Wednesday, September 17, 2008

كل عام و أنتي حبيبتي

يشاء القدر، و هي ليست المرة الأولى، أن أقضي عيد ميلادك بعيداً عنك، و من قله أيضاً عيد ميلادي، حبيبتي لك ان تعلمين أني ما سافرت إلا من أجلك
أرواحنا ستحتفل الليلة بعيد ميلادك، أضيئي الشموع، وانتظريني لنطفئها سوياً، أطفئي الأنوار و لا تشعلين سوى شمعتين، اليوم أحضرت لكي معي زجاجة من نبيذ بيروت، سنشربها سوياً، و أسمعك ما لا أذن سمعت من حروف الحب التي تنساب من قلبي، دعينا نستمع إلى مقطوعة من الموسيقى، لا، أسمعيني صوتك، فهو أجمل من كل السيمفونيات التي عزفت في هذا العالم، هو أجمل من صوت العصافير و هدير المياه، دعيني أغرق في عينيكي الملونتين، و تعالي، نامي بين أحضاني، لأتوه في ليل شعرك الطويل، أحبك
حبيبتي
في عيد ميلادك أهديكي هذه الكلمات من شعر نزار
عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي
فأولا : حبيبتي أنت
وثانيا : حبيبتي أنت
وثالثا : حبيبتي أنت
ورابعا وخامسا
وسادسا وسابعا
وثامنا وتاسعا
وعاشرا . . حبيبتي أنت
*******
لماذا .. لماذا .. منذ صرت حبيبتي
يضيء مدادي .. والدفاتر تعشب
تغيرت الأشياء منذ عشقتني
وأصبحت كالأطفال .. بالشمس ألعب
ولستُ نبياً مُرسلاً غير أنني
أصير نبياً .. عندما عنكِ أكتبُ
*******
أروع ما في حبنا أنه
ليس له عقل ولا منطق
أجمل ما في حبنا أنه
يمشي على الماء ولا يغرق
*******
لا تقلقي . يا حلوة الحلوات
ما دمت في شعري وفي كلماتي
قد تكبرين مع السنين ..
وإنما لن تكبرين أبدا .. على صفحاتي
*******
كم تشبهين السمكه
سريعة في الحب .. مثل السمكه
قتلتِ ألف امرأة .. في داخلي
وصرت أنت الملكه
*******
لأن حبي لك فوق مستوى الكلام
قررت أن أسكت .. . . والسلام

Tuesday, September 16, 2008

نور الدين و صابرا و شاتيلا و القنطار

اليوم تمر علينا ذكرى المناضل الجميل محمود نور الدين، الذي عرف اللغة الصحيحة التي يفهمها الصهاينة، فترك العمل الدبلوماسي، ليؤسس تنظيم ثورة مصر الناصرية، و يقاوم بالسلاح عملاء الموساد الصهاينة في مصر، ليسجنه بعد عدد من العمليات الناجحة التي أذهلت العالم النظام المصري، و يموت نور الدين في مثل هذا اليوم 16 سبتمبر من عام 1982، ليس في سجون الصهاينة و إنما في سجون النظام المصري
و في مثل هذا اليوم أيضاً من عام 1982، قام الصهاينة و عملائهم اليمينيين في لبنان بمجزرة صابرا و شاتيلا التي راح ضحيتها أكثر من 3500 عربي
و في هذا اليوم كنت مع سمير القنطار عميد الأسرى العرب، و الذي كان أفضل حظاً من محمود نور الدين، فهناك تيار مقاوم استطاع أن يجبر الكيان الغاصب أن يطلق سراحه، أما في مصر فلم يكن لدينا مثل هذا التيار الذي يكون قادراً على اطلاق سراح محمود نور الدين، اليوم أكد لي القنطار مرة أخرى أنه ما خرج من فلسطين إلا لكي يعود إليها، و هو ما كان يحلم به محمود نور الدين، العودة إلى فلسطين و القدس الذي كان يردده دائماً
سلام على روحك الطاهرة في يوم ذكراك يا بطل
الخلود للبطل ...مش للغواني واللصوص وتجار الحشيش كان في عشقه للبلد من أخلص الدراويش معقولة ماتت إيده القوية اللي ضحكت بين صوابعها كتير البندقية وكانت أد جيش ؟! معقول يكون الفجر ف عينيه الجميلة مش حيطلع مرة تانية ولا يغنيش؟! معقولة نور الدين انطفا ف لعبة طيش؟! مات البطل لكن البطولة تعيش

Monday, September 15, 2008

ممنوع التصوير

أثناء جولتي اليوم و في طريقي إلى مخيم صابرا و شاتيلا الذي جرت فيه المجزرة الصهيونية الشهيرة في سبتمبر 1982، قمت بتصوير بعض الأعلام لحركة أمل و كان يجلس تحتها أشخاص، و إذا بشخص من الجالسين يصرخ لا تصور، و يجري و يوقف السيارة، و يمسك كاميرتي في محاولة لانتزاعها إلا أنني رفضت و بعد نقاش حاد أخبرته خلاله أنني صحفي طلب مني هويتي الصحفية و عندما أبرزتها له قال لي "أنا بعتذر منك" بيعتذر لي يعني، و كررها لي عدة مرات، و سمح للسيارة بالمرور، و عندما تحركنا قال لي السائق أن هذا أمر عادي لأن هذه المنطقة تسيطر عليها حركة أمل حتى أنه هو نفسه لا يستطيعر المرور فيها لأنه سني و أمل كما هو معروف حركة شيعية!!!، و هو أمر معتاد في لبنان كل طائفة تسيطر على منطقة و في إمكانهم منع ابن طائفة أخرى من مجرد المرور

Friday, September 12, 2008

غداً مظاهرة أمام السفارة الأمريكية في بيروت

في تمام الساعة الحادية عشر تنطلق مظاهرة شبابية ينظمها اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني و يشارك فيها عدد من المنظمات الشبابية الدولية أمام السفارة المصرية في بيروت تضامناً مع الأبطال الكوبيين الخمس المعتقلون داخل السجون الأمريكية
عالم آخر ممكن
و حتى النصر دائماً

Monday, September 8, 2008

يا بيروت يا ست الدنيا

وصلتها في السابعة و النصف مساءً، و رغم أن الليل كان يخيم عليها إلا أن بيروت هي بيروت، زهرة العرب، التي يحاول الصهاينة حرقها، كان في انتظاري أصدقائي المصريون الذين يعملون هنا في بيروت، بعد أن ضللت الطريق عن رفيقي عمر الديب نائب رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، و الذي استطعت الوصول إليه لاحقاً ليأخذني في جولة سريعة في سيارته في شوارع بيروت و الميادين التي شهدت الاعتصام الشهير، و التي غيرت الكثير من السياسة الداخلية اللبنانية، و عززت مواقف و أضعفت أخرى
فضلت قضاء ليلتي الأولى مع أصدقاء الطفولة الذين يعملون حالياً في بيروت، في شقة متواضعة، يتجمعون حالياً أمام التليفزيون إلا أنهم لا يعيرونه اهتماماً كبيراً، فكل منهم يحكي لزميله الطرائف و المواقف بل و المآسي التي مر بها في يومه
لا أعرف إن كنت قادراً على إنجاز برنامجي كاملاً هنا أم لا
إلا أن الثقة التي وضعها في أحبائي و زملائي كانت كفيلة لأن اتخذ قرار انجاز كامل الملف مهما كان الثمن أو مهما كان التعب

Thursday, September 4, 2008

تأملات الرفيق فيدل .. ضربة نووية


لا أبالغ. إنه التعبير الأكثر ترداداً على ألسنة كثيرين من أبناء وطني. إنه تعبير قائد هيئة الأركان الهامة للقوات المسلحة الثورية، ألفارو لوبيز فييرا، وهو عسكري ذو خبرة، حين شاهد في جزيرة خوفينتود الأبراج الفولاذية المعوجّة والمنازل التي تحولت إلى ركام والخراب في كل صوب وناح.
"إنها ضربة قاسية، لم يكن بوسعي حتى أن أتصورّها"، هذا ما قالته بصوت أنهكه الجهد، ولكنه ثابت وعازم، سكرتيرة الحزب ورئيسة مجلس الدفاع في تلك البلدية الهامة، آنا إيسا ديلغادا. ويقول مواطن آخر بدهشة: "إنه ما لم يسبق لي أن شاهدته على مدى سنيّ حياتي الخمسين هنا". جندي شاب صرخ وهو يهبط من آلية برمائية: "فلنثبت أننا مستعدّون لتقديم أرواحنا من أجل الشعب".
في هيرّادورا، عندما لاحظ جنرال الفيلق، ليوبولدو سينترا فريّاس، وهو ينظر حوله بأن كل شيء قد تحوّل إلى خراب، أظهر دهشته وإعجابه في ذات الوقت بشجاعة المواطنين، وقال: "إن هذا هو أشبه بمشاهدة انفجار نووي". كان هو على وشك مشاهدة هذا الانفجار في جنوب غرب أنغولا لو أن العنصريين الجنوب أفارقة قرروا أن يلقوا على القوات الكوبية-الأنغولية واحدة من القنابل السبع التي زودتهم بها حكومة الولايات المتحدة. غير أنه كان خطراً مأخوذاً بالحسبان، وتم اتخاذ أنسب التكتيكات لمواجهته.
إلى جانب "بولو" تواجدَت أولغا ليديا تابيا، السكرتيرة الأولى للحزب ورئيسة مجلس دفاع المحافظة، دون أن يراودها الشك للحظة واحدة في ثمار جهود أبناء وطنها وعزمهم.
أتجرأ على القول بكل صراحة وصدق أن الصور الفوتوغرافية والمشاهد المصوَّرة التي بثّها التلفزيون الوطني يوم الأحد ذكّرتني بالخراب الذي شاهدته والإحساس بالألم الذي شعرت به حين زرت هيروشيما، التي ذهبت ضحية إلقاء أول قنبلة ذرّية في شهر آب/أغسطس من عام 1945.
ليس هباء التأكيد بأنه تصدر عن الإعصار طاقة هائلة، ربما تعادل آلاف الأسلحة النووية كتلك التي تم إلقاؤها على مدينتي هيروشيما وناغاساكي. يستحق الأمر أن يقوم فيزيائي أو رياضيّ كوبي بإجراء الحسابات ذات الصلة وأن يعرضها بشكل مفهوم.
المعركة الآن هي معركة توفير الغذاء للضحايا. لا تكمن الصعوبة في إعادة التيار الكهربائي بأسرع وقت ممكن. المشكلة في جزيرة خوفينتود هي أنه من أصل 16 مخبز، وكل منها مزوّد بفرن كهربائي وجهاز توليد، لم يكن هناك إلا اثنان قادرين على العمل فوراً. فأبنية تلك المخابز تضررت. كانوا بحاجة لتلقي الخبز أو البسكويت المالح. الكمية اللازمة من ألواح القرميد ومن المواد الأخرى للمساكن في هذه اللحظة هي كمية مرتفعة جداً. بالنسبة لجزيرة خوفينتود هناك بحر فاصل. فلا يكفي تحميل شاحنات بالمواد الغذائية ومواد البناء من أجل إيصالها فوراً.
قواتنا المسلحة أرسلت طاقماً متخصصاً بالمطارات والنقل الجوي والبرّي. وليل نهار، تستطيع الطائرات الهبوط في مطار الجزيرة بمساعدة المولّدات الكهربائية. مهمة هذا الطاقم خوض معركته من أجل المواطنين من دون هدر أي من الموارد. وبذات الروح ستتحرك هذه القوات في المناطق المدمّرة من بينار ديل ريّو. جميع مؤسسات الدولة أوكلت لها وظائف، وكلّها هامة. ولكن الموارد لا تأتي من لا شيء. التقاسم تترتب عليه تضحيات. علينا ألا نسمح لأنفسنا بنسيان هذا الأمر خلال أيام قليلة.
الضرّاء يجب أن تنفع من أجل العمل بفاعلية أكبر يوماً بعد يوم ومن أجل الاستخدام العادل والعقلاني لكل غرامٍ من المواد. علينا أن نكافح ضد ما لدينا من سطحيّات وأنانية. مائة مليون دولار تعني تسعة دولارات فقط مقابل الفرد، ونحن نحتاج أكثر من هذا بكثير. نحتاج لثلاثين أو أربعين ضعف هذا الرقم من أجل سدّ الاحتياجات الأساسيّة فقط. مثل هذا المجهود يجب أن يأتي من عمل الشعب. لا يمكن لأحد أن يقوم به نيابة عنّا.
من الواضح أن قدرتنا الإعلامية قد تضاعفت، وبالإضافة لذلك، يتمتع شعبنا، الذي يجيد القراءة والكتابة، بمستويات دراسية عالية.
كشو، الرسّام، ذهب جوّاً إلى جزيرة خوفينتود، تلك القطعة الكوبية التي شهدت مولده، وبعث لنا برسالة عن المعنويات العالية عند أبناء الجزيرة. أختار بعض فقرات هذه الرسالة:
"العزيز فيدل،
منذ أن وصلت إلى الجزيرة وشاهدت بأم عيني كل ما يحدث وأحسست به عن قرب، بدا لي هاماً أن أتصل بريتشارد لكي تطّلع حضرتك على الوضع المريع الذي يحدث في البلدية الخاصة.
لا أجد الكلمات التي تسعفني في التعبير عن الوقع الذي رأيته يوم أمس في جزيرة خوفينتود. لم يسبق لي خلال سنيّ حياتي الثماني والثلاثين أن شاهدت شيئاً مماثلاُ، كما لم يسبق للأشخاص الذين تكلّمت معهم في مسقط رأسي أن رأوا أسوأ من هذا، ولكن ما لا يصدَّق هو أن معنوياتهم تصل بارتفاعها إلى السماء... كثيرون فقدوا منازلهم وجميعهم دُمرت ممتلكاتهم من أسرّة وفراش وأجهزة تلفاز وبرّادات، إلى آخره؛ هذا هو وضع الجزء الأكبر من أبناء جزيرة خوفينتود؛ فيقدَّر أنه من الخمسة وعشرين ألف مسكن الموجودة في الجزيرة –وليس هذا الرقم النهائي حتى هذه اللحظة- هناك عشرون ألفاً متضررة بشكل أو بآخر، منها نحو 10 آلاف بلا سقف أو هي مدمّرة كلياً.
... فرقة عمّال التمديدات الكهربائية، البالغ عدد أفرادها 52 من أبناء محافظة كماغويه، استمرت بعملها حتى الساعة الثالثة فجراً، واستأنفته في الساعة 6.30 صباحاً باستعدادية هائلة؛ ومن المتوقّع وصول مجموعة مكوّنة من أكثر من ستين عامل من محافظة أولغين.
... ما تزال هناك مشكلات كثيرة، مثل المساكن التي دمرها إعصار ‘ميشيل‘ في عام 2001، بانتظار الحلّ.
هناك مشكلات حقيقية بالنسبة للغذاء... الجزيرة حالياً هي أشبه ما تكون بالسجن، بسبب الوبالة، مع أنها استؤنفت الرحلات الجوية... ليس للمال أي قيمة، فليس هناك من شيء يمكن شراؤه ولا مكان تشتري منه شيئاً.
التضامن الإنساني هو أهم سلاح الآن في هذه اللحظة. المعنويات عالية ولكن هذا لن يدوم إلى الأبد؛ سيحتاج الأمر لإيجاد حلول لبعض الأمور في الأيام المقبلة. مع أخذ خدمة الكهرباء بالعودة، سيحتاج الأمر لفتح مراكز إعلام يستطيع الأشخاص الاجتماع فيها لمعرفة ما يحدث في البلاد وفي البلدية، أو حتى من أجل سماع الموسيقى، وقضاء الوقت جماعياً.
أراضي الجزيرة الآن هي "مسرح عمليات عسكرية في وضع هدنة‘، حيث ما زال الناس سعداء لأنهم خرجوا سالمين بأرواحهم وعدم تفكيرهم كثيراً بخسارة ممتلكاتهم، محاولين إنقاذ ما تبقّى لهم، وهم ينظرون في طريقة للتكيّف مع الوضع الجديد، ولكن مع مرور الأيام يمكن لمعنويات الناس أن تهبط وأن تصل حد الانهيار.
... ظروف المستشفى هي ظروف غير إنسانية، ولا يسمح لها بالعمل إلا إرادة وقناعة رجال ونساء ثوريين.
أبناء الجزيرة هم ثوار وأصحاب حمية، وتجد الجميع هناك (مرضى، أقارب، فريق طبي) يعملون بشكل مكثّف جداً. لقد وصل إلى العاصمة، منذ الساعة الرابعة تقريباً من عصر يوم أمس، المرضى الاثنان وثلاثون الذين يحتاجون لديلزة الدم، مع مرافقين لهم وممرضات، بعدما قضوا 48 بلا علاج وكان وضعهم جيداً.
ما تزال معنويات أبناء الجزيرة عالية وسعداء بعمل الهيئات المسؤولة ولأنه لم تسجَّل ضحية بشرية واحدة لا في بينار ديل ريّو ولا في الجزيرة ولا في ماتانزاس.
أظن أنه في سبيل عودة الجزيرة إلى ما كانت عليه من قبل سيحتاج الأمر لاستثمار الكثير من الوقت في العمل وكثير من الموارد، كما لو أنها كان محافظة، لأن كل شيء الآن مدمَّر".
مع رسالته هذه بعث بصور فوتوغرافية معبّرة عن الدمار، عن طيف جزيرة خوفينتود والراية الكوبية فيها خفّاقة.
الرسامون الرائعون الذين اعتادوا مرافقة معاركنا الفكرية يمكنهم أن يتركوا شهادات عن التجربة المُعاشة وحفز شعبنا في كفاحه الملحميّ.
أورفيليو بيلايز حدّثنا في صحيفة "غرانما" عن إعصار وقع عام 1846 ضرب رقماً قياسياّ في انخفاض الضغط بلغ 916 درجة بمقياس هيكتور باسكال، حسبما سجّله جهاز. حدث هذا قبل 162 سنة من اليوم، حين لم تكن هناك راديو ولا تلفزيون ولا سينما ولا إنترنيت أو غيرها من وسائل الاتصال، التي يصطدم بعضها أحياناً ببعضها الآخر، مما يخلق حالة فوضى في الأذهان.
في ذلك الوقت كان عدد سكان كوبا أدنى من عددهم اليوم باثني عشر ضعفاً. في ذلك الوقت، وبواسطة العمل العبودي أو شبه العبودي، كانت البلاد تصدّر أكبر كميّة من السكر وكذلك من البن خلال جزء كبير من ذلك القرن. لم يكن يوجد تقاعد، وكان متوسط العمر أقلّ بكثير مما هو عليه اليوم، ولم تكن معروفة تقريباً أمراض سنّ النضوج أو التعليم الواسع، اللذين يحتاجان لقدر كبير من السواعد ومن ملكات الذكاء من أجل تطويرهما. كانت الموارد المادية وافرة. ومع أن الأعاصير كانت تؤثر كثيراً، لكنها لم تكن تعني كارثة وطنية. والتغيرات المناخية، التي كانت بعيدة جداً، بالكاد كان يُحكى عنها.
في عدد "غرانما" الصادر اليوم الثلاثاء، يروي الصحافي نفسه مآثر شعبنا في معركته من أجل الانتعاش وعن ثمار جهود السنوات الأخيرة. وروبييرا، العالم، من جهته، لاحظ بدقّة خلال الجولة في بينار ديل ريّو، بين ركام منشأة معهد الأرصاد الجوية في باسو ريال دي سان دييغو، جهاز قياس سرعة الرياح، الذي كان يسجّل سرعة 340 كيلومتراً حين دمّرته رشقات العواصف القويّة. تم الإعلان بأنه سيتحدث اليوم ضمن برنامج "الطاولة المستديرة". لديه نظريّات تفسّر ما حدث. أما خوان فاريلا فقد تحدّث من جهته عن الخراب الذي لحق بأكبر شركة للمحاصيل المتنوّعة في منطقة غويرا دي ميلينا، في محافظة هافانا، التي كان يفترض أن تنتج هذه السنة 140 ألف طن من الدرنيات والحبوب والخضر. برأيي أن الخسائر، إذا ما قسناها بالأسعار الدولية، من حيث ساعات العمل والمنتجات الغذائية ومعدات الزراعة والريّ والوَقود وغيرها من النفقات، تبلغ ملايين كثيرة في هذه الشركة وحدها.
غير أن الوقع الأكبر للمأساة الإنسانية التي تحتّم تناولها، أحدثته تغطية الصحافي ألفونسو ناسيانسينو والمصوّر خوفينال بالان: المغامرة التي عاشها الملاحون الخمسة "لسفينة صيد جراد البحر 100" في باتابانوه محافظة هافانا. كان هؤلاء قد تلقوا إيعازاً بالعودة إلى المرفأ، على غرار جميع سفن صيد الأسماك، في الوقت المناسب. شاءت الصدفة أن يتأخروا. انقطع الاتصال بهم منذ يوم السبت حين أخذ الإعصار بالتقدم بسرعة. ذكرتُ مرتين في تأملين سابقين: "من حسن حظنا أن لدينا ثورة! إنه لأمر مضمون ألا يبقى أي مواطن محل النسيان!"
علمت بأمر انقطاع الاتصال بسفينة صيد جراد البحر يوم السبت نفسه، بعد منتصف الليل تقريباً. كان راؤول قد أطلعني على ما حدث؛ وكنت على ثقة بخبرة الصيادين وقدرتهم على المناورة في وجه العواصف والأعاصير. أخبرني بأنه سيرسل في ساعات الشروق الوسائل اللازمة للبحث عنهم. وحالما سكنت العواصف بدأت عملية البحث التي شارك فيها من القطع البحرية ما يصل عدده إلى 36 وثلاث مروحيّات وطائرتين، واستغرقت حوالي يومين. لم يظهر للسفينة أثر، غير أنهم عثروا على الناجين من الغرق. ما يروونه هو أمر لا يصدَّق؛ والذين يعرفون البحر جيداً يدركون ما يعنيه البقاء لساعات لا نهاية لها معلّقاً بمجذاف ومن ثم بعوّامة.
المعجزة الثورية حدثت، وتم إنقاذ الصيادين.
لا ينبغي علينا الانجرار للأوهام. هذا الإعصار خلّف لنا مائة ألف منزل متضرر بدرجات متفاوتة وخسارة كاملة تقريباً للوازم ضرورية بعد المأساة، كما يشرح كشو في رسالته.
كم من منزل مضاد للأعاصير، آمن، تحتاج كوبا؟ ما لا يقل عن مليون ونصف المليون منها لحوالي 3.5 مليون عائلة كاملة. فلنجرِ حساباً للتكلفة الدولية لهذه الاستثمارات، وفقا للمعطيات القائمة في العالم.
يتعيّن على العائلة الواحدة في أوروبا أن تدفع ما لا يقل عن 100 ألف دولار، إضافة للفوائد، تسدد منها 700 دولار شهرياً من دخولها على مدى 15 سنة. عشرة آلاف مليون دولار هي التكلفة التقريبية لمائة ألف منزل لعائلات متوسطة في البلدان المتقدّمة، وهي البلدان التي تحدّد أسعار المنتجات الصناعية والغذائية في العالم. ويجب أن تضاف لها كلفة المنشآت الاجتماعية المتضررة التي يجب إعادة بناؤها وباقي المنشآت الاقتصادية، بالإضافة للمنشآت اللازمة للتنمية.
أجدد التأكيد بأنه من عملنا فحسب يمكن أن تأتي الموارد. بينما تقوم الأجيال الجديدة بهذه المهمة، يحتاج الرجال والنساء الذين يعيشون في هذه الجزيرة للتضامن والجرأة والحمية التي أبداها أبناء بينار ديل ريّو وجزيرة خوفينتود.
تجتاز الإمبراطورية في هذه اللحظات امتحاناً صعباً في النصف الثاني من السنة، وهو امتحان قدرتها عل تذليل الصعوبات التي تُسائل قطار حياتها على حساب الشعوب الأخرى. إنهم يحتاجون الآن لتغيير المقود.
لقد هُمّش تقريباً كل من بوش وتشيني من الحملة الجمهورية لكونهما صاحبي نزعة للحرب ومكروهَين. لا يجري الحديث عن تغيير النظام، وإنما عن كيفية المحافظة عليه بأقل تكلفة ممكنة.
سينتهي الأمر بالإمبريالية المتطورة إلى قتل كل الذين يحاولون الدخول بدون تصريح إلى أراضيها سعياً للتحول إلى عبيد مأجورين واستهلاك شيئاً ما. ها هم قد شرعوا بفعل ذلك. إنها كبيرة جداً الشوفينية والأنانية اللتين يخلقهما هذا النظام.
نعرف ذلك وسنواصل تطوير التضامن، المورد الأكبر لدينا داخل الوطن وخارجه.


فيدل كاسترو روز
2 أيلول/سبتمبر 2008

Monday, September 1, 2008

رمضان و عيد ميلادي و جدتي

اليوم أول رمضان
و أيضاً عيد ميلادي :)
و الحقيقة أن لي في هذا اليوم طقوساً أهمها ما كان سبباً في أن أغادر القاهرة للمحلة اليوم لأن الإفطار مع جدتي في اليوم الأول بات أحد المقدسات عندي التي لا يجوز لأحد الاقتراب منها
و الآن قبل الإفطار بحوالي نصف ساعة علي أن أذهب إلى أصدقائي لانتظار المغرب سوياً، بعدها نذهب إلى الكافيتريا لشرب العصير ليعود كل منا إلى منزله ليتناول إفطاره
و الحقيقة أن رمضان في هذا العام كان سبباً في احتفالي بعيد ميلادي (طبعا متخيلاً لأنني لم أحتفل يوما بعيد ميلادي:) )، في مصر، فعلى مدار السنوات الثلاث الماضية كانت الصدفة تأتي دائماً بما لا أشتهي و لا يشتهي من يحبني، فأقضي عيد ميلادي بالخارج، هذه المرة، و قد تكون هذه المرة فقط، اتخذت قراراً أحسد نفسي عليه بتأجيل سفري أسبوع حتى أتناول إفطار اليوم الأول مع جدتي
المهم أني سأسافر بعد أسبوع
و هناك مش عارف بقى رمضان هيكون موجود و لا لا، لأن رفاقي هناك من خلال كلامهم اكتشفت ان رمضان واضح انه مش بيروح الأماكن دي نهائياً
عشان يعني لو حد وصلتله صورة ليا كده و لا كده يبقى عارف ان البلد دي رمضان مكانش لسه وصلها

فلنتصل بالأبطال الكوبيين في السجون الأمريكية


عنواين بريدية للخمس كوبيين المحتجزيين ظلماً بسجون الولايات المتحدة الأمريكية
أنتونيو جيريرو رودريجيز
ANTONIO GUERRERO RODRÍGUEZ
58741-004U.S.P. FlorenceP.O. Box 7500Florence, CO 81226
فيرناندو جونثاليث يورت (روبين كامبا)
لمراسلة فيرناندو جونثاليث، يجب كتابة روبن كامبا على الظرف ويوجه الخطاب نفسه لفيرناندو.
FERNANDO GONZÁLEZ LLORT (RUBÉN CAMPA)
#58733-004F.C.I. Terre HauteP.O. Box 33Terre Haute, IN 47808
خيراردو إيرنانديث نورديلو (مانويل فيرمونتيس)
GERARDO HERNÁNDEZ NORDELO (MANUEL VIRAMONTES)Gerardo Hernández #58739-004U.S.P. VictorvilleP.O. Box 5500Adelanto, CA 92301
رامون لابينينو سالاسار (لويس ميدينا)
لمراسلة رامون لابينينو ، يجب كتابة لويس ميدينا على الظرف ويوجه الخطاب نفسه لرامون.
RAMÓN LABAÑINO SALAZAR (LUIS MEDINA)REG. No. 58734--004عنوان جديد(*)USP McCreary P. O. Box 3000 Pine Knot, KY 42635

رينيه جونثاليث سويريت
RENÉ GONZÁLEZ SEHWERERT#58738-004FCI MariannaP.O. Box 7007Marianna, FL 32447-7007فلتتصـــلوا بالخــمس أبطــــال

رسالة من أحد الأبطال الكوبيين

لن نتوقف أبداً عن الكفاح

مكّرياري، 9 يونيه 2008
"العام الخمسون للثورة"
أخوة أعزاء من كل العالم

تلقينا الأن قرار الثلاث قضاه بأطلاتنا، الذي جاء فيه، تحت ضغط سياسي غير مألوف، حيث رفض أثنين منهم كل نقاط استئنافنا تقريباً، مع إعطاء الحق لثلاثه مننا فقط في عملية الاستئناف، في محاولة لتفريقنا، إضعافنا، وعزلنا. لقد أخطؤا من جديد، لن نتوقف أبداً عن الكفاح وسنزيل حتى اللحظات الأخيره هذا الظلم القاسي. لن نقسم أبداً ولن نترك خيراردو ولا رينيه، ولا واحداً من أخوتنا. نحن خمسه وسنظل خمسه حتى النصر الأخير. إنها لحظة رفع أصواتنا، مظاهرتنا، المطالبه بالإفراج الفوري، إنها لحظة القضاء على هذا الظلم السخيف.

وسنغني مع حضراتكم جميعاً هذا اللحن !سننتصر بوحدتنا!
!شكراً لوجود أخوة وأخوات أعزاء!
!إن حب وأمل الخمس أبطال معكم!
!إلى النصر دائماً!

رامون لابينينو سالاسار
يو أس بي مكّرياري
كينتوكي، الولايات المتحدة الأمريكيه

تأملات الرفيق فيدل .. ما لم يُقال عن كوبا


راقبت باهتمام ردود فعل وسائل الصحافة الغربية على تأملي ليوم الأحد حول الألعاب الأولمبية في الصين. بعض الأحداث الحساسة المدرجة فيه تم تجاهلها بشكل كامل؛ بينما تم إبراز جوانب أخرى هباء من قبل المدافعين عن استغلال ونهب العالم.
لنرَ:
"حمّل فيدل كاسترو اليوم هيئات التحكيم والمافيا المسؤولية عن الأداء الضعيف للوفد الكوبي إلى الألعاب الأولمبية. كما برّر للاعب التايكووندو الكوبي آنخيل فالوديا ماتوس، الذي مُنع من اللعب مدى الحياة، إقدامه على ركل الحكَم على رأسه، وعبّر له عن تضامنه الكامل معه".
"دعا الرئيس الكوبي السابق هذا الاثنين لإجراء مراجعة عميقة لوضع الرياضة في كوبا. كما عبّر عن تضامنه مع لاعب مُنع من اللعب مدى الحياة إلى جانب مدرّبه، بسبب اعتدائه على عضو هيئة تحكيم رياضي".
"عبّر كاسترو عن تضامنه الكامل مع لاعب التايكووندو الذي مُنع من اللعب مدى الحياة بسبب اعتدائه على حكَم وعضو هيئة تحكيم".
"كاسترو، تضامني مع لاعب التايكووندو الكوبي الممنوع من اللعب بسبب اعتداء".
إنها طويلة قائمة الفقرات المماثلة. إنه نموذج عن الخبر الذي قاموا بنشره. لم أكن أتوقّع شيئاً آخر. فقد كنت محكوماً ومداناً، كحال الملاكمين الكوبيين، من قبل حكام وأعضاء هيئة تحكيم مرتشين، وكنت أدرك تماماً ما الذي سينشرونه.
عن الجوع وسوء التغذية والافتقاد للأدوية والمنشآت والمعدات الرياضية التي يعانيها ثمانون بالمائة من البلدان التي تبارت هناك لم يتم ذكر كلمة واحدة، وهو ما كان متوقعاً.
أثنيت على فضل البلد الذي نظّم الألعاب الأولمبية الأخيرة. لم أتردد بالتذكير بالمزايا ما فوق العادية للأبطال الرياضيين الذين حققوا نجاحات. عبرت عن تقديري للسعادة والانفعال والجوانب الإنسانية التي نقلها الفائزون بالميداليات إلى آلاف الملايين من الأشخاص. وعبّرت عن التقدير بشكل خاص لرسالة السلام التي تحملها أي دورة أولمبية مقابل المشهد الدائم من المجازر والتدمير والإبادة والخطر الفعلي بالفناء الذي يواجهه الجنس البشري يومياً.
ما لم يُقال عن كوبا:
1. أنها البلد الوحيد الذي لا يوجد فيه احتراف رياضي.
2. أنها البلد الوحيد الذي أقام منذ عدة سنوات مدرسة دولية كبرى للتربية البدنية والرياضية على مستوى دراسات عليا، حيث تخرج كثيرون من الشبان من العالم الثالث وحيث يتلقى العلوم حالياً نحو 1500 طالب من دون أن يدفعوا سنتاً واحداً مقابل ذلك.
3. أنها البلد الوحيد الذي يتلقى رياضيوه ذوو المردود العالي العلوم مجاناً كمدرّسين للتربية البدنية والرياضة، وخرّج في مراكز تعليم عالي عشرات الآلاف من المواطنين في هذا الاختصاص، ممن يقدّمون خدماتهم لأطفال وفتيان وشبان وأشخاص من كل الأعمار. بالإضافة لذلك، يعمل كثيرون منهم كمتعاونين في العالم الثالث، بحدّ أدنى من الكلفة، أو بشكل مجاني في حالات معينة. وهكذا ساهموا في تطوير الرياضة عالمياً.
4. أنها البلد الوحيد، بين ابلدان المشاركة في ألعاب بييجينغ الأولمبية، المحاصر اقتصادياً على يد أعتى وأغنى إمبراطورية عرفها التاريخ أبداً.
5. أنها البلد الوحيد، بين هذه البلدان نفسها، الذي يُطبَّق عليه "قانون ضبط"، والذي، بالإضافة لنتائجه الدموية، يسهّل ويحفّز سرقة الأبطال الرياضيين الكوبيين.
6. أن بلدنا يخصّص مستشفى متخصص للعناية الصحية باللاعبين الرياضيين ذوي المردود العالي.
لا يمكن إخفاء الحقائق تحت تأثير مخدّر الألعاب الأولمبية وألعابها الناريّة.
لقد احتلت كوبا المكان الخامس من حيث عدد الميداليات الذهبية في ألعاب برشلونة عام 1992، حيث كنّا في أوجّ الفترة الخاصة.
في الألعاب الأخير حصلنا على ما مجموعه 24 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية، وهو رقم أعلى بكثير من الرقم الذي حققه أي بلد آخر من أمريكا اللاتينية وحوض الكاريبي.
علينا ألا نتردد في التحليل الموضوعي لنشاطنا الرياضي وفي الاستعداد لمعارك مستقبلية، من دون ن ننسى، وأكرر، بأنه "في لندن، سيكون هناك شوفينية أوروبية، وحكام مرتشون، وشراء عضلات وعقول، وكلفة لا يمكن تسديدها وجرعة كبيرة من العنصرية".
أثناء كتابتي لهذه السطور أتذكر بأن إعصاراً، "فيه"، قد زارنا في أوجّ الألعاب الأولمبية. وفي ذات لحظة وصول العدد الأكبر من أعضاء وفدنا يوم أمس، ورد النبأ عن اضطراب مناخي إعصاري يتجه نحو المحافظات الشرقية مباشرة. قوته اليوم هي أكبر ويتخذ موقعاً على أخطر خط في مسيرته. يجب تعزيز ليس فقط عضلات الجسم وإنما عضلات النفس أيضاً.
من حسن حظنا أن لدينا ثورة! إنه لأمر مضمون ألا يبقى أحد محل النسيان. إذا ما فُقدت أرواح، فلن تكون مئات أو آلاف، بسبب ارتفاع في مستوى البحر، كما حدث في سانتا كروز ديل سور في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1932، أو في فلوريدا في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر 1963، والذي أغرق قلب المحافظات الشرقية من كوبا، من دون أن يتوفّر سدّ ناظم واحد كالسدود المتوفّرة اليوم، والتي، إضافة لذلك، تشكل مصدراً لمياه الري والاستخدام اليومي. ووجود دفاع مدني قوي وسريع الحركة ومتحسّب يحمي مواطنينا ويوفّر لهم أماناً في وجه الكوارث أكبر مما يتم توفيره في الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا ينبغي استبعاد أي خطر.
لا ينبغي النوم فوق الغار أيضاً. تردُّد هذه الظواهر الطبيعية وشدتها يظهران بأن المناخ يتغيّر بسبب الإنسان. الزمن يتطلب يوماً بعد يوماً مزيداً من التفاني ومن الصمود ومن الوعي. لا يهم أن يستفيد الانتهازيون وباعة الوطن من دون أن يساهموا بشيء في أمن شعبنا ورفاهه.
فيدل كاسترو روز
26 آب/أغسطس 2008