Thursday, June 7, 2007

عامل و مخبر و متظاهر

نشر بموقع عشرينات
أحمد بلال
أثارت موجة الإضرابات العمالية التي اجتاحت مصر في الفترة الماضية العديد من التساؤلات في نفوس الكثيرين، و من هذه التساؤلات، كان التساؤل حول ماهية مكاتب الأمن الموجودة داخل الشركات و المصانع، و هل ثمة علاقة بينها و بين أمن الدولة ؟، و ما هو الدور الذي من المفترض أن تقوم به ؟، و ما هو الدور الذي تقوم به فعليا في الوقت الحالي ؟، و ما هو الدور الذي قامت به خلال تلك الإضرابات العمالية ؟، هذه التساؤلات و غيرها نحاول الإجابة عنها في هذا التحقيق..
حمدي حسين، نقابي في غزل الدلتا قال لنا "أي منشأة لابد و أن يكون فيها عنصر الأمن و ذلك للحفاظ على منشآت الشركة من الداخل و الخارج و الحفاظ على الضبط و الربط داخل الشركة بمعنى ضبط المواعيد و الحفاظ على تواجد كل فرد في مكان عمله".
و قارن حمدي حسين بين الدور الذي كانت تقوم به مكاتب الأمن في الشركات في فترة معينة و الدور الذي تقوم به حاليا فقال "أثناء حكم الرئيس عبد الناصر و حرب الاستنزاف، كان لأمن الشركات دور قومي عظيم حيث كان يتم تدريبه على الدفاع الشعبي و ذلك لحماية المنشآت من أي محاولة للتسلل من جانب العدو الصهيوني بهدف تخريب تلك المنشآت، و مع بداية السبعينات و عصر الانفتاح، استولى الأمن القومي على زمام الأمور، و أصبح الحاكم بأمره بالفعل في بعض الشركات الكبيرة، مثل شركة مصر للغزل و النسيج بالمحلة الكبرى و الغزل و النسيج بكفر الدوار، و مصر حلوان للحديد و الصلب و شركة إسكو بشبرا الخيمة".
و يؤكد النقابي حمدي حسين صدور قرار يقضي بأن "تتم معاملة هذه الشركات في جهاز الأمن القومي معاملة محافظة، حيث توجد مكاتب للأمن القومي في هذه الشركات منفصلة عن مكاتب الأمن القومي في المحافظة التابعة لها الشركات، و بذلك أصبح الأمن القومي هو المسئول الأول عن تلك الشركات الكبيرة بالإضافة إلى مكاتب أمن الدولة الموجودة داخل كل منشأة، أو على الأقل سيطرة أمن الدولة الكاملة على مدراء الأمن الموجودين في الشركات و المصانع، و ذلك لإعداد التقارير اليومية عن الشركة".
و يضيف فتحي عنبر عامل الأمن السابق بمرفق النقل الداخلي بالمحلة أن "في كل مجموعة شركات صغيرة في منطقة جغرافية معينة يوجد فرد من أمن الدولة متابع لهم يتنقل بينهم باستمرار يوميا، أما الشركات الكبيرة فيتفرغ لكل شركة مكتب لأمن الدولة"، أما فتحي أبو العز العامل بشركة مصر للغزل و النسيج فقد أكد لنا أن "قيادات مكاتب الأمن في الشركات من ضباط و مشرفي الأمن يتشطون في جمع المعلومات و عمل التقارير و تقديمها ليس فقط إلى أمن الدولة و لكن أيضا إلى إدارة الشركة"، و هو ما يؤكده أيضا أحد أفراد الأمن في إحدى المنشآت الصناعية الكبرى في مصر و الذي فضل عدم ذكر اسمه حيث أكد أن العلاقة بين مكاتب الأمن في الشركات و أمن الدولة تقتصر على قيادات الأمن داخل المنشأة فقال "العلاقة بأمن الدولة تكون على مستوى ضباط و مشرفي و مدير الأمن الذي يرفع تقرير يومي إلى أمن الدولة عن المنشأة".
أما محمد عبد الرحمن العامل بمرفق النقل الداخلي بالمحلة الكبرى فقال "تختلف وظيفة مكاتب الأمن في الشركات من موقع لآخر حسب طبيعة الأعمال التي تقوم بها المنشأة، على سبيل المثال الأمن في شركات النقل تكون مهمته مراقبة أي محاولات لتعطيل العمل عن طريق استنزاف وقت العمل أو محاولة سرقة بعض قطع الغيار، و تفتيش العمال أثناء الخروج و الدخول من الورش"، و رغم ذلك تم الكشف مؤخرا في مرفق النقل الداخلي بالمحلة الكبرى عن سرقة 21 بطارية سيارة و برميل كل محتوياته من النحاس بالإضافة إلى أكثر من 10 تابلوهات سيارات، الأمر الذي تم معه بعد انفضاحه تغيير مدير الأمن عماد العايدي و مشرفي الأمن.
أما عن هيكل العمل داخل مكاتب الأمن في المنشآت فيتدرج تصاعديا كالآتي، فرد الأمن و هو فرد الحراسة، و يشرف عليه ضابط أمن و يكون على مستوى المصنع، و خاضع لإشراف مشرف الأمن و هو مشرف أمن الوردية الذي يحل محل مدير الأمن و يكون على مستوى القطاع، و ذلك بالإضافة إلى مدير أمن المنشأة الذي يدير العملية الأمنية كلها فيها.
و يبدأ فرد الأمن عمله قبل بدء الوردية بنصف ساعة حيث يذهب فرد الأمن إلى نقطة التفتيش و بعد تفتيش العمال يوزعهم ضابط الأمن كل منهم حسب المكان الذي يحدده له الضابط و يتم تغيير الأماكن كل عدة أيام، و "تقسم المنشأة إلى عدة نقاط على حسب طبيعة عملها فعلى سبيل المثال تجد نقطة لمحطات الكهرباء و المياة و البخار و الورش و المخازن و الأسوار و البوابات و الأقسام"، و هو ما أكده لنا "أ.س" أحد عمال الأمن في منشأة صناعية كبيرة.
و قسم لنا "أ.س" فرد الأمن إلى قسمين "حارس مسلح و مهمته حراسة البوابات و الأسوار و يطلق عليه طوف خارجي حيث يقوم بحراسة المنشأة من الخارج، و الحارس غير المسلح و توكل إليه مهمة الحراسة الداخلية، و ينشط في جمع المعلومات، حيث يقتضي عليه الدخول وسط أي تجمع عمالي بروح من الدعابة لمعرفة سبب التجمع، و إن كان هناك منهم من يتضرر أو غاضب من شيء ما، بعدها يبلغ رئيسه في العمل بأسماء العمال و مكان التجمع و سببه، و ذلك بالإضافة إلى تفتيش الورديات أثناء الخروج و الدخول"
التعليمات دائما "ملكش دعوة بالعمال لو حصل أي احتجاج" هكذا أكد لنا فرد الأمن "أ.س"، أما الدور الذي يقومون به في حالة الغليان العمالي هو فقط "الطلب من العمال عدم المساس بالمنشآت، و يتم ذلك من بعيد و بالميكروفون حيث لا يستطيع أي فرد أمن أو حتى مدير الأمن نفسه النزول إلى العمال!، و تسلم إدارة أمن المنشأة برمتها إلى أمن الدولة" على حد قوله، و هو ما حدث في ديسمبر الماضي عندما تسلمت الداخلية و أمن الدلة شركة مصر للغزل و النسيج بالمحلة الكبرى.
و رغم أن فتحي أبو العز العامل السابق بشركة مصر للغزل و النسيج قد أشار إلى دور ما لعبه العمال في الانتفاضة العمالية التي اجتاحت المحلة الكبرى عام 1975 حيث قال "سنة 1975 اندس عمال الأمن وسط العمال و كتبوا تقارير عن القيادات العمالية و سلموا تلك التقارير للإدارة التي سلمتها بدورها لأمن الدولة الذي قام بدوره هو أيضا في اعتقال تلك القيادات!"، إلا أن النقابي العمالي حمدي حسين رأى أن "فرد الأمن هو عامل أو موظف أيضا و لذلك فعندما يمس الموضوع أرباح العمال أو حوافز كبيرة نجد أمن الشركة يساند العمال في تحركهم و أذكر أنه في عام 1988 عندما رفعنا نعش عليه صورة حسني مبارك في المحلة الكبرى، كان أمن الشركة هو الذي أتى لنا بالخشب و القماش و صور مبارك، و أمن الموقف حتى خرج النعش، و هو ما حدث تقريبا في ديسمبر 2006 في إضراب عمال المحلة الشهير، حيث وقف أيضا عمال الأمن مع زملائهم العمال"، و أضاف حمدي حسين "بعد عام 1988 عندما علم الأمن القومي و أمن الدولة أن أمن شركة مصر للغزل و النسيج بالمحلة كان له دورا في الاحتجاجات العمالية، قرر تعيين عدد كبير من مخبري أمن الدولة في الشركة على أساس أنهم عمال، و ذلك للتجسس على عمال الشركة"!!.
مهمة الأمن في الشركات و المصانع يبدو أنها أيضا تتحلى بصفة ما هو مفترض و ما هو قائم، و كل منهما يناقض الآخر، و هي أيضا الصفة التي ترافق كل شيء في الوطن، أو ما يفترض أنه وطن، فالمهمة العلنية للأمن في الشركات هي ملاحظة و مراقبة و ضبط أي خلل أو تلاعب في وسائل الإنتاج، مراقبة دخول و خروج العمال و فض أي منازعات تصادمية بين العمال و بعضهم في أماكن العمل، و عند حدوث حالة احتجاج عمالي تصبح مهمة الأمن هي المساعدة على عدم وقوع أي أحداث تخريبية من قبل أي عناصر تستهدف ذلك، إلا أن ما هو قائم و مع ضغط أجهزة الأمن السياسي أصبحت مهمة الأمن عبارة عن وسيلة لجمع المعلومات و نقل صورة ما يدور في أوساط العمال أو الشرائح المحتجة، أو لنقل أن السلطة اختزلت مهمة أمن الشركات من الحفاظ على أمن المنشأة إلى الحفاظ على أمن النظام الحاكم.

Tuesday, June 5, 2007

اطلبوا الفن و لو في الصين!!



















































































































































































































نشر في موقع بص و طل




















الصين – أحمد بلال
هي بلد الفنون و الرسم و الألوان .. الصين التي اشتهرت برسوماتها و ألوانها و زخارفها المتميزة على مدى آلاف السنين، مازالت تحافظ على الريشة و القلم و الألوان، احترامهم هنا للفن بشكل عام باعتباره أحد أهم العوامل المؤدية لرقي الإنسان، و الرسم بشكل خاص باعتباره على الأقل تواصلا مع حضارة قامت منذ آلاف السنين، يجعلهم يهتمون بكل موهبة و يسعون لصقل تلك الموهبة بالعلم.
هنا في مقاطعة "تشي جيانغ" الصينية توجد إحدى تلك المدارس التي تهتم بهذا النوع من الفنون، مدرسة "يي فوي" لتعليم الرسم، بسيطة في كل شيء، ابتداء من حجم المكان، و حتى أعمار الدارسين فيها، توجهنا إليها فوجدنا العديد من الدارسين و أغلبهم مازال في عمر الزهور، كل منهم يجلس أمامه لوحته منهمكا في اللوحة التي يرسمها، استقبلنا مؤسسها بترحاب شديد، و قدم لنا كوبا من الشاي الصيني الشهير، و بدأ يحدثنا عن المدرسة و عن مدى حبه للرسم.
"فاندا جيان" مؤسس "مدرسة يي فوي لتعليم الرسم" شاب بسيط يبلغ من العمر 39 عاما، لم يدرس الرسم إلا أنه أحبه و مارسه منذ نعومة أظافره قال لنا "بدأت الرسم حينما كان عمري 9 سنوات، لم أدرس الرسم و لكنني أحببته و مارسته، حتى قررت في افتتاح هذه المدرسة منذ حوالي عام لتعليم الأطفال الرسم و النحت لعمل التماثيل الجبس، و يدرس عندي حاليا حوالي 20 تلميذا"، و أضاف "جيان" "أقوم هنا إلى جانب تعليم الرسم و النحت، برسم اللوحات الزيتيه و البورتريهات لكثير من الزبائن الذين يأتون إلي لهذا الغرض، كما أقوم أيضا بعمل التماثيل الجبس لمن يريد، بالإضافة إلى عمل التصميمات على الكمبيوتر".
أما عن اللوحة الفارقة و المهمة في حياة "فاندا جيان" فهي لوحة يظهر فيها شاب يشبهه إلى حد بعيد، يرتدي قميصا من الجينز الأسود، و يقف في غرفة ألوانها كئيبة، و بلاطها لا يحمل سوى اللونين الأسود و الأبيض، و علق على باب الغرفة المغلق سوتيان أبيض، و رغم كآبة الغرفة وضعت على الأرض لوحة و أسندت على حائظ الغرفة, يظهر فيها أحد المهرجين بقبعته الحمراء الطويلة، و يقول "فاندا جيان" عن سبب أهمية هذه اللوحة التي رسمها منذ 20 عاما بالنسبة له "تلك هي أهم لوحة في حياتي، فهي أول لوحة أرسمها من خيالي لتعبر عما أشعر به، قبل ذلك كنت أرسم ما يطلبه السوق مني فقط".
أما "فانج يو جينج" زوجة "جيان" و رفيقته في مشواره الفني فقالت "تعلمت الرسم قبل الزواج من فاندا، و أسست معه هذه المدرسة، و أشاركه العمل فيها"، و عن مدى ولع زوجها بالرسم و تأثيره عليها تقول "فانج" "دائما ما أرى زوجي يرسم في البيت، فحتى لو لم تكن يدي نعرف الرسم أو لم أكن تعلمته، فإن طريقة الرسم و الصور قد أصبحت عالقة في ذهني من كثرة ما أرى جيان و هو يرسم".
"بير" إحدى الدارسات بهذه المدرسة قالت لـنا "بدأت الدراسة هنا منذ حوالي سنة، و أحب هذه المدرسة جدا، و أرى أنها مدرسة جيدة جدا، لأن المدرس الذي يعمل بها متخصص و جيد جدا في الرسم"، و ردا على سؤال حول المدة التي تراها مناسبة لتصبح في مستوى معلمها في الرسم قالت "بير" "الإنسان يظل يتعلم طوال حياته، و لذلك لا يمكن أن أحدد مدة كافية لأن أصبح متخصصة أو في مستوى جيان".
و أثناء جولتنا وجدنا إحدى التحف الفنية الرائعة، نحت خشبي على جذع شجرة بطول حوالي خمسة أمتار و عرض مترين، و إلى هنا قد يكون الأمر عاديا، أما غير العادي، هو أن هذا العبقري الذي لم نستطع للأسف الحديث إليه بسبب عدم تواجده، صنع من هذه الشجرة مدينة كاملة متكاملة.
عندما تقترب منها ستجده و قد أقام فيها الطرق و هناك من يمشي عليها، و أيضا ستجد أنهارا صغيرة و هناك بعض القوارب الصغيرة فيها إلى جانب بعضا من الصيادين، أيضا ستجد عشاقا، و ستجد بيوتا صينية يجلس بداخلها ناس، و ستجد من يجلس لشرب الشاي، و من تحمل الورود، و من تستحم، و من يعزف بالناي، حتى الأشجار و القرود ستجد لها مكانا في تلك المدينة المنحوتة على جذع شجرة.
و إذا كنا لا نعرف عن الصين إلا بضائعها التي قد يستاء البعض منها إلا أنه لا يجد سواها نظرا لرخص ثمنها، أو تلك الأفلام التي تبهر المشاهد فتجعله في حيرة من أمره كيف لهذا الصيني أن يطير في الهواء!، فإننا نرى أنه يتوجب علينا أيضا أن نعيد النظر مرة أخرى في الصين، و في الفن الصيني، و الثقافة الصينية و في احترام الصيني لتاريخه، و في كيفية وصول الصين لما هي فيه الآن، فهل فكرت يوما أن ترى الصين من منظور آخر غير المنظور المعتاد ؟!!

الصين .. رابع اكبر اقتصاد فى العالم وثالث أكبر تاجر


الصين – كتب: أحمد بلال

صرح رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والاصلاح الصينية "ما كاى" أن إجمالى الناتج المحلى في الصين نما بمعدل 9.76 بالمئة سنويا فى المتوسط في الفترة من 1978 إلى 2006، و قال "إن معدل النمو السنوى كان أعلى بكثير من الاقتصاد العالمى، الذى بلغ حوالى 3.3 بالمئة فى المتوسط فى نفس الفترة."
و أضاف "كاي" أنه "فى اثناء هذه الفترة، عززت الصين قوتها الوطنية الشاملة ورفعت مكانتها الدولية"، مؤكدا أن "البلاد أصبحت "، حيث وصل الناتج المحلى الاجمالى الصينى في العام السابق إلى 20.94 تريليون يوان بزيادة 10.7% عن عام 2005، إلى جانب الزيادة التي طرأت على الإيرادات الحكومية في العام الماضي و التي وصلت نسبتها إلى 24.3%، حيث ارتفعت من 113.23 مليار يوان صيني إلى 3.93 تريليون يوان.
وقال ما أن "الصين بانفتاحها اكثر على العالم الخارجى، تلقت مزيدا من الاستثمار الاجنبى المباشر اكثر من أى دولة نامية اخرى لمدة 14 عاما على التوالى وبنهاية عام 2006 كان هناك 590 ألف شركة بإستثمار اجنبى فى الصين." و أضاف "يتعين علينا ان ندرك كدولة نامية كبيرة، أن الصين لاتزال تواجه عددا من الصعاب والتحديات فى التنمية الاقتصادية، تشمل زيادة القيود البيئية ومهمة إعادة الهيكلة الصناعية والفجوة المتزايدة بين المناطق الحضرية والريفية".
و كانت وزارة المالية الصينية قد قدمت مؤخرا تقريرا من 42 صفحة حول تنفيذ الميزانية المركزية و الميزانيات المحلية عام 2006 و ميزانية العام 2007 إلى الدورة السنوية للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى
أوضحت فيه أن الايرادات الاجمالية فى مشروع الميزانية المركزية والميزانيات المحلية لعام 2007 هي 4.406485 تريليون يوان, بزيادة قدرها 533.423 مليار يوان أو 13.8% في مقابل العام الماضي 2006، و أن النفقات الاجمالية فى مشروع الميزانية المركزية والميزانيات المحلية تصل الى 4.651485 تريليون يوان بزيادة 15.7%.

الصين تبتسم في استقبال "الحلم الجميل"

الصين – أحمد بلال

أطلق اتحاد المرأة لعموم الصين واللجنة المنظمة للدورة الأولمبية التي ستقام في بكين في 2008، حملة للأطفال الصينيين لاستقبال الدورة الأولمبية تحت عنوان "استقبال الدورة الأولمبية و إطلاق حلمنا الجميل"، تتضمن عدد من المسابقات و الأنشطة و منها صنع عشرات الملايين من العقد الصينية، التي تعد أحد أهم المتجات الثقافية الصينية، و التي تدل على القوة و السعادة.
حملة "إطلاق حلمنا الجميل" ليست الأولى التي تطلقها الصين استعدادا لأولمبياد بكين 2008، حيث اطلقت عدد من الحملات الأخرى، منها حملة "ابتسم" التي دعت إليها الحكومة الصينية كافة المواطنين وخاصة العاملين في الاسواق التجارية، والمطاعم، والمستشفيات، واقسام الشرطة، الى الابتسام فى مواجهة مئات الالاف من السائحين من شتى ارجاء العالم خلال الأولمبياد.
كما بدأت محطة التلفزيون المركزية الصينية "CCTV" مؤخرا فى تصوير مسلسل تلفزيونى يتكون من أربعين حلقة عن حياة البطل الأسطوري "بروس لي"، بميزانية قدرها 50 مليون يوان، حيث سيتم التصوير في مقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين، هونج كونج و الولايات المتحدة الأمريكية، و ذلك لعرضه خلال أوليمبياد بكين 2008.
و تجسيدا للشعار الأولمبي "عالم واحد .. حلم واحد"، أطلقت إدارة الإعلام والاتصالات التابعة للجنة بكين المنظمة للألعاب الأولمبية حملة عبر الموقع الرسمي لأولمبياد بكين، لاختيار 10 عائلات، خمس منها من الصين و خمس عائلات أخرى من خارج الصين، بشرط أن لا تزيد العائلة عن ثلاثة أفراد، و ذلك للقيام بجولة في الصين قبيل بدء الأولمبياد، لمشاهدة التحضيرات النهائية للألعاب الأولمبية، و الاطلاع على الثقافة الصينية.
و قد أصدرت الحكومة الصينية قرارا يقضي بمنع التدخين فى المطاعم الكبيرة والمتوسطة بمواقع المناظر المشهورة وحدائق التراث الثقافى والمطاعم التى اتفقت مع أولمبياد بكين 2008 والمطاعم فى قاعات الألعاب الأولمبية وقرى اللاعبين فى بكين، أما تلك المطاعم التى لا تستطيع منع التدخين نهائيا, فإنه يتوجب عليها أن تضمن وجود 75% من مساحتها منطقة خالية من التدخين، و أن يكون التدخين داخل غرف معزولة.

القبض على مدون صيني لنشره قصصا إباحية

نشر في جريدة الأهالي
الصين – أحمد بلال

في سابقة هي الأولى من نوعها في الصين، ألقت شرطة بكين القبض على مدون صيني بتهمة نشره قصصا إباحية على مدونته، و أعلنت أن المدون الذي يدعى "لي"، و الذي يعمل سائقا في إحدى الشركات الخاصة نشر حوالي 100 قصة إباحية على مدونتة في خلال الفترة من أغسطس إلى مارس الماضيين.
و قد أكد المتحدث باسم مكتب الأمن العام في بكين، و الذي رفض ذكر اسم المدون كاملا، أن عدد الذين تصفحوا الفصص الإباحية على المدونة وصل إلى حوالي 100000 متصفح قبل أن تتلقى شرطة بكين العديد من الشكاوى في حق المدونة في إبريل الماضي.
موقع "ضوء القمر الخافت" و هو الموقع الذي سجل عليه المدون الصيني الذي ألقي القبض عليه مدونته، كان قد وعد المدونين الذين يسجلون مدوناتهم عليه بأن يدفع لهم نسبة من دخل الدعاية الذي يحصل عليه إذا نجحت مدوناتهم في جذب عدد كبير من القراء، الأمر الذي قد يكون سببا لنشر المدون الصيني لتلك القصص الإباحية لجذب أكبر عدد من القراء للحصول على دخل مادي من الموقع.
و كانت الحكومة الصينية قد أصدرت في الشهر الماضي حملة لحظر نشر المواد الإباحية على شبكة الإنترنت، في خطوة لتنظيف شبكة الإنترنت و المحمول الصينية، حيث أغلقت الشرطة الصينية حوالي 1450 موقع إليكتروني، و مسحت أكثر من 300000 رسالة إباحية.
و قد حظرت الصين إرسال الصور أو الرسائل النصية الإباحية بواسطة التليفونات المحمولة، كما أعلنت الحكومة الصينية أن كل من سيتم القبض عليه و هو يتبادل تلك الرسائل سيتم تغريمه 3000 يوان، أي ما يعادل 385 دولار، بالإضافة إلى حبسه أسبوعين.

بعد 64 عاما .. الرصاصة لا تزال في رأسي!!

نشر في جريدة الأهالي
بكين – أحمد بلال

بعد 64 عاما من إصابتها برصاصة أطلقها أحد الجنود اليابانيين عليها أثناء الغزو الياباني للصين في الحرب العالمية الثانية، نجح أطباء صينيون في إزالة الرصاصة اليابانية من رأس المواطنة الصينية "جين قوانغ يينغ" من مقاطعة جيانغسو بشرق الصين، و التي تبلغ من العمر 77 عاما.
و قد أصيبت "جين قوانغ" بالرصاصة في عام 1943 حينما هاجمت القوات اليابانية مدينة شينيي التي كانت تتركز فيها المقاومة الصينية، بينما كانت تقدم طعاما لوالدها الذي كان أحد رجال المقاومة الصينية و رفاقه في المقاومه، و كان عمرها وقتذاك 13 عاما، و بعد إصابتها بالرصاصة في رأسها سقطت على الأرض مغشيا عليها، فكانت من القلائل الذين نجوا من هذه المعركة.
بعد انتهاء المعركة نقلتها أمها إلى المنزل و عالجت جرحها بالأعشاب إلا أنها لم تتخيل أن الرصاصة لا تزال موجودة في رأس "جين"، الأمر الذي جعل "جين" تعاني من صداعا شبه دائم طوال 64 عاما، و قد قالت "وانغ تشنغ بينغ" ابنة "جين" لوكالة الأنباء الرسمية الصينية "عندما كانت تعانى من صداع كانت تتفوه بكلمات فى بعض الاحيان لا نستطيع ان نفهمها وتخرج رغاوى من فمها وفى بعض الاحيان كانت تضرب راسها بقبضتها".
و أضافت "وانغ" لوكالة الأنباء الصينية "الموقف يزداد سوءا حيث أن الصداع كان يهاجمها بصورة اكثر انتظاما وقيل لنا أن والدتى قد تكون تعانى من ورم سرطانى، إلا أنه و بعد إجراء الفحوصات اللازمة تأكد الأطباء من عدم وجود أي أورام سرطانية في رأس "جين"، إلا أنهم أيضا اكتشفوا وجود رصاصة مستقرة في الرأس.
و بعد عملية جراحية استغرقت 4 ساعات كاملة، نجح الأطباء في مستشفى "رينتسي" الصينية، في استخراج رصاصة صدئة طولها 3 سنتيمترات من رأس "جين"، و في تصريحات لوكالة الأنباء الصينية قال "تشو هونغ" رئيس الجراحين فى المستشفى "كانت معجزة، العملية لم تكن صعبة ولكن لا يمكن تصديق أن السيدة جين كانت قادرة على الحياة كل هذه المدة برصاصة فى رأسها"، و أضاف "تشو" أن "الرصاصة دخلت الى رأس جين فوق الأذن اليمنى تماما، و إنها حقيقة كانت محظوظة، فلو كانت الرصاصة قد سارت الى مكان اعمق لكانت قد ماتت منذ 64 عاما مضت ".
و قد تكفلت الحكومة الصينية بتكاليف إجراء العملية بعد أن تأكدت أن الرصاصة التي في رأس "جين" ما هي إلا "قطعة من ميراث الغزو الياباني للصين" على حد وصف "وانغ" التي تتشاور حاليا مع عدد من المحامين لرفع دعوى قضائية على الحكومة اليابانية تطالبها فيها بالتعويض و الاعتذار العام، و قالت "وانغ" "إن الرصاصة قد أخذت ولكن الالم والضرر الذى استمر مع امى بسب ذلك لا يمكن أن يزول".

في احتفاله بيوم الشباب الصيني .. "جين تاو" يشيد بإسهام الشباب في الثورة الاشتراكية


الصين – أحمد بلال

أشاد الرئيس الصيني "هو جين تاو" بـ"الاسهام العظيم الذي قدمه الشباب جيلا بعد جيل فى الثورة الإشتراكية، والبناء، والاصلاح، ومن بينها الانجازات البارزة التي حققها العمال المثاليون الشباب"، جاء ذلك في الخطاب الذي وجهه "جين تاو" يوم الجمعة الماضي 4 مايو، لمجموعة من العمال المثاليين الشباب، بمناسبة يوم الشباب الصيني، و الذي يوافق الذكرى الـ 88 لحركة الرابع من مايو في الصين، و الـ 85 لتأسيس عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية.
"جين تاو" الذي ترأس اللجنة المركزية لعصبة الشبيبة الشيوعية الصينية في الفترة من 1984 : 1985، أكد في خطابه أن الصين "في حاجة إلى الشباب لتحمل مسئوليات بناء مجتمع الرخاء المعتدل بطريقة شاملة"، و أضاف أنه يتوقع من الشباب أن يضعوا في أذهانهم "الثقة بالحزب الشيوعي الصيني والشعب" و أن يتحلوا بـ"بعد النظر، وقوة الإرادة، والمعرفة، والعمل الجاد".
و قد بدأ الاحتفال ييوم الشباب الصيني في عام 1949 للاحتفال بذكرى حركة الرابع من مايو عام 1919، حيث اندلعت مظاهرات طلابية ضخمة احتجاجا على معاهدة فرساي التي تم التوقيع عليها في أعقاب الحرب العالمية الأولى، و التي تنازلت بموجبها ألمانيا المهزومة في الحرب عن أراض صينية لليابان، و بدأت الأفكار الماركسية - اللينينية تنتشر بين قيادات الحركة الطلابية الصينية في أعقاب الحركة، ليتم الإعلان بعدها عن الحزب الشيوعي الصيني في 1921، و لهذا يرى العديد من الصينيين في حركة الرابع من مايو، الحركة التي بنت الصين الحديثة.
و في الرابع من مايو 1922 تم تأسيس عصبة الشبيبة الشيوعية الصينية، كمنظمة جماهيرية للشباب التقدميين في الصين تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، و عن مهمة العصبة في المرحلة الحالية فهي "توحيد وقيادة الشباب الغفيرين باتخاذ البناء الاقتصادي كنواة، ليصبحوا خلفا ذوي مثل واخلاق وثقافة وانضباط في أثناء الممارسات العظيمة لبناء الإشتراكية الصينية الخصائص".
و أكدت دراسة صادرة عن اللجنة المركزية لعصبة الشباب الشيوعي الصيني تم الإعلان عنها في الرابع من مايو الماضي، أن عدد أعضاء المنظمة بلغ في نهاية العام الماضي 73.496 مليون شاب صيني، و أن نصفهم من الطلاب.

بعد أن حل محل بشارة في الكنيست .. هجوم شرس على نفاع في خطابه الأول في الكنيست

نشر في جريدة الأهالي
كتب: أحمد بلال

"من المتبع أن لا يقاطع عضو الكنيست الجديد في خطابه الأول احتراما .. ولكني لا أطلب احتراما ممن لا يعرفون معنى الاحترام"، هكذا رد النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي سعيد نفاع على الهجوم الشرس و المقاطعة التي قام بها أعضاء الكنيست الصهاينة من بينهم رئيسة الكنيست، أثناء إلقائه خطابه الأول في الكنيست.
سعيد نفاع الذي حل محل الدكتور عزمي بشارة في الكنيست حيث كان المرشح الرابع في قائمة التجمع الوطني، استكمل حديثه رغم الغوغائية التي قوبل بها قائلا "ملأ قلبي القرار أن أكافح ضد قاطع فروع معيشتي، الذي أخذ من والدي الفلاح البسيط مصدر افتخاره ليربينا بشرف، ومع الأيام وبوصولي جيل الـ17 استدعيت للخدمة العسكرية، وانتصب في وجهي السؤال كيف منع أبي من دخول أرضنا في "مغر الدروز" في الحولة بسبب الخطر الأمني على أمن الدولة، وعلي أنا أن أبدأ تدريباتي في نفس الأرض؟! هذه الأسئلة وأسئلة كثيرة أخرى أوصلتني إلى هنا في حين أن هذا لم يكن حلم حياتي!".
و سخر نفاع من الاتهامات الموجهة للدكتور بشارة قائلا "الشاباك صاحب مهمة الدفاع عن الشعب والدولة، يتصنت على عضو الكنيست بشارة أثناء اتصاله بعميل أجنبي وإعطائه المعلومات المساعدة له في حربه مع إسرائيل، وينتظر الشاباك 33 يوما، ويعطيه إمكانية الاستمرار في المساعدة! رغم قدرته المخولة له في قانون حصانة أعضاء الكنيست أن يمنعه ولا يفعل ذلك، عندها أتذكر مثلنا العربي: "مجنون يحكي وعاقل يسمع".
و انتقد نفاع الموقف الإسرائيلي من مبادرة السلام العربية قائلا "إن مبادرة سلام عربية شاملة لاعتراف متبادل وسلام دائم، كفرصة تاريخية تطرق أبواب إسرائيل دون أن يكلف أحد نفسه بفتح الباب، بل على العكس يضاف إليه قفل فوق قفل".
يذكر أن المحامي سعيد نفاع هو عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي، و رئيس "ميثاق المعروفيين الأحرار" الذي يعمل على تعزيز الانتماء القومي للعرب الدروز و يحث الشباب الدروز على رفض الخدمة العسكرية المفروضة عليهم، كما عوقب نفاع بالسجن و من بعده أبنائه الأربعة بسبب رفضهم آداء الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي.

سونج شيويان حاكمة مقاطعة كينجهاي في الصين : لا أشعر بأي صعوبة في ممارسة عملي



الصين – أحمد بلال
في مقابلة مع جريدة "الصين اليومية" أكدت "سونج شيويان" حاكمة مقاطعة كينجهاي في شمال غرب الصين، أنها تحس بسهولة شديدة في ممارسة عملها كحاكمة لمقاطعة في بلد أكثر ما يعرف عنه هو الضخامة السكانية، و قالت "سونج" "لم أشعر مطلقا بأي صعوبة و أنا أمارس عملي"، و أضافت "معظم زملائي في العمل رجال و لكنهم جميعا يدعمونني، العمل سويا مع زملاء كثيرين من الرجال ليس سيئا على الإطلاق .. في الواقع، لقد دعموني و أيدوني أكثر مما كنت أتوقع".
و عما إذا كان يوجد أي اختلاف بينها و بين الحكام الآخرين من الرجال قالت "سونج" "لا، أنا أعمل مثل الحكام الرجال، أخدم الشعب"، و أضافت "الآن يوجد هناك قيادات من النساء الذين اعتبروا كثيرا أنهم جنس ضعيف و الآن يظهرون انهم أقوياء، و أصحاب فكر متحرر في وقت الشدة".
و أجابت "سونج" على سؤال حول كيفية كيف توفيقها بين دورها كحاكمة مقاطعة و كزوجة و كأم و قالت "فعلا، كل شخص عليه أن يجد وسيلة جيدة للموازنة بين العمل و المنزل، و أقول مرة أخرى أن الأمر متشابها مع الحاكم الرجل أو الحاكمة السيدة .. تقارير الإعلام المحلية تقول أن جيران سونج كثيرا ما يرونها تحمل سلة التسوق و تذهب لتشتري الخضار".
و كانت "سونج شيويان" البالغة من العمر 51 عاما قد انتخبت في 22 يناير من العام الماضي، حاكمة لولاية كينجهاي، التي تزيد مساحتها عن ضعف مساحة ألمانيا، و "سونج" هي المرأة الثالثة التي تشغل موقع حاكم مقاطعة منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، حيث خدمت "جو شيوليان" كحاكمة لمقاطعة جيانج سو في شرق الصين في الفترة من 1982 إلى 1989، و كانت "أويونكيمج" رئيسة منطقة منغوليا في الفترة من 2001 إلى 2003.

رئيس الموساد : فشل أي مفاوضات مع سوريا قد يؤدي لحرب كبيرة


ترجمة: أحمد بلال

نقلت صحيفة هاآرتس الصهيونية عن رئيس الموساد "مائير دجان" تصريحات مثيرة الإثنين، حيث أكد رئيس الموساد أن "من يعتقد أن الحوار مع سوريا سيقطع علاقتها بحزب الله هو مخطئ، و لكنني أرى أن الرئيس السوري بشار الأسد سيزيل أي وجود حماس و الجهاد الإسلامي في دمشق و سيوقف دعمه لهم"، و أضاف "مائير دجان" أن "إذا دخلنا في مفاوضات مع الأسد و فشلت، فإن خطر حرب كبيرة سيكون أكبر من حالة عدم وجود مفاوضات من الأساس".
كما تحدث "دجان" عن وجهة نظره في الموقف السوري مؤكدا أن "القرار على تجديد المفاوضات مع سوريا لا يجب أن يكون في نطاق عمل المستوى السياسي"!!، و تعقيبا على ذلك ذكرت صحيفة هاآرتس أن الذين استمعوا إلى "دجان" أشاروا إلى أن "الموقف الذي قدمه في القضية كان غير واضحا و أنه أيضا كان يبدو مناقضا لنفسه".
و رغم إعلانه عن عدم إيمانه بالتعامل السياسي مع سوريا قال "دجان"، الذي يعتبر أحد أهم الشخصيات المسيطرة على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أن الإعلان بوضوح عن معارضته للمسيرة السياسية مع سوريا من الممكن أن يتسبب في أزمة، و أضاف "أنا لست سياسي، أنا رجل مخابرات و ليس من وظيفتي أن أقول إذا كان يجب أو لا يجب الدخول في مفاوضات سلام مع سوريا، هذه وظيفة و قرار رئيس الحكومة و المستوى السياسي، وظيفتي هي تقديم التقديرات و التقارير عن الخطر".
و ذكرت صحيفة هاآرتس تعقيبا على آراء رئيس الموساد أن "تجديد مسيرة السلام مع سوريا هي أحد القضايا الموجودة بالفعل في قلب محادثات المخابرات و الأجهزة الأمنية و السياسية، ففي جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" و في وزارة الخارجية و مجلس الأمن القومي يقولون أن إشارات السلام التي يبعث بها الأسد جادة، أما في الموساد، فإن الانطباع مختلف"، و كان "دجان" قد أعرب في الشهور الأخيرة عن شكه في استعدادات سوريا للدخول في مفاوضات.
و أضافت هاآرتس "يوجد اتفاق بشكل عام في المخابرات الإسرائيلية أن التقوية الأخيرة للجيش السوري تمت بشكل دفاعي و ليس هجومي و صممت لصد أي هجوم إسرائيلي، أما من الناحية السياسية فيقول رئيس وحدة الأبحاث في المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" "يوسي بيدتس"، و رئيس مجلس الأمن القومي "إيلان مزراحي"، و أيضا قيادات في وزارة الخارجية "نداء الأسد لمفاوضات سلام صحيح".
و كان وزير الدفاع الصهيوني عامير بيرتس قد قال الأحد في مقابلة مع القناة العاشرة الإسرائيلية "لو أنني رئيس وزراء إسرائيل، و رئيس سوريا يقول، تعالى نتقابل غدا من أجل بدء المحادثات، لن أتردد في لقائه لأسمع منه، فالقضية ليست فقط هضبة الجولان، و يجب أيضا أن نسأل أين ستكون سوريا من المتشددين، هل ستقطع علاقاتها مع إيران، هل ستوقف دعمها لحماس، و دعمها المسلح لحزب الله"!.

احتجاجا على "الأجواء العنصرية .. مؤرخ إسرائيلي يقرر مغادرة إسرائيل

نشر في جريدة الأهالي"
كتب: أحمد بلال

صرح المؤرخ الإسرائيلي "إيلان بابه" أنه قرر مغادرة "إسرائيل" الشهر المقبل و الإقامة في بريطانيا احتجاجا على الأجواء العنصرية داخل "إسرائيل" متهما "المجتمع الإسرائيلي" بأنه "عنصري و انعزالي و عاجز عن فهم تاريخه و عن الاعتراف بجرائمه و أنه يصعب التأثير عليه من الداخل، و قال "بابه" "على المؤرخ والمثقف أن يكون قادرا على إدارة حوار مع مجتمعه، ويبدو لي أنه بعد الحرب الثانية على لبنان بل قبل ذلك فقد أشخاص أمثالي ما هو مشترك مع السواد الأعظم من المجتمع اليهودي الإسرائيلي".
"إيلان بابه" الذي كتب مؤخرا كتابا بعنوان "التطهير العرقي في فلسطين"، كان قد فجر مؤخرا في محاضرة له في الولايات المتحدة عن الصهيونية, قنبلة من العيار الثقيل حين تحدث عن "التطهير العرقي" الذي قامت به العصابات الصهيونية في فلسطين منذ عام 1948، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة ضده في إسرائيل و خاصة بعد ان نشرت القناة السابعة الإسرائيلية مقتطفات من المحاضرة.
و قد تحدث د. إيلان الذي يعمل أستاذا للتاريخ و العلوم السياسية بجامعة حيفا عن عملية التطهير العرقي التي إنتهجتها العصابات الصهيونية لإقامة دولتهم المنشودة على أرض فلسطين قائلا "القيادة الصهيونية طردت المواطنين العرب بشكل منظم, بن جوريون هو الذي فكر و خطط لعملية التطهير العرقي ضد للعرب في 1948, و يتضح ذلك من الملاحظة التي كتبها في الخمسينات و تقول "يوجد عرب أكثر من اللازم في الجليل"".
و عن عنصرية الصهيونية أكد د. إيلون في محاضرته أنه "في اللحظة التي أعلنت فيها فلسطين أرضا مخصصة لليهود بدأت الصهيونية كمشروع إستعماري مستمر حتى اليوم, و لو أنكم سألتم أي يهودي في إسرائيل سيقول أن العائق أمام حياة أفضل هو وجود الفلسطينيين, 80 % من أعضاء الكنيست يشاركونهم أفكارهم, على حد قولهم فإنه طالما أن هناك فلسطينيين في فلسطين, فلا يوجد هناك مكانا آمنا للصهيونية كحركة قومية".
و تحدث د. إيلان عن الفكر الصهيوني القائم على طرد شعب بأكمله من أرضه قائلا "الصهيونية بغيضة فكريا و أخلاقيا, مع بداية الهجرة إلى فلسطين القيادة الصهيونية لم تكن تعلم كيف سيتم طرد الفلسطينيين, و لكن بعد ذلك تبلورت الكلمات بواسطة بن جوريون إلى خطة عملية لتطهير فلسطين عرقيا, و طرد المواطنيين الأصليين من الأرض" و أضاف د. إيلان "سياسات إسرائيل منظمة لعمل فلسطين بلا فلسطينيين, و هي مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية, و تستمر إسرائيل في سياسات التطهير العرقي و طرد الفلسطينيين بدون أن تقابل بأي إدانة على أفعالها".
كما أكد أن "11 زعيما صهيونيا إلتقوا في 10 مارس 1948 بعد الإعلان عن إنتهاء الحماية البريطانية و قرروا بدم بارد تنفيذ تطهير عرقي في فلسطين لإقامة دولة لليهود, كان هناك في فلسطين مليون عربي طرد 800 ألف منهم بشكل مماثل لعملية التطهير العرقي التي مورست في يوغوسلافيا".
كما أكد "بابه" أن "القيادة الصهيونية قامت بجرائم ضد الإنسانية, هؤلاء القيادات مجرمون, حيث كانوا يعلمون جيدا ماذا كانوا يفعلون, و كانوا يعلمون أنهم سيقومون بأعمال قتل لآلاف الفلسطينيين, و العالم كله يتجاهل هذه الجرائم ضد الإنسانية حتى اليوم".
"القيادة الصهيونية عززت المهاجرين الذين أتوا إلى فلسطين بكل متطلبات الحياة, في حين تصور الفلسطينيين على أنهم قنابل بشرية و تهديد بشري, يقولون لكل من سيكون على مقربة من الفلسطينيين أن يفعلوا معهم كل شئ, حتى تلك الأشياء التي التي فعلها الألمان ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية .. الأيديولوجية الصهيونية بغيضة, يجب أن نقول ذلك طالما أن رد الفعل العربي سيكون ناقما على التطهير العرقي, و مهم جدا أن نرسل رسالة إلى إسرائيل مفادها : طالما ستستمرون في دولتكم, فلن يكون لكم مكانا بين الدول المتحضرة".

قيادي بالحزب الشيوعي الصيني يطالب بإصلاح النظام الثقافي

الصين – أحمد بلال
طالب عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية بالحزب الشيوعي الصيني "لي تشانغ تشون"، بتعميق إصلاح النظام الثقافي الصيني في كلمة له ألقاها السبت الماضي 19 مايو، خلال الدورة الثالثة لمعرض صناعة الثقافة الدولية للصين، و التي افتتحت أعمالها يوم الخميس الماضي بمشاركة أكثر من 1600 شركة صينية واجنبية، و قال لي أن "المعرض عليه ان يصبح منبرا لاختبار وتعزيز صناعتنا الثقافية، وكذلك تعزيز الثقافة الصينية والارتقاء بالتبادل الثقافي مع الدول الاجنبية"، و أضاف "علينا ان نخلق أصنافا ثقافية إضافية لها حق ملكية".
كما دعا "لى" إلي بذل المزيد من الجهود لتطوير الخدمات الثقافية العامة و بناء المزيد من البنية التحتية الثقافية، وتوسيع شبكة الخدمات الثقافية، وتوفير المزيد من المنتجات الثقافية للجماهير، و قال " يتعين علينا الاستجابة لشهية الجماهير للثقافة ليس بالتليفزيون وحده، وإنما أيضا من خلال الراديو والقراءة والمكتبات والمتاحف ودخول السينما والمشاركة في الانشطة الثقافية العامة".
و أضاف "لي" أنه "يتعين إدراج عملية بناء خدمات ثقافية عامة في خطة التنمية الاجتماعية والإقتصادية الإقليمية، وأن تضمنها الاستثمارات الحكومية"، و أكد على ضرورة منح معاملة تفضيلية للمناطق الريفية، و الوسطى والغربية فى الصين عند اعداد خطط برامج الخدمات الثقافية العامة الرئيسية،
من ناحية أخرى طالبت "تشن تشى لى" عضو مجلس الدولة الصينى في كلمتها في حفل افتتاح "الاسبوع العلمى الوطنى الصينى السادس" السبت الماضي، و الذي يعقد تحت عنوان "توحيد الجهود من أجل بناء دولة ذات توجه ابداعى"، طالبت بزيادة الجهود الرامية لإيجاد بيئة مناسبة للابداع، و طالبت بإقامة المزيد من الانشطة المتعلقة بالعلم المبسط حتى يمكن للمواطنين الصينيين العاديين مساندة الابداع، و أكدت تشن على ضرورة مساندة "روح العلم التى هى قوة دافعة قوية من أجل بناء دولة ذات توجه ابداعى".

مسلمون تحت الحكم الشيوعي!!





































نشر في موقع بص و طل








الصين – أحمد بلال









وضع الإسلام و المسلمين في دولة يحكمها حزب شيوعي قد يكون مثارا للكثير من الأحاديث و التنظيرات و الأصوات التي تلقي الاتهامات و الأخرى التي تدافع و تنفي تلك الاتهامات، و هكذا يدور الحديث عن وضع المسلمون في الصين، الدولة التي يحكمها الحزب الشيوعي منذ عام 1949، الأمر الذي جعلنا نحاول أن نرى وضع المسلمين هنا في الصين الشيوعية عن قرب، بعيدا عن كل تلك الآراء، لننقلها لكم.
توجهت إلى المسجد قبل صلاة الجمعة بحوالي ساعة، و هناك اكتشفت خطأ ما اعتقدت، حيث اعتقدت واهما أن المسجد لن يكون إلا "زاوية" صغيرة قديمة مفروشة بالحصير، و عندما نزلت من السيارة أمام المسجد فوجئت بمبنة ضخم تصعد إليه بعدد من السلالم، واجهته الأمامية بها ثلاثة أبواب، و رسم عليه من أعلى بطوب أسود ثلاثة قباب تعلو الأبواب الثلاثة، كتب على اليمنى "الله جل جلاله"، و اليسرى "محمد رسول الله"، و في المنتصف كانت القبة الكبيرة يعتليها هلال من المعدن يعكس أشعة الشمس، و كتب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
المسجد الذي تمت إقامته على مساحة شاسعة تم فرشه بالكامل بالسجاد الأخضر، و امتلأ بالمكتبات الصغيرة التي تحتوي على القرآن باللغة العربية و الصينية، و بعض الكتب عن الدين الإسلامي بالصينية، بالإضافة إلى مجلة صينية إسلامية باسم "العصر"، و هو الاسم المكتوب على المجلة باللغتين العربية و الصينية، و على حائط المسجد علقت في بعض الأماكن ساعات لتحديد مواعيد الصلاة بالعربية و إحداها باللغة الفارسية، و في أحد الأركان وضع صندوق معدني صغير كتب عليه باللون الأحمر بالعربية و الصينية "صندوق الصدقة"، كما تم تعليق على أحد الجدران لوحة كبيرة توضح رسما تخيليل للمنظر النهائي الذي يهدف المسلمون في المقاطعة أن يكون المسجد عليه، كما تم تعليق العديد من اللوحات و البراويز التي تحمل آيات قرآنية أو لفظ الجلالة على حوائط المسجد، و خارج المسجد تم فرش أعداد كبيرة من الحصير حتى تستوعب العدد الكبير من المسلمين الذين سيملأون المكان للصلاة بعد قليل.
قبل خطبة الجمعة، ستجد العديد من الشباب الصيني المسلم يجلس في المسجد في حلقات صغيرة للحديث فيما بينهم، و منهم من جلس ليقرأ في المصحف، و منهم من يقرأ عن الإسلام باللغة الصينية، و منهم من وقف ليصلي ركعتين، و ذلك بالإضافة إلى مسلمين من دول مختلفة حضروا جميعا للصلاة في هذا المسجد و بالطبع كان من بينهم الكثير من العرب.
و عندما حان وقت الصلاة، أذن أحد الأشخاص العراقيين، بعدها وقف الخطيب الصيني مرتديا جلبابا و عمامة بيضاء، و بدأ في خطبة استمرت حوالي 20 دقيقة، و بالطبع لم أفهم منها أي شيء سوى بعض الآيات القرآنية التي قالها باللغة العربية، و بعد الخطبة، أعلن نفس الشخص العراقي عن افتتاح مصلى جديد للمسلمين في المدينة، مؤكدا أن الصلاة ستقام فيه ابتداء من اليوم و سيتم فيه إقامة كل الصلوات ما عدا الجمعة حيث ستقام في هذا المسجد الكبير حتى يتجمع المسلمون، بعدها صعد على المنبر خطيب صيني آخر و بدأ خطبة أخرى باللغة العربية استمرت حوالي 10 دقائق.
و بعد الصلاة، بدأت أشعر بالعدد الضخم من المصلين الذين تجمعوا في المسجد، حيث لم أستطع الخروج من المسجد بسهولة، و عندما خرجت فوجئت باصطفاف عدد من الشباب خارج البوابة الخارجية للساحة المحيطة بالمسجد، أحدهم يوزع عليك إعلانات عن معهد لتعلم اللغة الصينية، و الآخر إعلان عن مطعم إسلامي، و هذا إعلان عن فنادق بقنوات فضائية عربية، و ذلك إعلان عن سيارات للتوصيل إلى المطارات، بالإضافة إلى عدد من الرجال يمسكون قماشة مفتوحة بين كل اثنين منهم لجمع المال للمسجد و هم يرددون بالعربية "صدقة جارية"!!.
دخل الإسلام الصين منذ حوالي 1300 سنة، و هو يتركز أكثر بين أبناء 10 قوميات صينية هم قومية هوي، الويغور، القازاق، القرغيز، التتار، الأوزبيك، الطاجيك، دونغشيانغ، سالار و باوآن، ويبلغ عدد المسلمين في الصين حوالي عشرين مليون نسمة، كما يوجد في الصين أكثر من خمسة وثلاثين ألف مسجد بعضها تجاوز عمره الألف عام مثل مسجد هوايشينغ بمدينة قوتنغتشو ومسجد تشينغجينغ بمدينة تشيوانتشو ومسجد الكركي بمدينة يانغتشو ومسجد العنقاء بمدينة هانغتشو.
في عام 1955 أسست الحكومة الشيوعية في الصين المعهد الإسلامي الصيني، أكبر المعاهد الإسلامية المتخصصة في الصين، كما أسست الجمعية الإسلامية الصينية كمنظمة تجمع تحت لوائها المسلمين الصينيين، تنظم مسابقة تلاوة القرآن الكريم و رحلات للحج و غيرهما.
المسلمون هنا في الصين كغيرهم من الصينيين من معتنقي الديانات الأخرى أو حتى هؤلاء الذين لا يؤمنون بأي ديانة، كلهم يتجمعون تحت العلم الصيني و الهوية الصينية و يعملون سويا لخدمة الشعب الصيني، فالنواب المسلمون متواجدون في جميع المؤتمرات السياسية الاستشارية ولجان نواب الشعب التي تشتمل على المجلس الوطني للمؤتمر السياسي الاستشاري للشعب الصيني والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، حيث يعمل الجميع لخدمة الإنسان الصيني، ترى هل يمكننا أن نطبق مثل هذا النموذج و نعمل جميعا لخدمة الإنسان العربي ؟!!.

مطعم يستخدم حمار حقيقي للترويج لمأكولاته

نشر في جريدة الأهالي
الصين – أحمد بلال
في محاولة للتأكيد للزبائن أنه يقدم فطائر محشوة بالفعل بلحم الحمار، و ليس من اللحم الذي ظهر في أسواق بكين مؤخرا و الذي يتم الترويج له على أنه لحم حمير و هو ليس كذلك، أقدم أحد المطاعم في العاصمة الصينية بكين على ربط حمارا حقيقيا أمام بابه، و علق إعلانا أكد فيه أن اللحوم المستخدمة في الفطائر هي لحوم حمير مثل ذلك الحمار المربوط على الباب!!.
الفكرة التي أكد صاحب المطعم أنها "رائعة" نصحه بها أحد العاملين في أحد مطاعم فطائر لحم الحمير القريبة، و الذي رأى أن هذه هي الفكرة الأفضل للتأكيد للزبائن على أن اللحم المستخدم في الفطائر هو لحم حمير، السكان المحليون قالوا أنه من الطبيعي أن يعرض كل محل منتجاته إلا أنهم رأوا أنه من غير الملائم أن يتم ربط الحمار في الشارع هكذا حيث يتسبب في روائح كريهة، و المعروف أن فطائر لحم الحمير من أشهر الوجبات الخفيفة في الصين.

نهر "يي وو" .. الماء و الخضرة و الوجه الحسن





















نشر في موقع عشرينات







الصين – أحمد بلال

إذا كنا في مصر نؤمن بأن من يشرب من نهر النيل حتما سيعود إليه مرة أخرى، فإنني الآن أؤمن تماما أن من يرى نهر "يي وو" في الصين، حتما سيعود إليه مرة أخرى، فالنهر و كأنه لوحة طبيعية رسمها أحد أكثر الفنانين عبقرية، فيها نهر طويل و متعرج في بعض الأماكن، في الخلفية بعض الجبال التي تغوص قمتها في السحاب، و ينسدل عليها اللون الأخضر و كأنه عباءة من الحرير، و يحيطه من الجانبين كورنيش كبير.
و إذا كان منظر النهر ساحرا، فإن الكورنيش لا يقل سحرا عنه، حيث يمتد بعرض يتجاوز الـ 500 مترا، و هو عبارة عن مساحات خضراء شاسعة، ترتفع فيها الأشجار بشكل متناسق و متناغم، بالإضافة إلى أحواض كبيرة من الزهور، زرعت بعناية بالغة فتجد ألوانها متناسقة و كأنها هي أيضا لوحة مرسومة.
و بين كل تلك المساحات الخضراء الشاسعة تجد طرقات متعرجة جميلة، تتحرك صعودا و هبوطا، الأمر الذي يجعلك تحس و كأنك تمشي في مكان لم يطأه بشر قبلك, و أيضا جدول صغير يمتد متعرجا و أقيمت عليه أكثر من قنطرة صغيرة، أما الإضاءة في تلك الحديقة التي تحيط النهر، فقد وضعت بشكل فني جميل، فتجد ألوانها متناسبة تماما مع ألوان الورود أو الأشجار أو حتى مياه النهر.
الساعة الخامسة، هي اللحظة الفارقة في حياة النهر اليومية، ففي هذه الساعة ينهي الصينيون عملهم الذي لا يتعدى عن ثمانية ساعات، بعدها يبدأ الصينيون في ممارسة حقهم في الراحة و الاستمتاع بالحياة و بجمال الطبيعة، فتجدهم يتجهون إلى النهر كل منهم يمارس هوايته.
ستجد من يأتي إلى هنا ليقرأ، و من يأتي ليلعب بدراجته، و من يماريون رياضة المشي أو الجري، و هناك أيضا من يختلي بنفسه في مكان أكثر هدوءا من الآخرين ليصطاد السمك من النهر، بالإضافة إلى مجموعات تمارس الرقص على نغمات الموسيقى، و لما كانت الرومانسية كلمة قليلة على وصف مثل هذا الجو و هذا المكان فمن الطبيعي جدا أن يكون نهر "يي وو" بالحدائق المحيطة به قبلة للعشاق.
و برغم الجمال الذي يعجز القلم عن وصفه، إلا أن أهم ما يلفت نظرك كمصري في نهر "يي وو" و الحدائق المحيطة به، و التي يقابلها في مصر مجرد مترين من البلاط يسموا كورنيش، أنه لا يوجد هذا الشخص الذي يحمل عدد من الورود الحمراء الذابلة، و الذي يتهجم عليك و انت في أجمل لحظاتك سعادة طالبا منك بإلحاح غبي و طريقة مستفزة شراء وردة او اثنتين منه، أيضا لا يوجد هناك عدد من البلطجية الذين استولوا تحت سمع و بصر النظام على الكورنيش و وضعوا كراسي متهالكة، ليأخذوا إتاوة على كل من يريد الوقوف على الكورنيش بدعوى أنه يجب شراء مشروب، لا يوجد هنا الكثير و الكثير من تلك الأشياء، كل ما يوجد هنا هو الطبيعة التي يتسيد فيها اللون الأخضر و الأزرق الموقف، فهل نرى في بلادنا مثل تلك الأشياء ؟!

مطار دبي .. ريش نعام

نشر في عشرينات
دبي – أحمد بلال
عندما أصدر الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم قرارا في عام 1959 يقضي بالبدء في أعمال تصميم مطار مدني، لم يكن يتوقع أن هذا المطار سيتحول في يوم من الأيام من مجرد مهبط لعدد قليل من الطائرات و يعمل عدد محدود من الساعات في اليوم إلى أفضل مطار في الشرق الأوسط.
وصلته على طيران الإماراتية في الساعة السابعة بتوقيت دبي في 3 مايو الماضي، و برغم علمي باختيار مطار دبي هذا العام ليكون المطار الأفضل في الشرق الأوسط، و ذلك من خلال الاستفتاء الذي أجرته مجلة "بيزنس ترافلز" إلا أنني لم أكن أتوقع أن يكون المطار بهذه الفخامة، و القدرة الهائلة على المزج بين التراث و الحضارة الحديثة.
و لعل أول ما يلفت نظرك في المطار أن الغالبية العظمى من عماله و العاملين فيه هم من الأجانب و خاصة من منطقة جنوب شرق آسيا، الأمر الذي يجعل المسافر إلى مطار دبي يجب أن يكون على دراية جيدة باللغة الإنجليزية حتى يستطيع العمل بسهولة مع الكثيرين في المطار مثل موظف الصرافة و العاملين بالسوق الحرة و الوحدة الصحية و الفندق، إلخ .. إلخ!!.
الحكومة الإماراتية جمعت كل الخدمات في المطار في مبنى الشيخ زايد المقام على مساحة تزيد عن 5000 متر مربع، بمجرد هبوط طائرتك و خروجك من صالة القادمين تجد نفسك في هذه المدينة الضخمة و تشعر من الوهلة الأولى أنك في أكثر دول العالم تقدما و تطورا، و في نفس الوقت لن تحس بالغربة بقدر ما ستحس بالسعادة من أن مصممي المطار و برغم استخدامهم آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في كل شيء في تصميم المطار، إلا أنهم لم يهملوا التراث المجتمع العربي في الإمارات، فتجد أشجار النخيل المصفوفة داخل المدينة و التي لن تتخيل أبدا أنها غير طبيعية و أنها مصنوعة من البلاستيك، و تحت النخيل فرش سجاد على الأرض يشبة الرمال إلى حد كبير, الأمر الذي يجعلك تشعر و أنك تجلس في واحة و ليس في مطارا.
و إلى جانب النخيل المصنوع من البلاستيك، و السجاد الذي تتصور من الوهلة الأولى أنه رمال، تجد العديد من الجداريات المعبرة عن ثقافة المجتمع العربي في الإمارات، إلا أن أبرز هذه الجداريات هي جدارية كبيرة جدا تحمل صور للحصان العربي.
و إلى جانب تلك اللمحة التراثية، نجد مبنى الشيخ زايد في مطار دبي يحتوي على كافة وسائل الراحة و الترفيه، فندق دبي الدولي على سبيل المثال، و الذي تم تصميمه حتى يستطيع ركاب الترانزيت استخدامه، و يوجد بالفندق قاعات للاجتماعات، و بالإضافة إلى غرفه التي يصل عددها إلى 88 غرفة تقريبا، يوجد به أيضا بعض الأجنحة الملكية، و إلى جانب الفندق يوجد أيضا نادي "جي فورس" و الذي يستطيع الركاب استخدامه في ممارسة بعض الألعاب الرياضية، بالإضافة إلى حمام سباحة، جاكوزي و ساونا.
كما يوجد بالمطار حوالي 25 مطعم و مقهى، يقدمون كافة الأطباق الدولية و خاصة الأطباق العربية و الهندية و الصينية، و أشهر تلك المطاعم مطعم "سفر"، و معظم العاملين بهذا المطعم من الصينيين، إلا أن ما يلفت النظر حقا في "سفر" هو ارتداء الفتيات الصينيات العاملات به العباءات الخليجية!!.
أما الأطفال في مطار دبي فهم يجدون اهتماما خاصا، حيث يوجد لهم منطقة خاصة مليئة بلعب الأطفال، و منطقة للقصر بدون مرافقين، بالإضافة إلى قاعات الرعاية الخاصة لتمكين الأمهات من رعاية أطفالهن، كما توفر إدارة المطار مقاعد خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، و حافلات صغيرة لنقلهم داخل المطار.
في مطار دبي لن تنقطع عن أخبار العالم حيث يوجد العديد من الشاشات الضخمة ( LCD ) و التي يزيد حجمها عن 60 بوصة، و يعرض عليها قناة BBC الإنجليزية بالإضافة إلى قناة CNN الأمريكية، أما الاتصالات فيمكنك شراء كارت "اتصالات" بثلاثون درهم و اجراء أي مكالمة و لا غريب في ذلك، إنما الغريب حقا هو وجود عدد من كبائن الاتصالات للاتصال بدبي مجانا، كل ما عليك هو أن تضغط رقم 9، بعدها تتصل بالرفم الذي تود الاتصال به.
الملفت للنظر أيضا في المطار هو تلك الأوعية الزجاجية الكبيرة التي كتب عليها بالإنجليزية "تبرعوا للأطفال المحتاجين"، و التي ستجدها مليئة بعدد كبير من العملات المختلفة، التي تبرع بها أصحابها لصالح الأطفال المحتاجين بمبادرة من مطار دبي.
و إذا كنت من هواة الإنترنت أو تود الحديث مع صديق لك عبر الإنترنت من المطار، يمكنك الاتصال بشبكة الإنترنت مجانا، عبر أجهزة كمبيوتر متصلة بشبكة الإنترنت في المطار، كل ما عليك هو الانتظار قليلا إذا كانت كل الأجهزة مشغولة، كما يوفر مطار دبي للمسافرين أربعة مصليات اثنين منها للرجال و مثلهما للنساء.
مطار دبي الذي افتتح في 30 ديسمبر 1960، و برغم كل ما يتميز به حاليا، إلا أنه يشهد الآن أكبر حركة توسعة في تاريخه، يتوقع أن يتم الانتهاء من المرحلة الأولى منها في العام المقبل، و التي تتكلف 15 مليار درهم، و ذلك لرفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 70 مليون مسافر سنويا، بعد أن بلغ عدد المسافرين المتعاملين مع المطار إلى 28.7 مليون مسافر في العام الماضي.

إعتذار

شهر كامل انقطعت فيه عن نشر أي شيء على المدونة، و السبب أنني كنت في زيارة للصين طوال هذا الشهر، و قد فشلت هناك في إدارة المدونة حيث لم تظهر الحروف الإنجليزية و ظهرت بدلا منها رموز، حاولت ان أتغلب عليها بالإنكودينج إلا أنني فشلت.
لن أطيل عليكم و سأنشر لكم ما كتبت هناك و منه العديد مما تم نشره في الأهالي أو بص و طل أو عشرينات