Sunday, April 15, 2007

جنين .. يا قلعة الأسود

ء* نشر في موقع عشرينات
أحمد بلال

أحيى أهالي جنين أمس الذكرى الخامسة لاجتياح مخيمهم في 3 إبريل 2002، في إطار عملية "السور الواقي" التي قامت بها قوات الإرهاب الصهيونية، الاحتفالية بدأت بمسيرة كبيرة اتجهت إلى موقع الملحمة، حيث أقيم مؤتمر جماهيري كبير تحدث فيه العديد من رمز حركات المقاومة الفلسطينية.
و كان شارون قد أمر جيشه في عام 2002 بتنفيذ عملية عسكرية أطلق عليها "السور الواقي" بدعوى القبض على "مطلوبين" ينطلقون من المدن الفلسطينية و خاصة مخيم جنين لتنفيذ عمليات استشهادية داخل ما يعرف باسم "دولة إسرائيل"، و في خلال أربعة أيام نجحت قوات الاحتلال الصهيوني في اجتياح رام الله، بيت لحم، نابلس و طولكرم، حتى كان الثالث من إبريل 2002، عندما حاولت نفس القوات اجتياح مخيم جنين، إلا أن صمود المقاومة كان كفيلا بإيقاف الاجتياح.
أمر شارون جيشه بحصار المخيم، و قطع كافة المساعدات عنه، و بدأ العدو الصهيوني في استخدام وسائله الجبانة، حيث فرض الصهاينة حظرا إعلاميا كاملا عن العمليات في المخيم،و بدأت قواتهم في القصف الجوي المكثف على المخيم و اقتحامه بأكثر من 200 دبابة و مزنجرة بالإضافة إلى المدفعية الصهيونية، مما أدى إلى هدم العديد من البيوت الفلسطينية و استشهاد و إصابة الكثيرين، الذين استشهد بعضهم على أثر نزف جروحه بعد أن منع الصهاينة سيارات الإسعاف من دخول المخيم.
لم يستسلم أهالي المخيم رغم كل الوحشية التي تقابلهم بها آلة الحرب الصهيونية، و الصمت المخزي الذي يقابل به العرب المجزرة الصهيونية، و هو الأمر الذي جن جنون قيادات جيش الحرب الصهيوني الذين أمروا باقتحام المخيم، بعدما مهدت لهم الغارات الجوية الطريق، و بدأ الصهاينة في نسف المنازل و تنفيذ أحكام إعدام ميدانية في حق أبطال المقاومة، و خاصة بعد أن نفذت ذخيرتهم.
المقاومة في جنين كانت على يقين بأن الصهاينة يخططون لاجتياح المخيم، فأعدت عدتها، و فخخت كل شبر فيه، الطرقات، السيارات و المباني، و نصبوا لهم العديد من الأكمنة التي وقع الصهاينة فيها بالفعل، فبعد أيام من اجتياح المخيم، رمت المقاومة للصهاينة طعما، عبارة عن بناية سكنية مكونة من ثلاثة طوابق، الأمر الذي خدعهم فاتجه جنود القناصة الصهاينة لاحتلال المبنى، لاغتيال كل فلسطيني تقع أعينهم عليه، إلا أن المقاومة كانت قد فخخت المبنى بالكامل.
و بعد نجاح الصهاينة في احتلال المبنى، تم تفجيره بالكامل من قبل المقاومة، ليعلن الجيش الصهيوني عن مقتل 13 من جنوده و إصابة 12 آخرين، و يفشل في نقل حتى جثث جنوده، الأمر الذي دفع القيادة الصهيونية لطلب تدخل الصليب الأحمر الدولي لوقف إطلاق النار لنقل الجثث!!.
كان حصيلة المجزرة 63 شهيدا عربيا بالإضافة إلى عشرات الجرحى، و هدم أكثر من 500 منزل فلسطيني، و اعتقال جميع الرجال في المخيم من سن 15 : 50 عاما، و من الجانب الصهيوني و بحسب الاعترافات الصهيونية نفسها قتل 32 جنديا بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
جنين .. عاصمة الاستشهاديين و عرين المقاومة كما أسماها الفلسطينيون، أو عش الدبابير كما أسماها شارون، ستبقى دوما في مخيلتنا رمزا للصمود و المقاومة و الكرامة العربية، و دليلا على أن السلاح وحده هو القادر على ردع الاحتلال، و ستبقى جنين دليل إدانة للكيان الصهيوني و كل الحكام العرب الذين التزموا الصمت أو اكتفوا بالشجب و الإدانة.

No comments: