نشر في جريدة الاهالي
بعد أسبوع من النكسة:
إسرائيل عرضت الانسحاب من كامل سيناء و الجولان في مقابل اتفاقية سلام!
مؤرخون إسرائيليون: حرب 67 كانت كارثة و لو لم ينسحب الجيش المصري لكان قد انتصر علينا!
ترجمة: أحمد بلال
لا يختلف اثنان على حقيقة الانتصار الإسرائيلي على العرب في حرب عام 1967، و التي عرفت إسرائيليا باسم حرب الأيام الستة، و لكن و بعد مرور أربعون عاما على الحرب، خرج عدد من المؤرخون الإسرائيليون بآراء من شأنها التشكيك في أن انتصارا سياسيا قد حدث، بل و التأكيد على أن اسرائيل كان من الممكن أن تنهزم حتى عسكريا لولا انسحاب الجيش المصري!!.
د. "موتي جولاني" المحاضر في قسم دراسات أرض إسرائيل في جامعة حيفا قال "كمعظم حروبنا، باستثناء حرب 1948، يمكن القول أن هذه الحرب كانت بمثابة انتصار في معركة و خسارة سياسية، فعلى المستوى السياسي، لا يمكن تسمية حرب الأيام الستة إلا بالكارثة، فحتى عام 1967 كانت إسرائيل دولة في وضع شرعي، و كما يقال دولة تطلب تقوية وجودها، على المستوى الداخلي و الخارجي، و لهذا كانت تنتفع بدعم عالمي كبير و مستمر و لم يطلب منها على طول الطريق أي تنازلات أو انسحابات، فعلى المستوى الخارجي كان الجهد الأساسي لإسرائيل هو التأكيد على حق إسرائيل في الوجود، و على المستوى الداخلي كان التأكيد الأساسي على بناء مجتمع".
و أضاف جولاني "كارثة حرب 67 أنها حولت إسرائيل في إسرائيل نفسها و في العالم كله إلى الدولة التي تطلب تغيير الأوضاع و التوسع، و دولة محتلة، على المستوى الداخلي نقلتنا هذه الحرب إلى مناطق ثقافية و سياسية كانت و مازالت مناهضة تماما لهدف بناء مجتمع و ثقافة إسرائيلية".
و رأى جولاني أن "حرب 67 كانت خسارة للإسرائيليين و العرب على حد سواء، فحرب الأيام الستة ولدت من جديد النزاع الذي كان قائما هنا قبل إقامة دولة إسرائيل بين القوميتين، الحرب كانت من الممكن أن تنقلب إلى حافز لعمل حدود و اتفاقيات، و بهذا لإصلاح خسارة الشعبين في 48".
أما المؤرخ الإسرائيلي أوري ميليشتاين فقال "هذا لم يكن انتصار، لا يوجد أحد تقريبا يعرف أنه في الساعة التي حلقت فيها طائرات سلاح الجو بهدف الهجوم على قواعد سلاح الجو المصري، حلقت في مصر طائرة تحمل كل رجال الجيش و الدولة المصريين، و لكن لم يكن موكلا إليها التعامل مع الطائرات الإسرائيلية، في الطائرة المصرية استقبل قائد الجيش المصري صدمة المعركة و أصدر أوامر بالانسحاب لكل الجيش المصري" و أكد أن "الانتصار على جيش موجود في حالة انسحاب كهذه لم يكن شيئا كبيرا، و لولا أنهم ينسحبون لكانوا قد انتصروا علينا".
و أضاف ميليشتاين "بعد الحرب لم يقم أحد ليقول أن الملك عاري، أخذنا الحرب بأخطائنا و حولناها لإشارة على قدرتنا العسكرية، لم يحددوا الشوائب و العيوب، و لم يستخلصوا الدروس، فكانت النتيجة حرب يوم الغفران، و بعدها تعاملنا الخاطئ مع الانتفاضة الأولى و الثانية، و حرب لبنان الأولى و الثانية".
و رأى ميليشتاين أن الجيش و المجتمع الإسرائيلي هزموا في حرب 67 "في حرب الأيام الستة الهزيمة لم تكن فقط على المستوى السياسي و إنما كانت أيضا على المستوى المجتمعي، التقديرات العسكرية سيطرت على الدولة، و لذلك ليس فقط الجيش الإسرائيلي و لكن أيضا المجتمع الإسرائيلي و دولة إسرائيل هزموا".
أما " د. رؤبن فدهتسور" فقد قال "إسرائيل انتصرت عسكريا انتصارا باهرا، لكنها خسرت استراتيجيا، بسبب العمل الذي لم تنجح فيه الحكومات الإسرائيلية المختلفة حيث لم تنجح في استثمار المناطق المحتلة كورقة مساومة لإحلال السلام".
و أكد "فدهتسور أن إسرائيل قدمت عرضا للدول العربية بعد أسبوع من نهاية الحرب يقضي بإعادة كامل سيناء و الجولان في مقابل اتفاقية سلام، إلا أن العرض الإسرائيلي قوبل بلاءات الخرطوم الثلاث لا صلح .. لا تفاوض .. لا اعتراف، حيث قال "الكثيرين لا يعرفون أنه بعد حوالي أسبوع واحد من بعد نهاية الحرب، في 19 يونيو، قدمت إسرائيل عرضا للعرب يقضي بإعادة كل سيناء و هضبة الجولان في مقابل السلام، و كان الموقف الذي تم اتخاذه من الطرف الآخر في مقابل ذلك هو لاءات قمة الخرطوم الثلاث".
و أضاف د. رؤبن " لم يتم تضمين الضفة الغربية في العرض الذي تم تقديمه للدول العربية، و هو ما أوضح أن إسرائيل لم تتفق على السياسات هناك، الاتفاق الذي تم تقديمه في نهاية الأمر، في موضوع الضفة تم نقله إلى الفلسطينيين و ليس إلى الأردن، و كان يتضمن حكما ذاتيا للفلسطينيين، و هو الأمر الذي لم يقبلوه، فتنازلت إسرائيل عن الخيار الفلسطيني و تبنت الخيار الأردني".
إسرائيل عرضت الانسحاب من كامل سيناء و الجولان في مقابل اتفاقية سلام!
مؤرخون إسرائيليون: حرب 67 كانت كارثة و لو لم ينسحب الجيش المصري لكان قد انتصر علينا!
ترجمة: أحمد بلال
لا يختلف اثنان على حقيقة الانتصار الإسرائيلي على العرب في حرب عام 1967، و التي عرفت إسرائيليا باسم حرب الأيام الستة، و لكن و بعد مرور أربعون عاما على الحرب، خرج عدد من المؤرخون الإسرائيليون بآراء من شأنها التشكيك في أن انتصارا سياسيا قد حدث، بل و التأكيد على أن اسرائيل كان من الممكن أن تنهزم حتى عسكريا لولا انسحاب الجيش المصري!!.
د. "موتي جولاني" المحاضر في قسم دراسات أرض إسرائيل في جامعة حيفا قال "كمعظم حروبنا، باستثناء حرب 1948، يمكن القول أن هذه الحرب كانت بمثابة انتصار في معركة و خسارة سياسية، فعلى المستوى السياسي، لا يمكن تسمية حرب الأيام الستة إلا بالكارثة، فحتى عام 1967 كانت إسرائيل دولة في وضع شرعي، و كما يقال دولة تطلب تقوية وجودها، على المستوى الداخلي و الخارجي، و لهذا كانت تنتفع بدعم عالمي كبير و مستمر و لم يطلب منها على طول الطريق أي تنازلات أو انسحابات، فعلى المستوى الخارجي كان الجهد الأساسي لإسرائيل هو التأكيد على حق إسرائيل في الوجود، و على المستوى الداخلي كان التأكيد الأساسي على بناء مجتمع".
و أضاف جولاني "كارثة حرب 67 أنها حولت إسرائيل في إسرائيل نفسها و في العالم كله إلى الدولة التي تطلب تغيير الأوضاع و التوسع، و دولة محتلة، على المستوى الداخلي نقلتنا هذه الحرب إلى مناطق ثقافية و سياسية كانت و مازالت مناهضة تماما لهدف بناء مجتمع و ثقافة إسرائيلية".
و رأى جولاني أن "حرب 67 كانت خسارة للإسرائيليين و العرب على حد سواء، فحرب الأيام الستة ولدت من جديد النزاع الذي كان قائما هنا قبل إقامة دولة إسرائيل بين القوميتين، الحرب كانت من الممكن أن تنقلب إلى حافز لعمل حدود و اتفاقيات، و بهذا لإصلاح خسارة الشعبين في 48".
أما المؤرخ الإسرائيلي أوري ميليشتاين فقال "هذا لم يكن انتصار، لا يوجد أحد تقريبا يعرف أنه في الساعة التي حلقت فيها طائرات سلاح الجو بهدف الهجوم على قواعد سلاح الجو المصري، حلقت في مصر طائرة تحمل كل رجال الجيش و الدولة المصريين، و لكن لم يكن موكلا إليها التعامل مع الطائرات الإسرائيلية، في الطائرة المصرية استقبل قائد الجيش المصري صدمة المعركة و أصدر أوامر بالانسحاب لكل الجيش المصري" و أكد أن "الانتصار على جيش موجود في حالة انسحاب كهذه لم يكن شيئا كبيرا، و لولا أنهم ينسحبون لكانوا قد انتصروا علينا".
و أضاف ميليشتاين "بعد الحرب لم يقم أحد ليقول أن الملك عاري، أخذنا الحرب بأخطائنا و حولناها لإشارة على قدرتنا العسكرية، لم يحددوا الشوائب و العيوب، و لم يستخلصوا الدروس، فكانت النتيجة حرب يوم الغفران، و بعدها تعاملنا الخاطئ مع الانتفاضة الأولى و الثانية، و حرب لبنان الأولى و الثانية".
و رأى ميليشتاين أن الجيش و المجتمع الإسرائيلي هزموا في حرب 67 "في حرب الأيام الستة الهزيمة لم تكن فقط على المستوى السياسي و إنما كانت أيضا على المستوى المجتمعي، التقديرات العسكرية سيطرت على الدولة، و لذلك ليس فقط الجيش الإسرائيلي و لكن أيضا المجتمع الإسرائيلي و دولة إسرائيل هزموا".
أما " د. رؤبن فدهتسور" فقد قال "إسرائيل انتصرت عسكريا انتصارا باهرا، لكنها خسرت استراتيجيا، بسبب العمل الذي لم تنجح فيه الحكومات الإسرائيلية المختلفة حيث لم تنجح في استثمار المناطق المحتلة كورقة مساومة لإحلال السلام".
و أكد "فدهتسور أن إسرائيل قدمت عرضا للدول العربية بعد أسبوع من نهاية الحرب يقضي بإعادة كامل سيناء و الجولان في مقابل اتفاقية سلام، إلا أن العرض الإسرائيلي قوبل بلاءات الخرطوم الثلاث لا صلح .. لا تفاوض .. لا اعتراف، حيث قال "الكثيرين لا يعرفون أنه بعد حوالي أسبوع واحد من بعد نهاية الحرب، في 19 يونيو، قدمت إسرائيل عرضا للعرب يقضي بإعادة كل سيناء و هضبة الجولان في مقابل السلام، و كان الموقف الذي تم اتخاذه من الطرف الآخر في مقابل ذلك هو لاءات قمة الخرطوم الثلاث".
و أضاف د. رؤبن " لم يتم تضمين الضفة الغربية في العرض الذي تم تقديمه للدول العربية، و هو ما أوضح أن إسرائيل لم تتفق على السياسات هناك، الاتفاق الذي تم تقديمه في نهاية الأمر، في موضوع الضفة تم نقله إلى الفلسطينيين و ليس إلى الأردن، و كان يتضمن حكما ذاتيا للفلسطينيين، و هو الأمر الذي لم يقبلوه، فتنازلت إسرائيل عن الخيار الفلسطيني و تبنت الخيار الأردني".
No comments:
Post a Comment