Thursday, April 5, 2007

قاموس "عبده وقع مني" .. حصريا!!


كلمات جديدة و غريبة يتبادلها الشباب بين بعضهم البعض، عربية الأبجدية و المعنى، إلا أن المراد بها شيئا قد يكون بعيدا كل البعد عن معناها المباشر، حتى أنك قد تتوهم في لحظة أن تلك الكلمات هي لغة أخرى غير لغتنا العربية الجميلة، أسماها البعض "قاموس الروشنة"، إلا أننا اكتشفنا أن هذه التسمية ما هي إلا تسمية أطلقها المثقفون عليها دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن تسميتها الحقيقية، و التي يطلقها عليها من يتداولون تلك الكلمات بشكل دائم.
"عبده وقع مني"، هو الاسم الحقيقي للقاموس الذي يستمد منه شبابنا تلك الكلمات الجديدة، هكذا أكد لي "عمرو"، أحد هؤلاء الشباب الذين لا يتحدثون سوى بتلك المصطلحات، و ذلك بعد إلحاح شديد نجحت من خلاله في إقناعه بأن ينقل لنا بعض المصطلحات و ترجمتها كما وردت في هذا القاموس، قلت له الكثير من الجمل التي سمعتها في أفلام و مسلسلات المخابرات و الجاسوسية المصرية، من عينة "مصر محتاجالك يا عمرو"، "مصر مش هتنسالك الخدمة دي يا عمرو" و غيرها من الكلمات التي اختتمتها عندما حاول أن يدفع حساب القهوة فأبيت بشدة مؤكدا أن "مصر هي اللي بتدفع".
"راكب عالشغل" هو أحد تلك المصطلحات الجديدة، و يقصد به "المشاركة"، و يستخدم هذا المصطلح في العديد من المواقف، فإذا كان أحد الشباب ينوي القيام بشيء ما أو يقوم به بالفعل، فما عليك إلا أن تقول له "راكب عالشغل"، حتى يعلم أنك ستكون شريكه في هذا الشيء، حتى و لو كان التدخين في سيجارة واحدة!!.
"منفضلي" أو "شايلي الفيشة" و هي كلمات تعني عدم الاهتمام، و يقولها الشخص إذا أحس أن من يتحدث إليها لا يوليه اهتماما، أما إذا كان المتحدث نفسه يحس بالملل من الشخص المتكلم فما عليه إلا أن يقول له "إفصل"، "نفض لنفسك"، "شيل الفيشة" أو "إنزل من على وداني" و كلها كلمات تطلب من الشخص الموجهة إليه بالتوقف عن الحديث.
و الـ"جهاز"، هو الشخص الذي يتكلم كثيرا دون أي فائدة من هذا الكلام، و يقال أيضا "فطشة" أو "هلهلي" و هو الشخص الذي لا فائدة منه و قد يقال أيضا "تعبان ملة"، و "ملة" هنا تفيد المبالغة!، أما "ملقى" بضم الميم، فهي تطلق على أطفال الشوارع، أو الشخص الذي يمكث في الشارع طوال الوقت، أما "مهيبر" أو "مهنج" فهي كلمات يقولها الشخص للتعبير عن تعبه، أما الشخص الـ"مهيس" فهو الشخص الذي يهذي بكلمات غير مفهومة، أو الشخص المخدر، أما "رامي ودنه" فهي تقال على الشخص الذي يتصنت على حديث الآخرين، فقد يكون بعيد عنهم إلا أن يرمي أذنه بجانبهم ليستمع لما يقولون.
من المصطلحات الأخرى "استمورننج"، و هو مصطلح يعني ما يقوم به الشخص عندما يقوم من النوم، أما "واكل معايا"، و تعني أن هذا الشيء يناسبني، و الـ"أنتخة" تعني الراحة، أما كلمة "طحن"، فهي كلمة تفيد المبالغة، و الـ"تسييح" بمعنى الـ"تشريد"، و كلاهما يعني الفضيحة، أو بمعنى أدق فضح شخص ما.
شباب المدخنين أيضا لهم مصطلحاتهم فعندما يطلب أحد سيجارة من الآخر يقول "صبح لالا" أو "دخانك عمانا"، أما السجاير فلها أسمائها فالكيلوباترا تسمى "كوكو الضعيف"، أما السجاير الأجنبية فيقال عنها "واحدة أحمر"، أما كلمة "ثبت"، فلها معنيان، الأول يعني أن أحد الأشخاص "ثبت" الآخر بسكين للسطو على ما يملك، و المعنى الثاني أن أحد الأشخاص "ثبت" الآخر بالكلام، أي ضحك عليه، و عن السطو و النصب نجد أيضا كلمة "فيش" بفتح الفاء و الياء، و تعني أن أحد الأشخاص نصب على الآخر و أخذ منه ما يملك.
ما ذكرته من مصطلحات ما هو إلا قطرة من بحر، و هو ما يؤكد أن كل ما قلته لـ"عمرو" عن احتياج البلد إليه ليس من قبيل الاستهزاء أو السخرية، و إنما مبعثه الخوف من أن يأتي جيل لا يتحدث سوى بتلك الكلمات و المصطلحات، و ينفصل تماما عن لغته و ثقافته و حضارته، كل ما أردته أن يكون هناك تواصلا بين اللغتين، العربية و الأخرى التي لا أعرف لها اسما، و التي صاغها و وضع قواعدها جيل من الشباب فقد الثقة في كل شيء في الوطن، حتى فقد الثقة في لغته نفسها.

1 comment:

§a§a said...

جامد القاموس دا