Thursday, July 12, 2007

الناصرة .. عاصمة عرب الداخل ترفض استقبال قاتل أبنائها

نشر في جريدة الأهالي
رئيس لجنة أسر الشهداء : إذا فشلنا في محاكمة المجرمين في إسرائيل سنحاكمهم في الخارج
شقيقة الشهيد "أسيل عاصلة" :
لن نهدأ حتى تتم محاكمة المجرمين .. و سنلاحقهم حتى النهاية
أحمد بلال

نظم السبت الماضي أهالي شهداء عرب الداخل الثلاثة عشر، الذين استشهدوا برصاص الشرطة الإسرائيلية، خلال المظاهرات التي نظمها عرب 48 و التي عرفت باسم "هبة الأقصى"، للتضامن مع أبناء شعبهم في الضفة و غزة عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مظاهرة حاشدة احتجاجا على زيارة وزير الدفاع الصهيوني و المسؤول عن المجزرة "إيهود باراك" للناصرة، بدعوة من "عرب" حزب العمل الإسرائيلي للاحتفال بفوزه في انتخابات رئاسة حزب العمل و من ثم وزارة الدفاع الإسرائيلية.
منذ الصباح تجمع العشرات من عرب الداخل حاملين الأعلام الفلسطينية أمام فندق "جولدن كراون" في الناصرة حيث لقاء باراك بـ"عرب" حزب العمل الإسرائيلي، و الذي كان مقررا عقده في حدائق "شبرينساك" في الناصرة، لولا تدخل الشرطة الإسرائيلية التي علمت بالمظاهرة المنوي القيام بها احتجاجا على زيارة باراك للمدينة فقررت نقله، كما أوصت "عرب" حزب العمل بالتوجه إلى الفندق مبكرا لتفادي حدوث أي صدام مع المتظاهرين، الذين تسببوا في تأخير "باراك" ساعة كاملة عن موعد اللقاء.
المتظاهرون الذين حملوا لافتات كتب عليها بالعربية و العبرية "باراك و أعوانه سفاحون"، "باراك مجرم حرب" و "جزاؤك حبل المشنقة أيها المجرم"، هتفوا ضد باراك و "أزلامه" من "عرب" حزب العمل و خاصة بعد وصول عضو الكنيست "داني ياتوم" رئيس الموساد السابق، الأمر الذي واجهته الشرطة الإسرائيلية بعنف بالغ، حيث اعتدت على المتظاهرين بالضرب و خاصة على عائلات الشهداء و أمهاتم.
المظاهرة التي استمرت لمدة 3 ساعات و شارك فيها عضو الكنيست "محمد بركة" رئيس الكتلة البرلمانية للجبهة الديمقراطية، و "عباس زكور" من القائمة العربية الموحدة، بالإضافة إلى أعضاء في اللجنة المركزية في التجمع الوطني الديمقراطي، تم فضها بالقوة من جانب الشرطة الإسرائيلية، و أفراد الوحدة الخاصة "يسام"، و أسفرت عن اعتقال سكرتير الجبهة الديمقراطية "أيمن عوده"، و سكرتير فرع شبيبة التجمع الوطني الديمقراطي في حيفا "مجد كيال"، بالإضافة إلى بهجت خمايسي شقيق الشهيد محمد خمايسي، أحد شهداء "هبة الأقصى".
وأعلن النائب محمد بركة أنه سيتوجه بشكوى للمستشار القضائي للحكومة بشكوى ضد قائد و أفراد الشرطة الذين تعاملوا "بفظاظة" مع المتظاهرين، و قال بركة أن "زيارة باراك للناصرة هي زيارة استفزازية من الدرجة الأولى"، و أضاف أن "الشرطة الإسرائيلية أكملت المشهد باستفزاز لا يقل عن الزيارة، من خلال الاعتداء على المتظاهرين، لا لشيء، إلا لأنهم جاؤوا ليعبروا عن موقفهم".
"حسن عاصلة" رئيس لجنة أسر الشهداء في اتصال معه أن "زيارة باراك للناصرة هي استهزاء بمشاعر و آلام الوسط العربي في أعقاب مذبحة أكتوبر 2000، و التي نعتبرها هجوما مبرمجا و مخططا ضد الأقلية العربية في إسرائيل .. الشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه، و استهزاء بدماء الشهداء الذين قتلتهم المؤسسة الصهيونية".
و أكد "عاصلة" أن "المؤسسة الصهيونية كانت تهدف من خلال هذا الهجوم إلى دفعنا للخروج من الأرض، لتحويلها أرضا لليهود فقط، كما يتفوهون هم أنهم يريدون دولة يهودية نقية، و أيضا ما جاء في تصريحات الشاباك الأخيرة أنه لن يسمح لأحد مقاومة يهودية الدولة و لو حتى بالطرق الديمقراطية، و المعروف أن الشاباك هو الذي يحكم إسرائيل فعليا".
و عن لجنة أسر الشهداء قال "حسن عاصلة" "رأينا أننا يجب ألا نصمت و نأخذ زاوية و نبكي على أبنائنا، سنناهض هذه العقلية المجرمة التي تعمل منذ 48 حتى اليوم، نحن هنا لا نستطيع أن نناضل سوى بالطرق السلمية، و الذهاب إلى لجنة التحقيق الرسمية لرفع دعوى قضائية تطالب بمحاكمة المجرمين، هو أحد الأساليب التي نتبعها، و إذا فشلنا في محاكمة هؤلاء المجرمين في إسرائيل، سنحاكمهم في الخارج".
أما "مجد كيال" سكرتير فرع شبيبة التجمع الوطني الديمقراطي في حيفا فقد قال "تظاهرنا عمليا ضد زيارة باراك للناصرة بغرض توجيه الشكر لعرب حزب العمل الذين ساندوه في الانتخابات الداخلية للحزب"، و الذين وصفهم "مجد" بأنهم "منتفعين و انتهازيين من الدرجة الأولى"، و وصف "مجد كيال" أحداث المظاهرة بصفته شاهد عيان قائلا "في البداية حدث صدام بين المتظاهرين و الشرطة أسفر عن اعتقال أيمن عودة و بهجت خمايسي، و عندما وصل باراك حدث صدام آخر تم اعتقالي فيه، حيث أغلقنا الشارع لمنع موكب باراك من الوصول للفندق، فتم الاعتداء على النساء و والدات الشهداء و الصبايا، و عندما حاولنا منع ذلك انهالت الشرطة علينا بالضرب و تم اعتقالي".
و أضاف "مجد كيال" الذي أكد أنهم اعتادوا على الضرب في المظاهرات من قبل الشرطة الإسرائيلية، أن التهم التي وجهتها لهم الشرطة هي رفع العلم الفلسطيني، ضرب شرطي إسرائيلي و توجيه السباب له، مقاومة الاعتقال بالإضافة إلى إغلاق أحد الشوارع، و أكد "مجد" أن تلك التهم "بسيطة و توجه لهم عقب كل مظاهرة"، و تم إطلاق سراح مجد بعد ثلاث ساعات و نصف، بعدما أنكر التهم الموجهة له جملة و تفصيلا.
أما "سوار عاصلة"، شقيقة الشهيد "أسيل عاصلة" أحد شهداء عرب الداخل في "هبة الأقصى" فقد أكدت أن "لجنة أسر الشهداء" التي تم تأسيسها عقب الانتفاضة الثانية "رفعت دعوى قضائية ضد المجرمين، و القضية سارية حتى الآن في المحكمة العليا الإسرائيلية، حيث أصدرت المحكمة قرارا لامت فيه الطرفين الأقلية العربية و قادتها من جهة، و الشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى، إلا أنها لم تعاقب المجرمين، فتقدمنا بطلب استئناف منذ عامين و مازالت القضية في المحكمة حتى الآن"، و أضافت "سوار عاصلة" أن لجنة أسر الشهداء تطالب أيضا ببناء نصب تذكارية في كل القرى التي استشهد أحد أبنهائها في "هبة الأقصى".
و أكدت "سوار" أن "دخول شارون للمسجد الأقصى في سبتمبر 2000 كان مخططا له من قبل، حيث كانت الشرطة الإسرائيلية تتلقى تدريبات قبل الانتفاضة، للتصدي للمظاهرات المتوقع اندلاعها، و بعد وقوعها تم الاعتداء على جماهير شعبنا في الداخل، و الذي راح ضحيته 13 شهيدا"، و تضيف سوار معلقة على ما حدث "كان إعدام، استعملوا الرصاص الحي الممنوع استعماله، بالإضافة إلى القناصة، و هذا أيضا ممنوع إلا إذا كان هناك خطرا شديدا على الشرطي، في الوقت الذي كان فيه شبابنا غير مسلحون".
و أكدت "سوار" أن تعامل الشرطة الإسرائيلية مع عرب 48 بهذا الشكل إنما هو "جزء من سياسات الدولة العنصرية الهمجية، و كان عقابا لنا لأننا قررنا الاحتجاج و رفع صوتنا، طريقة تعامل الشرطة معنا تدل على مدى الكره لنا، و عن مدى رخص دمنا بالنسبة لهم، لو كان المتظاهرون يهودا لكانت الشرطة داعبتهم، فلم نسمع أبدا عن متظاهر يهودي قتل في أي مظاهرة"، و أضافت "سوار" "قد يكون أخي شهيد و لكن القضية ليست شخصية، أنا فخورة به، و لكن لابد من الاهتمام بملف الشهداء، و حمل قضيتهم، و قد قررنا مع باقي عائلات الشهداء حمل القضية للنهاية، و لن نهدأ حتى تتم محاكمة المجرمين .. سوف نلاحقهم حتى النهاية".
و في نهاية حديثها قالت "سوار" "شئ أخير أحب أن أقوله، الشهادة هي هوية و انتماء، نحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، و مهما فعلت المؤسسة الصهيونية سنظل محافظين على هذه الهوية، و الاشتراك في الانتفاضة كان تأكيدا على هذا الشئ، في سنة 2000 دماء شهداء الداخل امتزجت بدماء محمد الدرة، و كل الشهداء في الضفة و غزة، و هذه هي وحدة الشعب الفلسطيني".

1 comment:

Anonymous said...

الله عليكي يا سوار
جدعه