Thursday, July 12, 2007

العلاوة راحت في علبة السمنة!!

نشر في جريدة الاهالي
مواطن يدعو الوزراء لزيارة بيته لمعرفة حياة المواطنين
و أخرى: "حسبي الله و نعم الوكيل في الحكومة"!
تحقيق: أحمد بلال

بعد موجة غلاء الأسعار التي اجتاحت مصر في الفترة الماضية، و قبل موجة جديدة بدأت بالفعل بزيادة أسعار بعض السلع الرئيسية مثل الزيت و السمن و الدقيق، أعلنت الحكومة عن قيمة العلاوة الاجتماعية لعام 2007، بنسبة 15% للموظفين و 10% لأصحاب المعاشات، بدون حد أدنى أو أقصى، الأمر الذي أثار استهجان العديد من المواطنين، من العلاوة التي لن تخدم سوى كبار الموظفين.
حمزة محمد النجار، موظف على المعاش، أكد لنا أن العلاوة الاجتماعية ليست وحدها فقط التي لا تكفي لأي شيء و لكن المعاش نفسه غير كاف للمعيشة بسبب غلاء الأسعار،! و أبدى حمزه استغرابه من أن تكون العلاوة لأصحاب المعاشات 10% رغم أن هناك من أصحاب المعاشات من يعول أسرا، و هو واحدا من هؤلاء، حيث يعول "ابنين معاقين و زوجته و ابنه الذي يعمل في شركة النصر للصباغة بمرتب 80 جنيه في الشهر يصرف منهم يوميا 1.25 قرشا في المواصلات بالإضافة إلى زوجة هذا الابن"!.
و عن نسبة العلاوة الهزيلة قال حمزة النجار "الدولة في وادي و الشعب في واد آخر، الحكومة لا تعرف شيئا عن الشعب، أنا بدعو أي وزير لبيتي عشان يشوف أكلنا و معيشتنا و يعرف العلاوة دي بتعمل حاجة و لا لا"، و أضاف "عايزين حاكم يمشي في الشوارع و النجوع و العزب و يشوف رعيته عايشة ازاي".
أما صفاء محمود إبراهيم الموظفة في الشباب و الرياضة فأكدت لنا أن "العلاوة الاجتماعية راحت في صفيحة السمنة" و قالت أن العلاوة كانت بالكاد كافية لسد الزيادة الأخيرة في سعر السمن!، و أضافت صفاء محمود أن "نسبة 15% من الأساسي لا تكفي لأي شيء في ظل ارتفاع الأسعار بشكل متزايد سواء في المصروفات الدراسية أو في السلع الرئيسية" و تمضي صفاء في حديثها قائلة "العلاوة الاجتماعية التي يعتبرونها رشوة اجتماعية لم تعد تمتص غضب الناس، بل ستزيده أكثر مع الارتفاع الجنوني في الأسعار" و أكدت أنه "من الممكن أن تكون نسبة العلاوة ثابتة طالما بقيت الأسعار ثابتة".
نصر الزير الموظف بمجلس المدينة يرى أنه "حتى لو زادت العلاوة 100% فلن تكن كافية لأي شئ"، و قال "أعمل موظفا منذ 25 سنة و مرتبي 350 جنية بالمتغيرات، و متزوج و عندي أربع أبناء منهم طالب جامعي مغترب و طالبين في المرحلة الثانوية".
و تسائل نصر الزير عن الجديد الذي أتى به البرنامج الانتخابي للرئيس حسني مبارك إذا كانت العلاوة بنفس النسبة قائلا "الرئيس قال في برنامجه الانتخابي أن الأجور ستزاداد بنسبة 100%، و لم يحدث أي تغيير، و العلاوة جائت كما كانت من قبل فما الجديد إذا"!!.
و أضاف نصر الزير "نسمع عن مذيعة مرتبها 15 ألف دولار، و مرتبات أخرى فلكية مثل مرتبات سمير رجب و إبراهيم نافع، و مرتباتنا مجموعة من الملاليم، أما العلاوة الاجتماعية فمن الواضح تماما أنهم يأكلون اللحم و نحن تحولنا إلى الكلب الذي يرمون له بقطعة العظم"!!.
نظرية اللحم و العظمة اتفق فيها أيضا محمد توفيق، مدرس فني، حيث رأى أن "العلاوة مجرد عظمة من اللحم الذي يأكلوه، يرموها لنا كي نسكت"، و قال محمد توفيق "أعمل مدرسا منذ سبع سنوات، و أركب في اليوم مواصلات بأكثر من أربعة جنيهات، و زادت في الفترة الأخيرة فقط 1.25 قرش، حيث توجد المدرسة في مدينة أخرى و أضطر للذهاب إليها يوميا، و كل مرتبي 214 جنيها، أي أن معظم المرتب أنفقه على المواصلات رغم أني متزوج و عندي طفلة".
و يرى محمد توفيق أن نظام العلاوة غير مجدي و أنه لابد من تغيير منظومة الأجور بأكملها، و قال "حتى لو كانت العلاوة بنسبة 100% لن تكون كافية في ظل غلاء الأسعار و المعيشة، فلابد من إعادة النظر مرة أخرى في الأجور كلها و ربطها بالأسعار و خاصة أنه من المستحيل أن تقر الحكومة علاوة بنسبة 100%" و تسائل محمد توفيق "أسعار الموارد الأساسية زادت في خلال 3 سنوات أكثر من 100% فهل تزيد العلاوة بنفس نسبة زيادة الأسعار؟!".
أما فتحي محمد حسن، من أصحاب المعاشات فقال "العلاوة لا تكفي لأي شيء مع الزيادة الرهيبة في الأسعار، أنا خرجت معاش و مرتبي الأساسي 190 جنية يعني العلاوة 19 جنية، يجيبوا ايه ؟!"، و أضاف "أهم شئ أن تضاف العلاوة للراتب الأساسي و ألا تكون تابعة للمتغيرات".
و يرى فتحي حسن أنه "من المفترض أن تكون العلاوة للمعاشات 15% مثل الموظفين، مع العلم أن العلاوة في كلتا الحالتين لا تكفي، من المفترض أن الرجل الذي تعب و أنتج في الماضي أن يكرم، و خاصة أن أصحاب المعاشات تركوا مؤسساتهم بينما كانت تربح بعكس الوضع الحالي، أنا تركت مرفق النقل و كان دخله 50 ألف جنيه في اليوم و حاليا و برغم ازدياد سعر التذكرة إلا إن دخله لا يتعدى 15 ألف جنيه يوميا، فهل هذا هو التكريم".
آمال علي سلامة، ممرضة، تسائلت عن قيمة العلاوة الاجتماعية في ظل هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار، و قالت أن "الحكومة تحاول أن تفعل أي شئ لإسكات الناس على غلاء الأسعار حتى و لو بتلك العلاوة الهزيلة"، و أضافت "من غير المعقول أن ننتظر كل عام للحصول على علاوة في الوقت الذي تزداد الأسعار فيه بشكل يومي، و يجب ربط العلاوة بغلاء الأسعار و إضافتها للراتب الأساسي للموظف"، و في النهاية كررت آمال سلامة أكثر من مرة و معها لسان حال الكثيرين "حسبي الله و نعم الوكيل في الحكومة"!.

No comments: