Thursday, July 12, 2007

الخطة الإسرائيلية للهجوم على غزة

نشر في جريدة الاهالي
إسرائيل تنتظر الضوء الأخضر من الولايات المتحدة
جريدة دبكا الإسرائيلية: الحرب ستكون أكثر صعوبة و تعقيدا من حرب لبنان
خوف في الجيش الإسرائيلي من نقل مقاتلين لحماس من سوريا و لبنان و لا تمنع مصر ذلك!!
ترجمة و إعداد: أحمد بلال
إذا كان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق "عامير بيرتس" قد فقد شرعية وجوده كوزير للدفاع بعد الحرب الفاشلة التي شنها على لبنان، فإن "إيهود باراك" وزير الدفاع الحالي قد استوعب الدرس جيدا، و آثر أن يكتسب شعبيته كوزير للدفاع من خلال عملية عسكرية واسعة يجري الإعداد لها حاليا داخل أروقة وزارة الدفاع الصهيونية.
و رغم تأكيد أحد المقربين من باراك لصحيفة الـ "صنداي تايمز" البريطانية أن إسرائيل لن تسمح بوجود دولة لحماس على حدودها الجنوبية، و أن "السؤال الآن ليس هل سيتم هذا الاجتياح أم لا، و لكن متى ؟ و كيف ؟"، و أن العملية العسكرية التي يجري التخطيط لها ستتم بوحدتين من سلاح المدرعات و وحدة من سلاح المشاة الإسرائيلي، إلا أن جريدة "دبكا" الصهيونية أكدت أن هناك الجيش و الحكومة الإسرائيلية انقسما إلى معسكرين بشأن الحرب التي "ستكون أكثر صعوبة و تعقيدا من حرب لبنان".
و رغم أن له تصريحا سابقا قال فيه أن "النيران المقابلة لن توقف إطلاق الصواريخ، الطريق الوحيد هو عملية برية في غزة"، إلا أن "جابي أشكنازي" رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية يتزعم المعسكر الموجود داخل الجيش الإسرائيلي و الذي يقلل من أهمية الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في غزة، و في تعليقها على موقف "أشكنازي" قالت صحيفة "دبكا" أن موقف رئيس أركان الإسرائيلي هو "بالضبط موقف رئيس الأركان السابق دان حالوتس الذي قلل من التهديد العسكري لحزب الله"، يدعم خط رئيس هيئة الأركان أشكنازي.
المصادر العسكرية لـ"دبكا"، أكدت أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت و رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" العميد عاموس يدلين، يدعما موقف رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، بالإضافة إلى زعيم المعارضة "بنيامين نتنياهو" الذي يدعم سياسات أولمرت، الرامية لعدم القيام بهجوم على القطاع و الاكتفاء بفرض "حصار اقتصادي" على غزة، من أجل "الحفاظ على جنود جيش الدفاع في الضفة و القطاع"، و في تعليق لمحرر "دبكا" على موقف "نتنياهو" قال "هل السيد نتنياهو لا يعرف أنه في 2007 لم يوجد أي مفهوم لكلمة "حصار محكم" ؟ إذا كان الأمريكيين لم ينجحوا في فرض حصار محكم على الحدود العراقية مع سوريا، في الوقت الذي يسيطرون فيه عليهم سيطرة تامة، كيف يريد نتنياهو أن يفرض الجيش الإسرائيلي حصارا محكما على قطاع غزة بينما الجانب الجنوبي للقطاع مفتوح مع مصر؟!"، أما معسكر العمداء الذين يرون أنه يجب على إسرائيل ضرب غزة، و تدمير قوة حماس العسكرية في الوقت الحالي فيترأسه العميد يوئيف جلناط، قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، و الذي يدعمه وزير الدفاع الحالي "إيهود باراك".
مصادر "دبكا" العسكرية تشير إلى أن "هجوم الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة من عدمه، معلق الآن بما سيقوله رئيس الولايات المتحدة جورج بوش، لرئيس حكومة إسرائيل إيهود أولمرت، في لقائهما يوم الثلاثاء 19 يونيو في البيت الأبيض بواشنطن".
و رأت المصادر نفسها أن "الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة كان يجب أن يتم في الأسبوع الماضي، عندما كانت قوات حماس منتشرة بأقصى قوتها العسكرية في المنطقة، و استخدموا معظم الأسلحة و الذخائر التي كانت في سلطتهم" كما حذرت من تأخر الهجوم لعدة أسابيع أخرى مؤكدة أن قوات حماس التي سيطرت على قطاع غزة بالكامل ستنجح "في خلال بضعة أسابيع في تنظيم قواتهم من جديد، سيتسلحون، و سيحصلون على دعم، و سيكونون مستعدون لمواجهة مع جيش الدفاع الإسرائيلي".
و أضافت "دبكا" "و الآن و بعد ضياع الفرصة الجيدة جدا لعملية عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة، يجب على إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار أنه في حالة دخول جيش الدفاع الإسرائيلي لقطاع غزة، فإنه سيواجه بجيش فلسطيني يزيد عن 20.000 جندي فلسطيني، و مكون من 4 ألوية من كتائب عز الدين القسام، و لوائين من القوة الخاصة التابعة لحركة حماس، لواء واحد للجهاد الإسلامي، و لواء للجان المقاومة الشعبية، و كلها جماعات مقاتلين تابعة للقاعدة"، على حد قول الجريدة الإسرائيلية.
جنون الحرب الذي يسيطر على المجتمع الصهيوني دفع بجريدة "دبكا" المقربة من الموساد الإسرائيلي لنشر بعض النقاط، و التي تعد بمثابة الخطوط العامة، لخطة الهجوم الإسرائيلي على غزة، و أوصت بها الجيش الإسرائيلي، و تتلخص هذه الخطة في اجتياح شمال قطاع غزة بقوات كبيرة من المدرعات و المشاة بهدف الوصول إلى جيوب المقاومة، بالإضافة إلى تحريك قوة أخرى من الجيش الإسرائيلي للعمل في جنوب القطاع، و تحتل كل شريط فيلادلفيا، من كرم سالم و حتى البحر المتوسط، و تقول الصحيفة الإسرائيلية "إذا كانت حماس قد استطاعت أن تكمل هذا الاحتلال في خلال 6 ساعات، فإنه يجب على جيش الدفاع ألا تأخذ منه عملية كهذه أكثر من 3 إلى 5 ساعات".

و بالإضافة إلى قوتي جيش الدفاع اللتان سيعملان في قطاع غزة من الشمال و الجنوب، "يجب أن يعمل سلاح الجو و البحرية الإسرائيلية، و عليهم في البداية إسكات أي حركة على الطرق و المحاور في القطاع"، و عن ذلك تعلق صحيفة "دبكا" قائلة "سيطرة حماس على هذه الطرق و المحاور و قدرتها على نقل قواتها عليهم من نقطة إلى نقطة، هي السبب الرئيسي للانتصار العسكري، و بالتالي فإنه يتعين على سلاح الطيران و البحرية شل هذه القدرة على الحركة لقوات حماس".
كما أوصت الخطة العسكرية التي نشرتها الجريدة الإسرائيلية سلاح الجو الإسرائيلي بقصف أي هدف عسكري آخر لحركة حماس يوجد بشأنه أي معلومة استخباراتية، و بالإضافة إلى ذلك فإن قوات صغيرة أخرى للجيش الإسرائيلي "يجب أن تحتل الجانبين الفلسطينيين لمعابر، كرني، سوفي، إيريز، و كرم سالم، و تدمير قوات حماس التي سيطرت عليهم، و تسليم المعابر بعد ذلك لقوات الأمن الفلسطينية التي ستأتي من أجل ذلك من رام الله"!!.
و لم تنسى الجريدة الإسرائيلية الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط إلا أنها اكتفت بالقول "يجب فحص إمكانية تحرير الجندي الإسرائيل المخطوف جلعاد شاليط"، و "بعد ذلك يجب على إسرائيل و جيش الدفاع التوقف و دراسة ماذا ستكون خطواتهم القادمة، و إذا تقرر إعادة القوات التي ستعمل في القطاع إلى إسرائيل فيجب أن يتم ذلك في خلال 48 : 72 ساعة، و يجب إعادة القوات التي ستعمل في شمال قطاع غزة فقط، و إبقاء القوات التي ستسيطر على شريط فيلادلفيا".
و في نهاية الخطة المنشورة تقول الصحيفة "هذه الخطوات هي الطريق الوحيد المفتوح أمام الحكومة و الجيش لعمله، أما إذا قرروا الاستمرار في عدم عمل أي شئ، فلن تتكون فقط دولة فلسطينية، إيرانية، سورية، و لحزب الله و القاعدة في قطاع غزة فقط، و لكن كل العالم العربي و الإسلامي سيقولون أن حكومة إسرائيل و قيادة جيش الدفاع عبارة عن مجموعة من الرجال الجبناء، و قوة ستتدهور الردع الإسرائيلية أكثر".
"جيورا إيلاند" رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، رأى أن أفضل تعامل مع ما حدث مؤخرا في قطاع غزة، هو "قطع كل صلة بين إسرائيل و قطاع غزة، و خاصة من أجل منع تدفق حماس و انتصارها إلى الضفة".
و رفض "إيلاند" ما وصفه بسياسات أولمرت في استمراره "تقديم مساعدات لسكان القطاع"، و أضاف أن "حدود قطاع غزة مع مصر مفتوحة، مصر و العالم العربي سيقدمون مساعدات لسكان غزة منها".
أما عن القيام بعملية عسكرية في قطاع غزة فإن "جيورا إيلاند" يرى أنه "للإعداد و لتنفيذ عملية عسكرية، و لاحتلال شريط فيلادلفيا يجب إيقاف تدفق السلاح و المقاتلين للقطاع"، و رغم أن "إيلاند" لم يفسر أكثر من ذلك، إلا أن المصادر العسكرية لجريدة "دبكا" صرحت أن "الخوف الأساسي في جيش الدفاع الآن هو أن تبدأ حماس في نقل قوات من سوريا و لبنان لداخل القطاع، و لا تمنع مصر ذلك"!.
و رأى "جيورا" أن "عملية كهذه يجب أن تتضمن احتلال الضواحي الجنوبية لرفح، و تدمير المنازل الموجودة بها، و اقتلاع من 15.000 إلى 20.000 فلسطيني من منازلهم، و خطوة كهذه ضرورية لعمل عمق استراتيجي لقوات جيش الدفاع الذين سيحكمون قبضتهم على الشريط"، و أضاف "العالم لن يوافق على هذا، و لكن لا يوجد لدينا خيار".

No comments: