Tuesday, June 5, 2007

مطار دبي .. ريش نعام

نشر في عشرينات
دبي – أحمد بلال
عندما أصدر الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم قرارا في عام 1959 يقضي بالبدء في أعمال تصميم مطار مدني، لم يكن يتوقع أن هذا المطار سيتحول في يوم من الأيام من مجرد مهبط لعدد قليل من الطائرات و يعمل عدد محدود من الساعات في اليوم إلى أفضل مطار في الشرق الأوسط.
وصلته على طيران الإماراتية في الساعة السابعة بتوقيت دبي في 3 مايو الماضي، و برغم علمي باختيار مطار دبي هذا العام ليكون المطار الأفضل في الشرق الأوسط، و ذلك من خلال الاستفتاء الذي أجرته مجلة "بيزنس ترافلز" إلا أنني لم أكن أتوقع أن يكون المطار بهذه الفخامة، و القدرة الهائلة على المزج بين التراث و الحضارة الحديثة.
و لعل أول ما يلفت نظرك في المطار أن الغالبية العظمى من عماله و العاملين فيه هم من الأجانب و خاصة من منطقة جنوب شرق آسيا، الأمر الذي يجعل المسافر إلى مطار دبي يجب أن يكون على دراية جيدة باللغة الإنجليزية حتى يستطيع العمل بسهولة مع الكثيرين في المطار مثل موظف الصرافة و العاملين بالسوق الحرة و الوحدة الصحية و الفندق، إلخ .. إلخ!!.
الحكومة الإماراتية جمعت كل الخدمات في المطار في مبنى الشيخ زايد المقام على مساحة تزيد عن 5000 متر مربع، بمجرد هبوط طائرتك و خروجك من صالة القادمين تجد نفسك في هذه المدينة الضخمة و تشعر من الوهلة الأولى أنك في أكثر دول العالم تقدما و تطورا، و في نفس الوقت لن تحس بالغربة بقدر ما ستحس بالسعادة من أن مصممي المطار و برغم استخدامهم آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في كل شيء في تصميم المطار، إلا أنهم لم يهملوا التراث المجتمع العربي في الإمارات، فتجد أشجار النخيل المصفوفة داخل المدينة و التي لن تتخيل أبدا أنها غير طبيعية و أنها مصنوعة من البلاستيك، و تحت النخيل فرش سجاد على الأرض يشبة الرمال إلى حد كبير, الأمر الذي يجعلك تشعر و أنك تجلس في واحة و ليس في مطارا.
و إلى جانب النخيل المصنوع من البلاستيك، و السجاد الذي تتصور من الوهلة الأولى أنه رمال، تجد العديد من الجداريات المعبرة عن ثقافة المجتمع العربي في الإمارات، إلا أن أبرز هذه الجداريات هي جدارية كبيرة جدا تحمل صور للحصان العربي.
و إلى جانب تلك اللمحة التراثية، نجد مبنى الشيخ زايد في مطار دبي يحتوي على كافة وسائل الراحة و الترفيه، فندق دبي الدولي على سبيل المثال، و الذي تم تصميمه حتى يستطيع ركاب الترانزيت استخدامه، و يوجد بالفندق قاعات للاجتماعات، و بالإضافة إلى غرفه التي يصل عددها إلى 88 غرفة تقريبا، يوجد به أيضا بعض الأجنحة الملكية، و إلى جانب الفندق يوجد أيضا نادي "جي فورس" و الذي يستطيع الركاب استخدامه في ممارسة بعض الألعاب الرياضية، بالإضافة إلى حمام سباحة، جاكوزي و ساونا.
كما يوجد بالمطار حوالي 25 مطعم و مقهى، يقدمون كافة الأطباق الدولية و خاصة الأطباق العربية و الهندية و الصينية، و أشهر تلك المطاعم مطعم "سفر"، و معظم العاملين بهذا المطعم من الصينيين، إلا أن ما يلفت النظر حقا في "سفر" هو ارتداء الفتيات الصينيات العاملات به العباءات الخليجية!!.
أما الأطفال في مطار دبي فهم يجدون اهتماما خاصا، حيث يوجد لهم منطقة خاصة مليئة بلعب الأطفال، و منطقة للقصر بدون مرافقين، بالإضافة إلى قاعات الرعاية الخاصة لتمكين الأمهات من رعاية أطفالهن، كما توفر إدارة المطار مقاعد خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، و حافلات صغيرة لنقلهم داخل المطار.
في مطار دبي لن تنقطع عن أخبار العالم حيث يوجد العديد من الشاشات الضخمة ( LCD ) و التي يزيد حجمها عن 60 بوصة، و يعرض عليها قناة BBC الإنجليزية بالإضافة إلى قناة CNN الأمريكية، أما الاتصالات فيمكنك شراء كارت "اتصالات" بثلاثون درهم و اجراء أي مكالمة و لا غريب في ذلك، إنما الغريب حقا هو وجود عدد من كبائن الاتصالات للاتصال بدبي مجانا، كل ما عليك هو أن تضغط رقم 9، بعدها تتصل بالرفم الذي تود الاتصال به.
الملفت للنظر أيضا في المطار هو تلك الأوعية الزجاجية الكبيرة التي كتب عليها بالإنجليزية "تبرعوا للأطفال المحتاجين"، و التي ستجدها مليئة بعدد كبير من العملات المختلفة، التي تبرع بها أصحابها لصالح الأطفال المحتاجين بمبادرة من مطار دبي.
و إذا كنت من هواة الإنترنت أو تود الحديث مع صديق لك عبر الإنترنت من المطار، يمكنك الاتصال بشبكة الإنترنت مجانا، عبر أجهزة كمبيوتر متصلة بشبكة الإنترنت في المطار، كل ما عليك هو الانتظار قليلا إذا كانت كل الأجهزة مشغولة، كما يوفر مطار دبي للمسافرين أربعة مصليات اثنين منها للرجال و مثلهما للنساء.
مطار دبي الذي افتتح في 30 ديسمبر 1960، و برغم كل ما يتميز به حاليا، إلا أنه يشهد الآن أكبر حركة توسعة في تاريخه، يتوقع أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى منها في العام المقبل، و التي تتكلف 15 مليار درهم، و ذلك لرفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 70 مليون مسافر سنويا، بعد أن بلغ عدد المسافرين المتعاملين مع المطار إلى 28.7 مليون مسافر في العام الماضي.

No comments: