إلى زعيم المعارضة "بنيامين نتنياهو" الذي يدعم سياسات أولمرت، الرامية لعدم القيام بهجوم على القطاع و الاكتفاء بفرض "حصار اقتصادي" على غزة، من أجل "الحفاظ على جنود جيش الدفاع في الضفة و القطاع"، و في تعليق لمحرر "دبكا" على موقف "نتنياهو" قال "هل السيد نتنياهو لا يعرف أنه في 2007 لم يوجد أي مفهوم لكلمة "حصار محكم" ؟ إذا كان الأمريكيين لم ينجحوا في فرض حصار محكم على الحدود العراقية مع سوريا، في الوقت الذي يسيطرون فيه عليهم سيطرة تامة، كيف يريد نتنياهو أن يفرض الجيش الإسرائيلي حصارا محكما على قطاع غزة بينما الجانب الجنوبي للقطاع مفتوح مع مصر؟!"، أما معسكر العمداء الذين يرون أنه يجب على إسرائيل ضرب غزة، و تدمير قوة حماس العسكرية في الوقت الحالي فيترأسه العميد يوئيف جلناط، قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، و الذي يدعمه وزير الدفاع الحالي "إيهود باراك".
مصادر "دبكا" العسكرية تشير إلى أن "هجوم الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة من عدمه، معلق الآن بما سيقوله رئيس الولايات المتحدة جورج بوش، لرئيس حكومة إسرائيل إيهود أولمرت، في لقائهما يوم الثلاثاء 19 يونيو في البيت الأبيض بواشنطن".
و رأت المصادر نفسها أن "الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة كان يجب أن يتم في الأسبوع الماضي، عندما كانت قوات حماس منتشرة بأقصى قوتها العسكرية في المنطقة، و استخدموا معظم الأسلحة و الذخائر التي كانت في سلطتهم" كما حذرت من تأخر الهجوم لعدة أسابيع أخرى مؤكدة أن قوات حماس التي سيطرت على قطاع غزة بالكامل ستنجح "في خلال بضعة أسابيع في تنظيم قواتهم من جديد، سيتسلحون، و سيحصلون على دعم، و سيكونون مستعدون لمواجهة مع جيش الدفاع الإسرائيلي".
و أضافت "دبكا" "و الآن و بعد ضياع الفرصة الجيدة جدا لعملية عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة، يجب على إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار أنه في حالة دخول جيش الدفاع الإسرائيلي لقطاع غزة، فإنه سيواجه بجيش فلسطيني يزيد عن 20.000 جندي فلسطيني، و مكون من 4 ألوية من كتائب عز الدين القسام، و لوائين من القوة الخاصة التابعة لحركة حماس، لواء واحد للجهاد الإسلامي، و لواء للجان المقاومة الشعبية، و كلها جماعات مقاتلين تابعة للقاعدة"، على حد قول الجريدة الإسرائيلية.
جنون الحرب الذي يسيطر على المجتمع الصهيوني دفع بجريدة "دبكا" المقربة من الموساد الإسرائيلي لنشر بعض النقاط، و التي تعد بمثابة الخطوط العامة، لخطة الهجوم الإسرائيلي على غزة، و أوصت بها الجيش الإسرائيلي، و تتلخص هذه الخطة في اجتياح شمال قطاع غزة بقوات كبيرة من المدرعات و المشاة بهدف الوصول إلى جيوب المقاومة، بالإضافة إلى تحريك قوة أخرى من الجيش الإسرائيلي للعمل في جنوب القطاع، و تحتل كل شريط فيلادلفيا، من كرم سالم و حتى البحر المتوسط، و تقول الصحيفة الإسرائيلية "إذا كانت حماس قد استطاعت أن تكمل هذا الاحتلال في خلال 6 ساعات، فإنه يجب على جيش الدفاع ألا تأخذ منه عملية كهذه أكثر من 3 إلى 5 ساعات".

و بالإضافة إلى قوتي جيش الدفاع اللتان سيعملان في قطاع غزة من الشمال و الجنوب، "يجب أن يعمل سلاح الجو و البحرية الإسرائيلية، و عليهم في البداية إسكات أي حركة على الطرق و المحاور في القطاع"، و عن ذلك تعلق صحيفة "دبكا" قائلة "سيطرة حماس على هذه الطرق و المحاور و قدرتها على نقل قواتها عليهم من نقطة إلى نقطة، هي السبب الرئيسي للانتصار العسكري، و بالتالي فإنه يتعين على سلاح الطيران و البحرية شل هذه القدرة على الحركة لقوات حماس".
كما أوصت الخطة العسكرية التي نشرتها الجريدة الإسرائيلية سلاح الجو الإسرائيلي بقصف أي هدف عسكري آخر لحركة حماس يوجد بشأنه أي معلومة استخباراتية، و بالإضافة إلى ذلك فإن قوات صغيرة أخرى للجيش الإسرائيلي "يجب أن تحتل الجانبين الفلسطينيين لمعابر، كرني، سوفي، إيريز، و كرم سالم، و تدمير قوات حماس التي سيطرت عليهم، و تسليم المعابر بعد ذلك لقوات الأمن الفلسطينية التي ستأتي من أجل ذلك من رام الله"!!.
و لم تنسى الجريدة الإسرائيلية الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط إلا أنها اكتفت بالقول "يجب فحص إمكانية تحرير الجندي الإسرائيل المخطوف جلعاد شاليط"، و "بعد ذلك يجب على إسرائيل و جيش الدفاع التوقف و دراسة ماذا ستكون خطواتهم القادمة، و إذا تقرر إعادة القوات التي ستعمل في القطاع إلى إسرائيل فيجب أن يتم ذلك في خلال 48 : 72 ساعة، و يجب إعادة القوات التي ستعمل في شمال قطاع غزة فقط، و إبقاء القوات التي ستسيطر على شريط فيلادلفيا".
و في نهاية الخطة المنشورة تقول الصحيفة "هذه الخطوات هي الطريق الوحيد المفتوح أمام الحكومة و الجيش لعمله، أما إذا قرروا الاستمرار في عدم عمل أي شئ، فلن تتكون فقط دولة فلسطينية، إيرانية، سورية، و لحزب الله و القاعدة في قطاع غزة فقط، و لكن كل العالم العربي و الإسلامي سيقولون أن حكومة إسرائيل و قيادة جيش الدفاع عبارة عن مجموعة من الرجال الجبناء، و قوة ستتدهور الردع الإسرائيلية أكثر".
"جيورا إيلاند" رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، رأى أن أفضل تعامل مع ما حدث مؤخرا في قطاع غزة، هو "قطع كل صلة بين إسرائيل و قطاع غزة، و خاصة من أجل منع تدفق حماس و انتصارها إلى الضفة".
و رفض "إيلاند" ما وصفه بسياسات أولمرت في استمراره "تقديم مساعدات لسكان القطاع"، و أضاف أن "حدود قطاع غزة مع مصر مفتوحة، مصر و العالم العربي سيقدمون مساعدات لسكان غزة منها".
أما عن القيام بعملية عسكرية في قطاع غزة فإن "جيورا إيلاند" يرى أنه "للإعداد و لتنفيذ عملية عسكرية، و لاحتلال شريط فيلادلفيا يجب إيقاف تدفق السلاح و المقاتلين للقطاع"، و رغم أن "إيلاند" لم يفسر أكثر من ذلك، إلا أن المصادر العسكرية لجريدة "دبكا" صرحت أن "الخوف الأساسي في جيش الدفاع الآن هو أن تبدأ حماس في نقل قوات من سوريا و لبنان لداخل القطاع، و لا تمنع مصر ذلك"!.
و رأى "جيورا" أن "عملية كهذه يجب أن تتضمن احتلال الضواحي الجنوبية لرفح، و تدمير المنازل الموجودة بها، و اقتلاع من 15.000 إلى 20.000 فلسطيني من منازلهم، و خطوة كهذه ضرورية لعمل عمق استراتيجي لقوات جيش الدفاع الذين سيحكمون قبضتهم على الشريط"، و أضاف "العالم لن يوافق على هذا، و لكن لا يوجد لدينا خيار".

الحركة من أجل الكستور

نشر بموقع عشرينات
أحمد بلال
منذ عدة سنوات ظهرت على الساحة المصرية حركة سياسية جديدة قالوا وقتها أنها قلبت الموازين السياسية المصرية، و تفائل البعض حتى اعتقد أن خلاص الشعب المصري لن يتأتي سوى على يد "الحركة المصرية من أجل التغيير" و التي عرفت باسم "كفاية"، و التي اختزلت برنامجها السياسي في المطالبة برفض التمديد و التوريث بالإضافة إلى دستور جديد للبلاد، و تمر سنوات لم تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة لتخمد الحركة التي باتت حلم الملايين، و تظهر حركة أتت بنتائج أضعاف أضعاف ما أتت به حركة كفاية، رغم أنها لم ترفع من الشعارات البراقة شئ، فلم يشغلها المطالبة بدستور للبلاد بقدر ما شغلها المطالبة بـ"كستور" للعباد الكادحين و المنتجين من أبناء هذا الوطن.
"الحركة من أجل الكستور" إن جاز لنا التسمية انطلقت شرارتها من المحلة الكبرى منذ حوالي سبعة أشهر و بالتحديد في ديسمبر الماضي، حين طالب عمال شركة مصر للغزل و النسيج تنفيذ قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 467 و الذي يقضي بزيادة الأرباح من 100 جنية، إلى نسبة شهرين على الراتب الأساسي، و عندما تعنتت إدارة الشركة و الحكومة في تنفيذ مطالب العمال، ما كان منهم إلا أن قاموا بإضراب ضم 27 ألف عامل، أربكوا به كل تقديرات الساسة سواء في الحكم أو في المعارضة، فالكل حتى ذلك الوقت لم يكن في حساباته أي اعتبار للطبقة العاملة، فالنظام توهم أنه نجح في ترويضها، و المعارضة اعتقدت أنها ماتت، و لن نتعدى الحقيقة إذا أنه حتى التيارات اليسارية لم تكن تتخيل تحركا عماليا بهذا الشكل.
إضراب عمال المحلة فتح الطريق واسعا أمام العمال في كافة أنحاء المحروسة للاحتجاج بكافة أشكاله سواء بالإضراب أو الاعتصام أو التظاهر في حركة عمالية كبيرة من أجل "الكستور"، فانتقلت الحركة من المحلة إلى عمال شركة الدلتا للغزل و النسيج بزفتى و عمال غزل كفر الدوار، و مصنع الدقهلية للغزل في ميت غمر، و غزل شبين، و القاهرة للزيوت و الصابون، و عمال السيوف و النوبارية، و المنصورة أسبانيا و سمنود للوبريات و العاملون في مصنع الطوب الرملي و .. و .. إلخ.
الإضرابات العمالية لم تتوقف على العمال الذين يعملون و يتجمعون داخل منشآت صناعية كبيرة تسمح لهم بالتجمع، و لكنها امتدت بعد ذلك لتشمل عمال النقل بالمحلة الكبرى و القاهرة، لتصل بعد ذلك إلى منهم أكثر تهميشا، عندما تظاهر عمال الهيئة العامة للنظافة والتجميل بمحافظة الجيزة، و لم تنجح الحكومة في إنهاء احتجاجهم سوى بقوات الأمن المركزي، و أضرب عمال السمك في السويس عن الطعام احتجاجا على عدم تنظيم عملية بيع السمك الأمر الذي يهددهم بإغلاق محلاتهم.
و تمتد الاحتجاجات بعد ذلك لتصل إلى أكثر الفئات المهمشة في مصر، سكان العشوائيات، ففي 20 مارس الماضي اندلع حريق ضخم في منطقة قلعة الكبش العشوائية بحي السيدة زينب بالقاهرة، الأمر الذي أسفر عن احتراق عشرات العشش السكنية و الأكشاك، و لم تكتفي الحكومة بفشلها في السيطرة على الحريق، و إنما قامت بعد ذلك بيومين بالتعدي على أهالي قلعة الكبش بالضرب و السحل بل و باستخدام القنابل المسيلة للدموع، و ذلك لإجبارهم على إخلاء مساكنهم، و هو ما قاومه الأهالي أيضا برشق الشرطة بالحجارة.
و كعادة السلطة في مصر دائما، استخدمت السلطة مع أهالي قلعة الكبش نظرية العصا بدون الجزرة، فبعد طردهم من منازلهم دون توفير أي بديل، افترش الأهالي الأرض و التحفوا السماء، إلا أن حركة مقاومتهم لم تنتهي، و بدؤوا في سلسلة من التظاهرات الشعبية العفوية أمام مجلس الشعب و محافظة القاهرة، و أمام قصر عابدين!!، مرددين هتافات "الكستور" مرة أخرى، مبتعدين عن شعارات النخبة النارية، "أبسط حق لينا لقمة عيش وبيت يأوينا"، "مدد مدد مدد عبد العظيم باع البلد"، "عبد العظيم ما تطل علينا مش سهلة نومة الشارع علينا" -عبد العظيم وزير محافظ القاهرة- ، "معتصمين و الحق معانا ضد حكومة أكيد ناسيانا"، و "آة يا حكومة هبش ونبش اسمعو صوت أهل الكبش"، و في مقابل ذلك استخدمت الحكومة التنكيل و الاعتقال بل و احتجاز أهالي قلعة الكبش مع محاميهم.!
و عن تلك الاحتجاجات التي بدأت في الانتقال بين أوساط المهمشين يقول د. محمود إسماعيل أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة عين شمس، و مؤلف كتاب "المهمشون في التاريخ الإسلامي"، أن ما يحدث هو "محض إشارات معبرة عن حالة الغضب الجمعى القابلة للانفجار من أجل التغيير، و لذلك و لغيره، فإن الثورة قدر حتمى لا مناص من وقوعه وهنا لابد أن نتساءل كيف؟ ومتى؟، والأهم من هم ثوار الغد؟.
و يجيب د. إسماعيل عن تساؤله قائلا "نحن نشكك فى دور الأحزاب المعارضة الهزيلة والمدجنة والتى نجح النظام القائم فى احتوائها، نخالف أيضا من يدعون إلى الرضا بالمقسوم، لأن البديل المرشح، الإخوان المسلمين، أبشع ضررا، كذا المراهنين على الولايات المتحدة بدعاويها المغرضة عن الديمقراطية والليبرالية، أما قوى اليسار، فلم تستفد من دروس الماضى، وطفقت تثرثر بدعاوى تحالفات أيديولوجية أفضت إلى مزيد من التشرذم والفرقة، الراجح فيما نرى أن ثورة الجياع وشيكة الاندلاع".!
تحركات المهمشون التي بدأت في الظهور مؤخرا على ساحة الاحتجاجات المصرية، لم تأت من فراغ، و إنما نتيجة واقع اجتماعي تعيشه مصر منذ سنوات، فعلى المستوى النظري فإن كتابات ابن خلدون و كارل ماركس و أرنولد توينبي، تؤكد أنه إذا فشلت المعارضة في الإجهاز على النظام القائم، فإن حلفا آخر سيتشكل من أحزمة الفقر حول المدن، و التي أسماها توينبي بالبروليتاريا الخارجية، و هم المهمشون، و الذين سيعملون على تغيير النظام او على الأقل خلخلة وجوده، و على مستوى الواقع فإن الشعارات النارية التي رفعتها النخبة لم تحقق شيئا يذكر على أرض الواقع، مما أفقدهم الثقة في تلك النخبة التي لم يعودوا يرونها إلا قلة من الأشخاص تتجمع لتهتف بكلمات نارية، و يحاصرهم الأمن ليتأفف بعد ذلك هؤلاء المهمشون من الأزمة المرورية المترتبة على ذلك!!.