Tuesday, May 1, 2007

شوارع شهداء .. و بيوت مجرمين!!

أحمد بلال
"شوارع القدس تحمل أسماء شهداء بسبب إهمال المدينة"، هكذا كتب سكان حي "شعفاط" في القدس الشرقية في خطابهم الذي أرسلوه إلى رئيس بلدية القدس "أوري لوفوليانسكي"، للمطالبة بتدخل لجنة الأسماء في البلدية لتسمية شوارعهم!!.
"أنا من حي القطاموم في القدس الغربية، و المقام عليه حاليا بيت شارون و بيت أولمرت"، هكذا أكد لـ"عشرينات" داود حمودة أحد النشطاء في حملة مقاومة الجدار في القدس الشرقية، إلا أن داود عربي و من ثم فهو محرم عليه حتى المطالبة بالعودة إلى مكان بيته في القدس الغربية، و الذي يعيش عليه حاليا رئيس الوزراء الإسرائيلي.
موقفين يجملان الكثير من علامات التعجب، و برغم ما سيعتقده البعض من أنهما لا يتميزان سوى بالبساطة، إلا أنهما يكشفان جزءا من المأساة التي يعيشها العرب داخل ما يعرف باسم "دولة إسرائيل"، فمغتصبي الأرض يطالون بمحو أسماء أصحاب الأرض الأصليين من على الشوارع، بينما يعجز أصحاب الأرض حتى بالمطالبة بالعودة إلى بيوتهم.
الصهيوني "تسيفي شامير" الذي يتزعم هذه الحملة أكد للقناة السابعة الإسرائيلية أنه أشار في الخطاب الذي أرسله لرئيس المدينة أنه "في القرن الماضي امتنعت الحكومة العثمانية عن تسمية الشوارع و هذا بسبب "الخوف من عين الحسود و من ملك الموت"، و أيضا في فترة الانتداب لم يسموا معظم الشوارع في شرق المدينة و في فترة حكومة الأردن امتنعت تماما عن تسمية الشوارع".
و ذكر شامير أنه "مع توحيد المدينة، كان هناك هناك حوالي 50 اسم لشوارع في شرق المدينة من بين 750 شارع"، و أضاف "بلدية القدس في إجراء سياسي غير واضح قررت ألا تقوم بعمل إصلاحات في هذا النطاق و ألا تعطي أي أسماء للشوارع، فقط المحاور الرئيسية أعطيت لها أسماء أبطال حربيين مختلفين"!.
و جاء في الخطاب الذي أرسله سكان "شعفاط" أنه "على مدار 40 عاما لم يحدث أي شيء في هذا الموضوع، و هكذا يعيش في شرق القدس مئات الآلاف من المواطنين بدون أسماء للشوارع، و هو الأمر الذي يتعارض مع الحقوق الأساسية التي تتضمن إمكانية استلام البريد و المكاتبات أو تنفيذ الأنشطة القضائية المختلفة"، بالإضافة إلى أن "لجان المعارضة أعطت للشوارع أسماء شهداء مختلفين لتخليدهم"!.
و بحسب قول شامير فإن رئيس المدينة "لوفوليانسكي" كان قد وعد بعمل إصلاحات في هذه القضية، و بالفعل تم منح أسماء لـ 160 شارع قبل حوالي عام إلا أن اللجنة توقفت منذ ذلك الحين.
و على الجانب الآخر كان داود حموده أحد نشطاء حملة مقاومة الجدار العازل بالقدس الشرقية و الذي تحدث لـ"عشرينات" عن المعاناة التي يعانيها السكان العرب من مواطني القدس الشرقية قائلا "القدس الغربية مثل تل أبيب، موجود بها كل الخدمات، و خاصة بعد ما تم تهجير الفلسطينيين منها و تدمير قراهم، و صودرت أملاكهم و تحولت إلى املاكا لدولة إسرائيل، و صار أغلبهم لاجئين في القدس الشرقية، مثلي .. أنا من حي القطاموم في القدس الغربية، و المقام عليه حاليا بيت شارون و بيت أولمرت و معظم القيادات السياسية الإسرائيلية".
و عن مؤامرة التهويد التي تشنها العنصرية الصهيونية ضد القدس الشرقية أكد لنا حمودة أن "بلدية القدس وضعت خطة لعشرين عاما مقبلة ابتداء من 2002، و ذلك في مجلد يتألف من 9000 صفحة يحمل عنوان "إسرائيل 2020"، و فيه ملخص لكل ما ستمارسه بلدية القدس من تهويد خلال العشرون عاما المقبلة، و كلها اجراءات سيتم الانتهاء منها في خلال الفترة من 2020 : 2025، و يرمي هذا المخطط إلى تقليل عدد العرب في القدس إلى 10 % فقط".
و أضاف حموده، "عندما تم توحيد مدينة القدس الشرقية و الغربية، قامة بلدية القدس باقتطاع جزء كبير من القرى الفلسطينية في القدس الشرقية و عزلها عن مدينة القدس، رام الله على سبيل المثال، كانت تابعة لمحافظة القدس إلا أنها الان محافظة قائمة بذاتها، و بهذا تخلصت إسرائيل عمليا من معظم سكان القرى العربية في القدس، و كان ذلك أول خطوة في مسيرة تهويد القدس".
و بين شوارع أطلق عليها اهلها أسماء شهداء عرب يطالب الصهاينة بتغييرها، و منازل هجر منها أهلها ليقيم على أطلالها شرذمة من المجرمين ممن يحكمون الكيان الغاصب بيوتهم، و يعجز حتى أصحابها بالمطالبة بالعودة إليها، على اعتبار ان حق العودة هو خطا أحمرا لا يجوز الحديث فيه في إسرائيل، تتلخص قصة الصراع، بين بجاحة صهيونية لن تنتهي، و عجز عربي نأمل أن ينتهي قريبا.

No comments: