Friday, April 13, 2007

الطريق إلى .. تل أبيب !!

الطريق إلى .. تل أبيب !!
ء* نشر في موقع عشرينات

"إلى فلسطين طريق واحد يمر من فوهة بندقية" .. هكذا شدت أم كلثوم وقت أن كان لنا كرامة، أما الآن و قد أصبحنا نعيش في زمن المسخ .. أصبح إلى فلسطين المحتلة عدة طرق آخرها خط الأتوبيس رقم 100 الذي تم إعادة افتتاحه مؤخرا، في محاولة لاختزال الصراع العربي الصهيوني الذي بدأ منذ 58 عاما في 10 ساعات فقط !! هي المسافة التي يقضيها الأتوبيس من القاهرة إلى تل أبيب، و محاولة لبيع دماء شهدائنا بـ 17 دولار ثمن تذكرة الذهاب، أو 34 دولار ثمن تذكرة الذهاب و الإياب، و إن كنت أتمنى أن يكون ذهابا بلا رجعة ...

فجأة .. و بدون أية مقدمات .. قرر السادات زيارة القدس المحتلة، و في الكنيست الصهيوني ألقى خطابه الشهير الذي يبدي فيه رغبته في "السلام"، و بالفعل بدأت المحادثات المصرية-الصهيونية، و في عام 1979 تم توقيع معاهدة كامب ديفيد بين السادات و مناحم بيجن رئيس الوزراء الصهيوني، اللذان اتفقا على تشكيل لجنة مصرية-"إسرائيلية" مشتركة تعمل على تفعيل ما تم الاتفاق عليه من ضرورة تطبيع العلاقات المصرية_"الإسرائيلية".
بدأت اللجنة عملها مباشرة بعد تشكيلها مباشرة، و تدارست مسألة تشجيع السياحة بين مصر و "إسرائيل"، و في مارس 1980 توصلت اللجنة بالفعل إلى عدة اتفاقيات من شأنها تحقيق الغرض الذي أنشئت من أجله ( بالطبع من وجهة نظرهم )، تم الاتفاق على السماح للـ"إسرائيليين" بالدخول إلى مصر بسياراتهم الخاصة عبر معبر رفح الدولي شريطة إثبات حوزتهم لمبلغ 100 جنيه مصري لدى نقطة العبور !!، كما تم الاتفاق على افتتاح خط للملاحة الجوية بين "البلدين"، و افتتاح مكتب لشركة طيران "العال" الصهيونية في القاهرة، اتفقت اللجنة أيضا على افتتاح خط للنقل البري بين "الدولتين".
و ما هي إلا شهور قليلة حتى بدأ العمل في الخط البري الرابط بين القاهرة و تل أبيب و عملت به شركة "إجاد" الصهيونية، و مع بداية الانتفاضة الأولى في عام 1987 توقف الخط البري بين مصر و "إسرائيل"، و في بداية التسعينات عاد للعمل مرة أخرى حتى كانت الخسائر الاقتصادية سببا في إيقافه نهائيا في عام 1996.
و بعد 10 سنوات من توقف خط الأتوبيس رقم 100 الرابط بين القاهرة و تل أبيب، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية في عددها الصادر بتاريخ الأربعاء 8 مارس 2006 خبرا بعنوان "" إعادة تشغيل الخدمة اليومية لأتوبيس تل أبيب القاهرة" و ذكر الخبر أن "وزير السياحة "الإسرائيلي" إبراهام هيرشنزون و نظيره المصري محمد زهير قد تقابلا في معرض برلين السياحي الدولي و تناقشا في العديد من القضايا لتنشيط السياحة بين البلدين، و أثناء اللقاء اقترح هيرشنزون إعادة تشغيل أتوبيس رقم 100، و اتفقا على أن تبدأ حكوماتهم في العمل فورا من أجل الوصول لاتفاق نهائي في هذا الشأن"، كما نشرت الصحيفة تصريحا لجوناثان بوليكا المتحدث باسم وزارة السياحة "الإسرائيلية" قال فيه معقبا على اللقاء بين الوزيرين "إن "الدولتين" تبحثان مدى إمكانية إعادة تشغيل الأتوبيس بين القاهرة و تل أبيب بعد توقف دام 10 سنوات".
كما نشرت صحيفة هاآرتس الصهيونية في نفس اليوم موضوعا أكدت فيه أن الوزيران المصري و "الإسرائيلي" اتفقا على "زيادة التعاون بين الدولتين في القضايا التي تخص المنطقة بشكل عام، و الدولتين بشكل خاص، كما اتفق الطرفان على أن تعمل وزارة السياحة "الإسرائيلية" على تشجيع السائحين اليهود الذين يأتون لـ"إسرائيل" على زيارة الأماكن اليهودية و التاريخية في مصر، و في المقابل تعمل وزارة السياحة المصرية على تشجيع حركة السياحة من مصر إلى "إسرائيل""، و في نهاية اللقاء قرر الوزيران اللقاء مرة أخرى للتباحث في مختلف القضايا السياحية بين البلدين كما ذكرت هاآرتس.
و على هامش لقاء مبارك_أولمرت في شرم الشيخ مؤخرا، اجتمع إبراهام هيرشنزون مع وزير المالية يوسف بطرس غالي، و قرروا إعادة تشغيل الأتوبيس رقم 100 الرابط بين القاهرة و تل أبيب في فلسطين المحتلة، في محاولة لجر الشعب المصري لمستنقع التطبيع، و هي محاولة من ضمن محاولات عديدة بدأت منذ أكثر من 25 عاما و كلها باءت بالفشل، فالصراع سيظل كما كان دائما صراع وجود لا صراع حدود.

أحمد بلال

No comments: